نشر الغسيلraquo; الشخصي بات يتقدم على الجديد المهني
بيروت - هيام بنوت
في الفترة الاخيرة، لم يعد بعض الفنانين والفنانات يجدون حرجاً في التحدث عن امورهم الخاصة، بل ان اخبارهم الشخصية في وسائل الاعلام طغت على حياتهم الفنية وصرنا نجد بعض الفنانات يتسابقن على الشاشات للافصاح عن اسرارهن ومشاكلهن الشخصية، اما رغبة منهن في استدرار عطف الناس، واما في محاولة لتقليد الفنانين الاجانب الذين لا يجدون حرجاً في تناول حياتهم الخاصة عبر وسائل الاعلام.
laquo;الرايraquo; التقت مجموعة من الفنانات اللبنانيات وسألتهن عن رأيهن في ظاهرة التحدث عن الحياة الشخصية للفنان على حساب فنه:
الفنانة دارين حدشيتي قالت laquo;عندما يسأل الفنان عن حياته الخاصة، يمكن ان يجيب انها حياتها الخاصة ولا اسمح لاحد بأن يقترب منها، ولكن في المقابل، هناك فنانون يحبون ان تتدخل الصحافة في حياتهم الخاصة. ومن جهتي، انا من النوع الاول وأعتبر ان اي سؤال عن حياتي الخاصة فيه تخط لحدود معينة لا علاقة للفن بهاraquo;.
واعتبرت ان laquo;الفنان عندما يكثر التحدث عن حياته فهو يرضي الناس، لان الجمهور يحب ان يعرف اخباره الخاصة، وهو عندما يفعل ذلك يحاول ان laquo;يفش خلقهraquo;، ولكنني لست مع هذه السياسةraquo;، وأضافت laquo;لنفترض ان احدى الفنانات طلقت، فاذا سئلت عن الامر لا يمكنها ان تقول انها لا يمكن ان تتحدث عن موضوع طلاقها لأنها ستبدو خائفة، ولكن عندما توضح الاسباب وتحاول ان تبرز موقفها، فلانها تخاف ان يفهمها الناس في شكل خاطئ، وليس لأنها تريد ان تبرهن انها ضحيةraquo;.
وختمت laquo;كفنانة افضل الا اسأل عن حياتي الخاصة، واذا كنت احياناً اضطر الى الاجابة عن بعض الاسئلة لمجرد ان تطرح عليّ، فلانني لا احب اذا تمنعت ان ابدو ضعيفةraquo;.
الفنانة نيللي مقدسي عللت انتشار ظاهرة تحدث الفنانات عن حياتهن الخاصة بالقول laquo;laquo;الجمهور يحب ان يعرف كل شيء عن اخبار الفنان وخصوصياته، لكنني لا احب laquo;اللقلقةraquo; لذلك اقلّل من اطلالاتي ولا اظهر لمجرد الظهور، ولا احبذ laquo;السكوباتraquo; التي تحصل على حساب حياتي الشخصيةraquo;.
وعما اذا كانت بعض الفنانات تتعمد الاثارة من تلك الاطلالات قالت laquo;لا اعتقد ذلك. وبالنسبة اليّ عندما تصدر شائعة تطاولني فانني لا ارد، بينما غيري ينتظرون الشائعات كي تتحدث الصحافة عنهم ولكي يروجوا اسمهم. افضل ان اروج اسمي عبر فني وعبر اخبار يهمني ان يعرفني الناس عبرها. هناك فنانون laquo;يستعطفونraquo; الناس عبر التحدث في الامور الخاصة، وربما يفعلون ذلك عن تصوّر وتصميم سابقين او ربما في طريقة عفويةraquo;.
