مـرسي عطـا الـلـه


مع استمرار إصرار اسرائيل علي مواصلة عدوانها الوحشي والبربري ضد قطاع غزة يبقي السؤال الضروري هوrlm;:rlm; هل يمكن أن تكون هناك تهدئة حقيقية في ظل جمود الفكر السياسي المسيطر علي منطقة صناعة القرار في إسرائيل والذي لا يري سوي أمن وسلام واستقرار وتفرد إسرائيل وحدهاrlm;,rlm; أما أمن وسلام واستقرار غيرها فشئ يمكن بحثه والنقاش بشأنه بعد أن تستكمل إسرائيل عدوانهاrlm;.rlm;

إن إسرائيل تقول صراحة ودون مواربة من خلال عدوانها الوحشي إن مفهومها للأمن يجب أن يكون غير مقيد بمحددات وضوابط وأن يراعي الخصوصية التي تتميز بها إسرائيل في ظل حدود آمنة لايمكن الاقتراب منهاrlm;.rlm;

بوضوح لا لبس فيهrlm;,rlm; يريد الإسرائيليون أمنا مطلقا لأنفسهم بصرف النظر عما إذا كان هذا الأمن علي حساب أمن واستقرار غيرهمrlm;.rlm;

إن إسرائيل تعتقد أن أهم ضمانات أمنها هو استمرار العمل علي ضرب فكرة وروح المقاومة وتأكيد خاصية التفوق العسكري للدولة العبريةrlm;..rlm; فالأمن الاستراتيجي في المفهوم الإسرائيلي هو العمل بكل الطرق والوسائل علي حرمان غيرها من حق امتلاك قوة عسكرية تستطيع مناطحة قوتها أو تحقق نوعا من توازن الرعب معهاrlm;.rlm;

وهذا الذي تجاهر به إسرائيل هذه الأيامrlm;,rlm; ليس وليد اليومrlm;,rlm; إنما هو إرثها التاريخي وعقيدتها العسكرية التي كانت تبرر لها دوما حق شن الحرب والادعاء بأنها حرب وقائية وحق تنفيذ العمليات القذرة خلف الحدود والزعم بأنها ضربات إجهاضrlm;..rlm; وهذه المجاهرة المقصودة في هذه الآونة جزء رئيسي من رهان الحرب النفسية لإسرائيلrlm;!rlm;

إذنrlm;..rlm; فإنه يستحيل الحديث عن تهدئة تمهد لسلام يمكن الرهان عليه إذا كانت أفكار العدوان هي التي تحكم منطق صناعة القرار السياسي والاستراتيجي في إسرائيل وبما يعيد إلي الأذهان جرائم عديدة بشعة ارتكبتها إسرائيل دون أن يكون لها أي مبرر علي طول سنوات الصراع العربي ـ الإسرائيليrlm;..rlm; ثم إنه مازال يخرج علينا حتي اليوم بعض المهاويس في إسرائيل بتهديدات فجة تشير إلي القدرة علي ضرب كل شبر في غزة بما في ذلك المساجد والمستشفياتrlm;,rlm; والمدارس كإشارة مباشرة ومقصودة إلي أن إسرائيل لن توظف قدرة الردع التي تملكها في ساحات الحرب ضد مقاتلي الفصائل الفلسطينية فقطrlm;,rlm; إنما لديها خطة لتدمير البني التحتية للقطاع بأكملهrlm;.rlm;

إن تصريحات المهاويس في إسرائيل ـ التي تصاعدت مع بدء العدوان الشامل ضد قطاع غزة ـ ليست فقط تعبيرا عن نيات عدوانية لايمكن تجاهلهاrlm;,rlm; إنما هي أيضا جزء من الحرب النفسية التي تتوهم إسرائيل أنها تستطيع من خلالها أن تكسب النتيجة النهائية للصراع دون أن تدفع الثمن الغالي لسياسات عدوانية لن تمكنها ـ مهما تكن النتائج ـ من فرض إرادتهاrlm;!rlm;

إن رهان الإسرائيليين يتركز الآن علي كسب معركة الإرادة بالحرب النفسية من خلال تصعيد التلويح بالترسانة العسكرية في الوقت الذي تتزايد فيه مشاعر الإحباط في الشارع العربي من الإصرار الأمريكي علي توفير الذرائع والحجج لضرب السكان العزل في قطاع غزة بدعوي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسهاrlm;.rlm;

ومهمتنا الرئيسية الآن هي إجهاض هذا الرهان وإفشاله تماما لمصلحة أمن وسلام واستقرار المنطقة بأسرهاrlm;!rlm;

وهذا هو مغزي ومعني السباق مع الزمن الذي تقوده مصر علي مختلف المحاور والذي كشف الرئيس مبارك عنه في ختام محادثاته مساء أمس الأول مع الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي في شرم الشيخrlm;.rlm;