بغداد -ضياء السامرائي

عمت مشاعر غضب المواطنين العراقيين في اكثرمن مدينة عراقية تنديدا بالقصف الصهيوني على غزة الذي اوقع مئات الشهداء والجرحى.
وتظاهر العشرات من أهالي مدينة الفلوجة كبرى مدن محافظة الانبار ضد العدوان الاسرائيلي على مدينة غزة الفلسطينية، مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل لإيقاف القتال.
ودعا المتظاهرون 'الأمم المتحدة والعرب إلى التدخل لإيقاف هذا العدوان والمجزرة ضد شعب غزه'.
وتساءل المتظاهرون 'أين المنظمات الإنسانية؟ أين البشرية؟ أين الجامعة العربية؟ من هؤلاء المساكين الأطفال الذين سقطوا جراء القصف الصهيوني على غزة'.
وأضاف 'نحن اليوم نستنكر هذه الهجمة ضد اهل غزة ونسعى لايصال صوتنا إلى العرب ونأمل توقف العمليات العسكرية في قطاع غزة كليا'.
من جهتة قال عزت ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق في تسجيل صوتي ان اسرائيل لم تكن لتجرؤ على شن هجومها الحالي في غزة لو ان الزعيم العراقي الراحل صدام حسين كان لا يزال في الحكم.
وقال الدوري 'ان المقاومة الوطنية العراقية يمكن ان تتفاوض مع واشنطن اذا انسحبت حكومة الرئيس المنتخب باراك اوباما من العراق'.
وقال الدوري وهو قائد لجبهة الجهاد والتحرير، احدى أبرز مجموعات المقاومة الوطنية المسلحة ضد الاحتلال، 'نقول اليوم لشعب فلسطين ولكل الخيرين في امتنا ان ما يحصل اليوم من عدوان بربري همجي على شعبنا في غزة هو نتيجة طبيعية لغياب العراق وقيادته الوطنية القومية وقائده فارس العروبة صاحب النخوة والحرية الشهيد صدام حسين'.
وقال في التسجيل الصوتي 'نقول لشعبنا في غزة وفي فلسطين مزيدا من الصمود نحن معكم في الميدان'.
ووجه خطابه الى اوباما قائلا 'ان اعلنتم الانسحاب الشامل من العراق وتركه لأهله حرا مستقرا سنتحاور فورا لاقامة افضل واوسع العلاقات الاستراتيجية مع امريكا'.
والى اقصى الجنوب العراقي، اعتبر عضو مجلس محافظة البصرة من الإسلاميين المستقلين الأحداث الأخيرة 'جريمة ضد الإنسانية وهي عملية إبادة جماعية لشعب اعزل لا يملك إلا هويته العربية والإسلامية لذلك على الشعوب العربية والإسلامية أن تقف معه بقوة'.
وعد فؤاد المازني 'السكوت على هذه الجريمة مشاركة ضمنية فيها وما حدث خلال الأيام الثلاثة يعبر عن تواطؤ دول عربية معروفة لدى الشارع العربي والإسلامي'.
واهاب المازني 'بالحكومة العراقية تقديم كافة أنواع الدعم والمساندة بشكل عاجل وعدم الاكتفاء بالشجب والاستنكار'.
وقال ربيع سلمان من البصرة (عامل كهرباء 25 عاما) 'أشعر بالمرارة والأسى وأنا أرى أجساد الأطفال والشباب تتناثر ممزقة في بحر من الدماء دون أن يهتز ضمير العالم لهذا'. مستدركا أين 'الشعارات التي تطلق بمناسبة وغير مناسبة عن العروبة والإسلام ووحدة الدم'.
وتساءل بحزن'. لماذا يتعرض هذا الشعب لكل هذا الظلم على مرأى من العالم الذي يدعي الحضارة والتقدم ونشر قيم العدالة والمساواة'.
ودعا العامل الى إيقاف هذا النزيف مطالبا الحكومة بأن تقوم بدورها الإنساني والأخلاقي والقومي.
وفي الانبار غربا، وصف محمود سالم مرشح لمجلس المحافظة عن قائمة التيار الوطني قصف غزة بانه 'هجمة بربرية وهمجية بكل المقاييس وعلى الحكومات العربية والإسلامية تقديم الدعم الكبير والفوري وعد الاكتفاء بالضجيج والتباكي'. داعيا الحكومات العربية 'لممارسة الضغط في المحافل الدولية لإيقاف هذه الوحشية'.
وطالب الحكومة العراقية 'بتقديم الدعم المادي والمعنوي بشكل يتناسب مع مئات القتلى وألوف الجرحى'.
وعلى النقيض، هاجم مصطفى عبد الامير (32 سنة، مدرس اعدادية) من مدينة الديوانية، القصف الاسرائيلي واصفا اياه بانه 'عمل همجي ولا يمكن ان تصفه الكلمات وما شجعها عليه هو ضعف الدول العربية والتشتت في القيادات الفلسطينية التي يلقي كل منها اللوم على الاخر'.
