أكدوا أن الحركة لم تنكسر رغم الحصار وتستخدم تكتيكات حذرة والمدنيون يأتون لهم بالطعام

غزة - تغريد الخضري، القدس المحتلة : صابرينا تافرنيس

كان المقاتل يرتدي شبشبا ولم يستحم منذ عدة أيام. وكان يعيش على التمر المجفف، ولكنه كان في حال جيدة لأن الثلاثاء هو يوم قبض الراتب. إنه محاصر، مثله مثل أعضاء الجناح العسكري لحماس، بعد مقتل أكثر من 900 فلسطيني (الارقام الاخيرة امس أشارت الى مقتل الف) و18 يوما من القتال، ومع ذلك يقول هذا الرجل إن الحركة لم تنكسر، ويوافقه على ذلك شباب آخرون. خلال مقابلات شخصية أجريت مع ثلاثة مقاتلين بصورة منفصلة يوم الثلاثاء، تحدث الرجال الذين وصفوا أنفسهم بأنهم مقاتلون عن حياة أبطأ ولكنها لم تتوقف. يحصلون على رواتبهم بالدولار الأميركي، فهناك نقص في الشيكل في قطاع غزة في الوقت الحالي ويبدو أنه جرى تهريب الدولارات من الخارج.
كانوا يمشون بحرية لزيارة الجرحى في المستشفيات ويتحدثون عن قدرة حماس على التكيف مع الوضع وأنها تستخدم تكتيكات أكثر حذرا مما أدى إلى خسائر أقل. وقال المقاتل، وهو عضو صغير في حماس مسؤول عن زرع القنابل ولا يقوم حتى الآن بإطلاق الصواريخ: laquo;نحن لا نطاردهم كما كان يحدث في الماضي، يذهب عشرة مقاتلين لمواجهتهم، وليس 100 مقاتل كما كان يحدث فيما مضىraquo;.

يبلغ المقاتل من العمر 22 عاما وقد حصل على درجة علمية في علم النفس ويرتدي نظارة. كان يرتدي شبشبا لأنه جرح في معركة ولا يستطيع ارتداء الحذاء. لم يكن يحمل سلاحا، وتماشيا مع قواعد السرية التي تتبعها حماس، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه. كان الحوار خارج مستشفى، بعد أن أزال بطارية وبطاقة هاتفه الجوال لأنه يخشى من رصد أجهزة التعقب الإسرائيلية، فقد تعلم درسا مما قال عنه إنه هجوم بصاروخ موجه على صديقه، الذي كان يتحدث من خلال هاتف جوال في إحدى البنايات. اخترق الصاروخ الحائط المسلح وقتل صديقه. وبالنسبة لشبكة الأنفاق الشهيرة التي تحيط بالمنطقة، قال إن إسرائيل ضربت الكثير منها ولكن laquo;ليس كلهاraquo;. وفي مكان آخر، كان يستعد مقاتل ثان ليذهب مع زوجته لزيارة أخيها البالغ من العمر 20 عاما والذي جرح جنوب شرقي مدينة غزة قبل ليلتين خلال إحضارهم الطعام للمقاتلين. كان المقاتل، الذي يبلغ عمره 27 عاما، يرتدي ملابس جينز داكنة اللون وحذاء برقبة، وتحدث بكلمات عن الإسلام والواجب تجاه شعبه. يذكر أن حماس ترفض حق إسرائيل في الوجود. قال المقاتل: laquo;إنه النصر سواء كان في الحياة أو في الشهادة، كلا الطريقين يؤديان إلى النصرraquo; وكانت زوجته ترتدي حجابا أبيض اللون. وافقته على قولته تلك، وأضافت: laquo;قبل يومين، كان متعبا للغاية، وكان لا يريد مغادرة المنزل، قلت له عليك الذهاب، إنها مسؤوليةraquo;.

ولكن بدا أن رؤية أخ الزوجة فاقد الوعي على سرير المستشفى أصابهما بصدمة وأحسا بواقع آخر فيه الخوف والخطر. ترقرقت عين الرجل بالدموع وهو يوجه للطبيب سؤالا تلو الآخر. ولكن خارج المستشفى، استعادت المرأة رباطة جأشها، وقالت لزوجها: laquo;أفضل أن تكون شهيداraquo; سألها: laquo;وماذا لو جرحت؟raquo; كررت أنها تفضل الشهادة. تحدث المقاتل عن الاتهام بأن حماس تختبئ بين المدنيين، وأشار إلى أن الكثيرين من المواطنين ينظرون إلى المقاتلين على أنهم يدافعون عنهم. وقال إن الناس يحضرون لهم الطعام. وفي بعض الأحيان يتعرض مواطنون لإطلاق الصواريخ قريبا منهم، ولكن في الأغلب لا يحدث ذلك. وقال: laquo;أنا مدني وأنا مقاتلraquo;.

وقال المقاتل الذي يرتدي نظارة إن القوات الإسرائيلية دفعتهم إلى هذه المنطقة الصغيرة التي يوجد فيها المدنيون في كل مكان، ولذا يصعب عدم العمل قريبا منهم. وتساءل: laquo;إلى أين نذهب؟ لا يوجد مكان آخرraquo;.

وأشار المقاتلون الثلاثة إلى أن المقاتلين البارزين (قيادات الجناح العسكري) مختبئون، والكثير منهم لم يراوح مكانه منذ أيام، حيث يقيمون في أماكن تحت الأرض وداخل ملاجئ محصنة. ومع القيود على استخدام الهاتف، ويرجع ذلك جزئيا إلى الخوف من التقاط الإشارات واستهداف مكانها، فإن البعض معزولون تماما عن العملية العسكرية، ويجلسون بمفردهم. وقال المقاتل الذي يرتدي نظارة إنه سمع أن 50 مقاتلا فقط قتلوا (من حماس) وأن عددا أكبر من الجهاد الإسلامي قتلوا خلال المعارك. ويقول مسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية إن مئات من مقاتلي حماس لقوا مصرعهم. وقال إنه شعر بالخوف، ولكنه تغلب على ذلك بـlaquo;شرب المياه والدعاءraquo; بعد ذلك انصرف كي يحصل على راتبه.

* خدمة laquo;نيويورك تايمزraquo;