الفنانة مادلين مطر نفت ان يكون التحدث عن الحياة الخاصة تحول ظاهرة في الوسط الفني وأضافت laquo;انا من النوع الذي لا يتطرق ابدا الى حياته الخاصة لانني ارفض ان احمّل الناس مشاكلي او ان اتسبب لهم بـ laquo;التعصيبraquo;. على هؤلاء ان يعرفوا بعض الاشياء العامة عن حياة الفنان كطلاقه او زواجه، ولكن لا دخل لهم في المشاكل التي تعترض حياته. لا افهم لماذا تعمد بعض الفنانات الى laquo;نشر الغسيلraquo; او التحدث في بعض القضايا الزوجية او القول ان هذا الفنان سرق مني لحناً او انني تشاجرت مع ذاك الفنان. ربما هناك فنانون يرتاحون الى laquo;الفضفضةraquo;، حتى لو لم يحصلوا على المساعدة المطلوبة. كما ان
هناك من يميلون الى افشاء اسرارهم ولست من هذا النوعraquo;.
وتابعت مطر laquo;لا شك في ان الفنانات اللواتي يظهرن على الشاشات ويفشين بأسرارهن، يحصدن نسبة مشاهدة عالية، خصوصاً اذا كان الناس لا يعرفون شيئاً عنهن. ولان فئة من الفنانات تهوى كسب عطف الجمهور، صرن يراهن على الشاشات وفي الوقت نفسه يسعين الى البعث برسائل معينة، وكما يقول المثل الشائع laquo;بحكيك يا جارة تتسمعي يا كنّةraquo;.
ورأت ان laquo;التحدث في الحياة الخاصة لا يؤمن نجومية للفنان بل جماهيرية، في حين ان الاغنية هي التي تحقق النجومية، ولكن laquo;الحكي واللقلقةraquo; يجعلانه محط احاديث الناس، علما انه لا يمكن التعاطي مع هذه المسألة بايجابية دائماً لانها سيف ذو حدين. فأحياناً، يكسب الفنان تعاطف الناس وأحياناً اخرى ينزعجون منه ويقولون laquo;مش ناقصناraquo;. وهذا الكلام اسمعه دائماً من الناس الذين التقيهم. الى ذلك، فالكلام الذي يصدر على لسان الفنانة قد يفسر في أشكال مختلفة، والمتلقي يفهمه انطلاقاً من بيئته وثقافته وخلفيتهraquo;.
وعما اذا كان الفنان يجبر احياناً على التحدث عن حياته الخاصة قالت مطر: laquo;نعم، خصوصاً اذا تعلق الامر بكرامته. قرأت مرات عديدة في عدد من المجلات ان مادلين كانت متزوجة، وفي كل مرة اقرأ فيها هذا الخبر اشعر برغبة كبيرة في الضحك ولكنني لم اكذب ابداً هذا الخبر واكتفي بالسؤال: اين زوجي السابق؟. احياناً اتصل بالصحافي الذي كتب الخبر واسأله الى ماذا يستند في نشر خبر مماثل، واذا كان يريد laquo;سكوبraquo; فيمكنني ان اعطيه اياه. حياتي الخاصة تمسّ اهلي ولا تمسني انا وحديraquo;. الفنانة امل حجازي اعتبرت انه يحق للفنان ان يتحدث عن حياته الخاصة شرط الا يتجاوز الامر الحدود، فيصبح هو محور الحديث الاساسي بدل الحديث عن فنه، وقالت laquo;الناس الذين يحبون الفنان يحبون ان يعرفوا اخبار طلاقه وزواجه وانجابه، واعرف ان هناك فنانين تزوجوا سراً كي لا يخسروا جمهورهم. لكنني ضد هذا المبدأ، ولست في الوقت نفسه مع ان تصبح حياة الفنان مباحةraquo;.
واضافت laquo;في الفترة الاخيرة، لاحظنا ان بعض الفنانين ركزوا على حياتهم الخاصة بدل فنهم، لانهم يفتقرون الى اغنيات ضاربة، او لانهم تراجعوا فنياً ووجدوا في اطلاق الشائعات والتحدث عن حياتهم الخاصة خير سبيل ليظلوا حديث الناسraquo;.
وتابعت laquo;كل شيء له حدود في هذه الحياة، ولا شيء يمكن ان يروج لاسم الفنان سوى اغنياته والاعمال التي يقدمها، اما الطلاق والزواج فيبقيان مجرد خبرين، لا يلبثا ان ينطفئا مع الوقتraquo;.














التعليقات