واعتبر ان 'من العار على الدول العربية ان تبقي علاقاتها مع الصهاينة وهم يقتلون يوميا العشرات من اخوتنا ولم يسلم منهم حتى الاطفال'.
وانتقد عبد الامير، الحكومة العراقية قائلا انها 'من اضعف الحكومات العربية خاصة في ظل الاحتلال الامريكي المساند لليهود ولا نتوقع منها اكثر من كلمات الادانة ولكن المرجو من مصر والاردن ان تتنبه لخزيها برفع العلم الاسرائيلي فوق اراضيها مع كل ما تقوم به قواتها من مجازر'.
والقى ابو احمد (37سنة، موظف يسكن منطقة البياع جنوب غربي بغداد) باللائمة على 'التخاذل العربي وعدم اتخاذهم موقفا من إسرائيل'مما دفعها إلى التمادي في قتل أبناء الشعب الفلسطيني.
ودعا الموظف في الحكومة العراقية الى اتخاذ موقف موحد من هذا العدوان من خلال عقد جلسة طارئة لمجلس النواب والمطالبة بوقف العدوان على شعبنا الفلسطيني وان لا تكتفي بالإدانة وإنما التحرك دبلوماسيا من اجل إيقاف العدوان الإسرائيلي
وقال 'من الممكن أن يتحدث المسؤولون العراقيون مع نظرائهم الأمريكان من اجل منع هذا الأمر'. مشيرا الى ان الولايات المتحدة لديها القدرة على منع إسرائيل من قصف قطاع غزة'.
غير ان عمر احمد (25 سنة، يسكن منطقة العامرية) استبعد قدرة الحكومة العراقية على اتخاذ موقف حازم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأنها 'ليست ذات سيادة كاملة من اجل ان يكون لها موقف قوي'. لكنه طالب الشعب العراقي بمساندة الفلسطينيين بكافة الوسائل.
وقال 'بالرغم من الوضع الذي يمر به العراق الا أن العراقيين يجب أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي وان يتخذوا موقفا حازما من هذا العدوان'.
'لابد للعراقيين أن يخرجوا ويرفضوا هذا الأمر'. يقول احمد واصفا التظاهرات بانها احد وسائل الضغط.
وفي النجف، نحا غيث محمود (45 سنة،خريج معهد فني وصاحب محل صياغة) منحى مختلفا ملقيا باللائمة على حركة حماس فضلا عن اسرائيل.
وادان عضو قيادة الحزب الشيوعي في النجف العملية الاسرائيلية التي وصفها بـ 'الهجوم البربري الذي شنته قطعان الجيش الاسرائيلي وطيرانه على غزة'.
وقال عبد الكريم بلال 'نحن ندينه بشدة وندعو الى الوقف الفوري لهذه الاعمال ومن واجب الدول العربية مساندة الشعب الفلسطيني والضغط على الحكومة الاسرائيلية للوقف الفوري للعمليات'. مناشدا 'القوى الفلسطينية التوحد خاصة في هذه الظرف الذي يحتاج الى الوحدة'.
وطالب عضو مجلس محافظة نينوى وقيادي في الحزب الاسلامي الحكومة المركزية عن طريق الحكومة المحلية في الموصل بالتدخل لايقاف اطلاق النار وتقديم المساعدات الطبية والدوائية والغذائية لاهل غزة.
ودعا يحيى عبد محجوب الدول العربية الى التدخل لوضع حد 'لهذه المجزرة'.
ورأى ايهم محمد (طالب مرحلة ثالثة بكلية الهندسة بجامعة الموصل) ان 'االذي حصل هو عدوان سافر ولا يستطيع احد ان يردع اسرائيل ولم يكن على حماس ان تجعل من شعب غزة دروعا بشرية لها من اجل البقاء'.
الطالب الجامعي ان الحكومة العراقية لن تتخذ اي موقف لانها غارقة بهمومها ومشاكلها ومشاكل الشعب العراقي وليس لديها الحق ان تقطع من قوت هذا الشعب لتنقذ شعبا اخر'.
في غضون ذلك،، تظاهر مئات الطلاب والأستاذة داخل حرم جامعة الموصل الاربعاء، منددين بالهجوم الإسرائيلي على غزة ومطالبين الحكومات العربية باتخاذ موقف لوقف العدوان. وتجمع نحو 300 طالب واستاذ في الساحة المقابلة للمركز الطلابي داخل الجامعة حاملين لافتات ومرددين شعارات تتضمن أهداف التظاهرة، ومن ثم ادوا صلاة الغائب على أرواح شهداء غزة.
