خالد الغنامي


الحرب الإعلامية هي مسألة في غاية الأهمية والخطورة وجزء لا يتجزأ من أي حرب عسكرية تدور بين طرفين في كل الحقب التاريخية التي مر بها الإنسان، لم تكن القنوات الفضائية والإنترنت والصحف موجودة، لكن الحرب الإعلامية كانت موجودة في شعر الهجاء للأعداء والافتخار بالأصل والعرق والقبيلة والشعب, هذا كله يمكن تصنيفه تحت مسمى quot;الحرب الإعلاميةquot; وكان هذا كله ينطلق من قضية محددة وواضحة في الذهن والممارسة ألا وهي قضية الانتماء. الإسرائيليون عندما بدؤوا في إرسال الطائرات لتذبح رجالنا ونساءنا وأطفالنا في غزة منذ أسبوعين تقريباً أطلقوا مع الصواريخ حملة إعلامية واسعة النطاق شملت العالم كله لتبرر هذه الجريمة النكراء, ولتجعلها مستساغة ومبررة في عين الرأي العام العالمي بدعوى الرعب الذي تشعر به إسرائيل ورغبتها في الوصول للأمان الذي ربما سيؤدي يوماً للسلام, بل إن إسرائيل سعت إلى محاولة التشويش وفبركة الحقائق لتقنع العالم أن هناك من العرب والمسلمين من يقبل بمماراستها هذه ويقرها، وأن العرب منقسمون حيال التعامل مع الأزمة, والحقيقة أنه ليس هناك quot;كيان حقيقيquot; عربي أو مسلم يقف مع إسرائيل أو يقبل تصرفاتها سوى بعض الأقلام quot;التائهةquot; التي لا أجد فيما تقول أي منطق, وأعتقد أن من يكتب في غير هذا الاتجاه هو في الحقيقة، وإن زعم أن هذا جزء من حرية التعبير، يمارس المشاركة في الحملة الإعلامية الإسرائيلية لتبرير جريمتها النكراء وسيسجل التاريخ كل هذا. إنني أتوجه لكل إخواننا القائمين على الصحف والقنوات الفضائية العربية، لا ليهجوا الأعداء ولا ليعودوا للحديث عن إلقاء إسرائيل في البحر, وإنما ليوجهوا رسالة واضحة الحروف وعالية الصوت, رسالة لإسرائيل وللعالم كله أنه ليس عندنا معسكران فيما يتعلق بمذبحة غزة, ليس عندنا سوى صوت واحد لا ثاني له يقول: quot;نحن نرفض هذه الجريمة التي ما زالت مستمرة, نحن مع أهل غزة قلباً وقالباً, هذه القنابل التي تنزل على رؤوس أهل غزة هي تنزل على قلوبنا أيضاً, فاحذروا انفجار البركانquot;. هذا الموقف وتلك الرسالة سيكون لها بلا شك دور كبير في أن تعيد إسرائيل حساباتها ألف مرة, وبلا شك سيساهم في إنهاء تلك المعاناة وذلك الذبح والمعركة غير المتكافئة التي يريد الإسرائيليون إطالتها وما زالوا يتحدثون بكل بجاحة عن معركة بريّة ستبدأ, وأنا على يقين أن كل الإخوة الذين وجهت لهم هذه الرسالة, يريدون أن تنتهي هذه المأساة.