سلامة أحمد سلامة

بعد أن سحقت اسرائيل كل ما يمكن سحقه من أهداف في غزةrlm;,rlm; وقتلت أكثر منrlm;130rlm; طفلا ونحوrlm;900rlm; فلسطيني من المدنيينrlm;..rlm; بدأت تتحرك وفود دولية في اتجاه المنطقةrlm;,rlm; بحجة التعرف علي الأوضاعrlm;,rlm; والبحث عن هدنة زائفة أو وقف لإطلاق النار يلبي مطالب اسرائيلrlm;..rlm; وفي الوقت نفسه كان وفد عربي يشد الرحال الي نيويورك بحجة الحصول من مجلس الأمن علي قرار بوقف اطلاق النارrlm;..rlm;

ويعرف العرب جيدا أن قرارات مجلس الأمن لا تساوي الحبر الذي تكتب بهrlm;,rlm; ما لم يكن ثمة اتفاق دولي تؤيده أمريكا وترضي عنه اسرائيلrlm;..rlm; وقد عملت اسرائيل بتأييد من أمريكا منذ البداية علي عرقلة أي محاولة للتوصل إلي قرار دوليrlm;,rlm; وساعدتها بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي في ذلكrlm;,rlm; باللجوء إلي أساليب تضييع الوقت وإرسال وفود لا تملك غير الكلامrlm;.rlm; فجاء وفد أوروبي يضم خافيير سولانا ووزير خارجية التشيك الذي لا يعرف شيئا عن المنطقةrlm;.rlm; وجاء توني بلير الذي يطلق عليه وصف مندوب الرباعيةrlm;.rlm; ثم جاء ساركوزي ليثبت للأوروبيين أنه مازال أقوي شخصية أوروبية حتي بعد أن انتهت رياسته للاتحاد الأوروبيrlm;.rlm;

يتوهم الأوروبيون أنهم قادرون علي ملء الفراغ الدولي نتيجة تحول الرئيس الأمريكي إلي بطة عرجاءrlm;.rlm; ولكن الواضح أن النفوذ الأوروبي لا يتجاوز حدود القارة الأوروبيةrlm;,rlm; وأن اسرائيل وضعت شروطا محددة لوقف المجزرة التي بدأتهاrlm;.rlm; وأن ثمة مساندة أوروبية وأمريكية لضرورة القضاء علي حماس في غزةrlm;,rlm; ليس فقط بسبب الصواريخ الهزيلة التي تطلقها كتائب القسامrlm;,rlm; ولكن لأسباب استراتيجية أخري أوسع نطاقاrlm;,rlm; تتعلق بالأوضاع الراهنة في الشرق الأوسطrlm;,rlm; وانتهاز الفرصة لحلها حلا جذرياrlm;.rlm;

وفي هذا الاطار تأتي المبادرة المصرية الفرنسيةrlm;,rlm; التي تنطلق من معطيات لم توافق عليها اسرائيل وتواجه تحفظات من جانب حماسrlm;..rlm; التي تري أنه لا يمكن المساواة بين المجرم والضحيةrlm;,rlm; وأن أي حلول مؤقتة أو ما يعتبر هدنة انسانية كالتي دعا اليها ساركوزي منذ البدايةrlm;,rlm; لن تغير من الموقف شيئاrlm;.rlm;

علي أنه رغم حرب الابادة التي تشنها اسرائيلrlm;,rlm; فمن الواضح أن سقوط الأعداد الكبيرة من الشهداء لم تفت من عضد حماس وفصائل المقاومةrlm;.rlm; وإذا كانت الآلة العسكرية الاسرائيلية بأحدث ما ابتكرته قوي التدمير مازالت بعد أسبوعين من بداية الحملة الاسرائيلية غير قادرة علي إسكات صواريخ المقاومة وتحقيق الأهداف السياسية التي سعت إليها بالقضاء علي حماسrlm;,rlm; ووصمها بالارهابrlm;..rlm; فمن المؤكد أننا أمام معركة قد تطول بأكثر مما قدرت اسرائيلrlm;,rlm; وأن المبادرات والمقترحات المطروحة من مصر وفرنسا أو مجلس الأمنrlm;,rlm; سوف تشهد مراحل شد وجذبrlm;.rlm; ولن تحقق انجازا لأي من الطرفين خلال أيامrlm;..rlm; ولكن الأخطر أن اسرائيل تزداد جرأة في عدوانهاrlm;,rlm; خاصة بعد أن شرعت في قصف المناطق الحدودية بين مصر ورفحrlm;,rlm; بحجة تدمير الأنفاق وممرات تهريب الأسلحة وبعد تبادل اطلاق النيران مع لبنانrlm;!!rlm;