وتعد هذه ثانية تظاهرة تأييد للفلسطيننين في الموصل حيث خرجت تظاهرة يوم الاحد الماضي حين استهدفها انتحاري يقود دراجة هوائية مخلفا اكثر من ثلاثين قتيلا و21 جريحا. كما نظم التيار الصدري مظاهرات مماثلة تاييدا لاهالي غزة.
كما أعرب مواطنون وأحزاب سياسية وجهات رسمية في اقليم كردستان العراق، عن استنكارهم للهجمات التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما حمل مواطنون آخرون حركة حماس الفلسطينية مسؤولية الهجمات.
على الصعيد الرسمي، أعربت حكومة اقليم كردستان عن أسفها 'الشديد'. للهجوم الاسرائيلي، وذكر بيان نشر على الموقع الرسمي لحكومة الاقليم، 'بأسف شديد نتابع منذ عدة أيام الأوضاع في قطاع غزة والتي وصلت إلى مرحلة من الاحتقان والقتال وراح بسببها عدد من المواطنين ضحايا أعمال العنف'، داعيا 'الاطراف المتنازعة للكف عن لغة التصعيد واستخدام القوة'.
وأعربت الحكومة في البيان عن 'قلقها وأسفها لهذه الأحداث'، متمنية 'من الاطراف المتنازعة الكف عن لغة التصعيد وعدم استعمال القوة'.
كما أدان برلمان إقليم كردستان في جلسته المنعقدة، الثلاثاء، عمليات القصف الإسرائيلي.
وقال رئيس البرلمان عدنان المفتي في مستهل الجلسة 'إننا كممثلي شعب كردستان نعبر عن إدانتنا لهذا القصف الذي أدى إلى مقتل العديد من المدنيين'، مطالبا بوقف القصف وعدم استخدام السلاح في حل النزاع.
وأضاف المفتي أن 'للشعب الفلسطيني الحق في أن يكون له كيان مستقل مثل بقية شعوب العالم'.
الموقف الحزبي الكردستاني جاء منددا بالهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة باعتباره 'بعيدا عن القوانين والاعراف الدولية والانسانية'.، وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني ديلمان آميدي 'نحن كنا ومازلنا متضامنين مع الشعب الفلسطيني ومع حركته التحررية وحقوقه العادلة، ونؤيد تشكيل دولتين، الدولة الفلسطينية والدولة الاسرائيلية والعيش المشترك بين الشعبين'، معربا عن اعتقاده بأن 'الحل هو الوصول الى تحريك عملية السلام والاتفاقات الدولية وحل الاشكالات بينهم بالطرق السلمية'.
الجماعة الإسلامية الكردستانية التي يتزعهما علي بابير استنكرت من جانبها الهجوم، وقالت في بيان لها إن 'الجماعة الاسلامية الكردستانية تستنكر وتدين بشـدة الهجوم العسكري والقصف الجوي الظالم الّذي يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب ضد الشعب الفلسطيني المسلم المضطهد في قطاع غزة'، وتابع البيان 'نسأل الله العزيز الجبّار أَن يفرج عن ذلك الشعب المسلم الصامد الباسل قريباً، وينتقم عن العدّو الصهيوني ويجعله عبرة للمعتبرين'.
وعلى الصعيد الشعبي، كانت ادانة الشارع الكردي واضحة للهجمات الاسرائيلية، ووصف المواطن احمد حسين (خياط) الذي كان يتابع الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة عبر الفضائيات، بـ'الاعتداء غير الانساني'، وقال إن 'قصف غزة هو اعتداء غير مبرر وغير انساني، لاننا شاهدنا سقوط العديد من الابرياء جراء القصف'، مطالبا بوقف 'القصف ونقل المعركة الدائرة بين حماس والاسرائيليين الى خارج المدن او الوصول الى وقف لإطلاق النار وحل الخلافات بالطرق السلمية'.
من جانبه اعرب المواطن هوكر سليم (كاسب) عن أسفه لمقتل المدنيين، وقال 'يؤسفني ما يحدث لقطاع غزة وبالاخص الابرياء الذين لاذنب لهم'، عادا ذلك بـ 'العدوان ضد الابرياء'.
ودعا سليم، الدول الاسلامية الى العمل على 'ايقاف نزيف الدم في قطاع غزة'، معربا عن أمله في أن 'يعيش الفلسطنيون بسلام وإقامة كيانهم المستقل'.
شاناز عبدالرحمن (25 سنة) طالبة جامعية من مدينة السليمانية، اعربت لـ(اصوات العراق) عن دهشتها لما تراه على شاشات التلفاز، متساءلة 'لماذا لا يضع احد حدا لما يجري في فلسطين'.
واضافت عبد الرحمن 'اذا نظرنا لما يجري من الناحية الانسانية، فإننا نرى أن اسرائيل تجرم بحق بالمواطنين المدنيين'، واستدركت أن 'ماتقوم به الطائرات الحربية الاسرائيلية مخالف لمبادءى الحرب، وضد حقوق الانسان'.