قلّل من أهمية laquo;الغزو الإلكترونيraquo;

القاهرة ـ بهاء الدين احمد

أكد رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عبد الله حسن أن الصحافة الإلكترونية لن تحل محل الورقية، وقال إن أخطاء ضياء رشوان خلال فترة إعادة انتخابات نقابة الصحافيين كانت من أسباب خسارته أمام مكرم محمد أحمد الذي وصفه بأنه قيمة صحافية كبيرة.

وقال حسن في حوار مع laquo;النهارraquo; ان التعاون بين وكالة أنباء الشرق الأوسط ووكالة الأنباء الكويتية laquo;كوناraquo; وثيق، واضاف: laquo;علاقتنا متميزة وقوية وحريصون على دعم العلاقات مع الشيخ مبارك الدعيج مدير كونا والاستفادة من خبراته في دعم مسيرة اتحاد الوكالات العربيةraquo;، مشيراً إلى أن قرار عودة وكالة أنباء الشرق الأوسط للاتحاد اتخذ في الكويت بعد تجميد دام عشرين عاماً...

وفيما يلي نص الحوار: نبدأ حوارنا بالمؤتمر السابع والثلاثين لوكالات الأنباء العربية الذي استضافته وكالة أنباء الشرق الأوسط مؤخراً.. ما أهم توصياته؟

المؤتمر افتتحه رئيس مجلس الشورى، رئيس المجلس الأعلى للصحافة صفوت الشريف وحضرته جميع الوفود العربية فيما عدا ثلاث دول هي الجزائر وموريتانيا وليبيا وتم انتخابي رئيساً للاتحاد والنائبان هما رئيس وكالة الأنباء الكويتية الشيخ مبارك الدعيج الصباح ورئيس وكالة الأنباء القطرية الشيخ جبر بن يوسف بن جاسم آل ثاني.

ومن التوصيات المهمة دعوة السعودية لعقد المؤتمر الإعلامي العالمي عام 2013، وهو المؤتمر الأول من نوعه الذي يعقد في دولة عربية، ومردود هذا المؤتمر سيعود بالفائدة على جميع وكالات الأنباء، وكما نعلم فإن المؤتمرات الثلاثة السابقة كانت عقدت في روسيا واسبانيا والأرجنتين.

هل القرارات قابلة للتنفيذ؟

جميع المشاركين في الجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية أجمعوا على أن المؤتمر تميز بأن القرارات الصادرة عنه تعد الأكثر وضوحاً بين قرارات المؤتمرات السابقة، وهي قرارات متخصصة في الإعلام والعملية الإعلامية بالدول العربية وتنشيط دور وكالات الأنباء التي تعتبر المصادر الرئيسية للأخبار والمعلومات في الدول العربية، ومن هذه القرارات مثلاً الالتزامات المالية للوكالات المتأخرة عن التسديد للاتحاد واعتبار من لا يسدد مجمد العضوية تلقائياً، وهذا بالطبع يحرم الوكالة من المشاركة في أي مؤتمر أو لقاء يعقد على مستوى الاتحاد.

وماذا عن التعاون مع وكالة الأنباء الكويتية laquo;كوناraquo; خاصة أن هناك اتفاقية تم توقيعها مؤخراً؟

التعاون بين laquo;أ.ش.أraquo; وlaquo;كوناraquo; وثيق وهناك اتفاقية تنظم هذا التعاون من منطلق العلاقات المتميزة والقوية بين مصر ودولة الكويت وفي إطار التعاون بين الوكالتين والتعاون مع الشيخ مبارك الدعيج مدير عام laquo;كوناraquo; فهو صديق وأخ ونرحب بالتعاون الدائم معه، ويتمثل التعاون في تبادل الأخبار والزيارات والتدريب واستضفنا بعض الأخوة الصحافيين الكويتيين من كونا في مقر وكالة أنباء الشرق الأوسط وتلقوا تدريباً مكثفاً من الجانبين النظري والعملي وكانت فرصة لتفعيل هذا التعاون حتى لا يكون مجرد حبر على ورق.

والحقيقة انني حريص على التعاون مع الوكالات العربية بشكل عام، بهدف التواجد وتبادل الصور والأحداث المهمة بين الوكالتين، وموضوع التدريب يسير بشكل جيد ومهم أن نتبادل الخبرات في المجالين التكنولوجي والصحافي ونتبادل الزيارات بالنسبة للصحافيين ونحن نرحب بهذا وحريص على دعم العلاقات مع الشيخ مبارك الدعيج.

ما انطباعك عن الصحافيين الكويتيين أثناء التدريب؟

المجموعة التي جاءت من laquo;كوناraquo; ضمت حوالي 10 صحافيين كانوا متحمسين ومتطلعين للعمل والتعاون ولديهم فهم وحب لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات واكتساب الخبرة الصحافية من الزملاء الموجودين والمسؤولين عن التدريب، وعندما اقمت مركز تدريب منذ توليت رئاسة الوكالة خصصت طابقاً كاملاً وجهزت قاعاته بكل الأجهزة واخترت مجموعة من خيرة الصحافيين ذوي الخبرات القديمة والمتطورة والذين قاموا بنقل هذه الخبرات للجيل الجديد من الشباب لأن التدريب لا يجب أن يكون كله نظرياً لأنهم في حاجة إلى العملي فكان هناك تنوع كبير في التدريب في الديسك وصالة التحرير في الوكالة وتم توزيعهم على الأقسام المختلفة وتابعوا العمل الصحافي في فترات مختلفة نهاراً وليلاً من قلب صالة التحرير، كما شاركوا في اللقاءات الميدانية خارج مقر الوكالة وهو الجانب العملي، فحضروا مؤتمراً صحافياً لأمين عام الجامعة العربية مع سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون، كما استقبلهم رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان الدكتور بطرس غالي وجلسوا معه جلسة مطولة وأجروا حديثاً معه، كما استقبلهم رئيس مجلس الشعب د. فتحي سرور وحضروا جلسة من جلسات مجلس الشعب وكان هذا مفيداً بالنسبة لهم من الجانب العملي في التدريب حيث حققوا استفادة كبيرة بعد ان شاهدوا على الطبيعة العمل الصحافي.

وماذا عن التعاون مع وكالات أنباء الدول الخليجية الأخرى؟

وكالة أنباء الشرق الأوسط وقعت بروتوكولات تعاون مع معظم وكالات الأنباء العربية بعد أن توليت رئاسة الوكالة فقد حرصت على هذا سواء على المستوى الثنائي من خلال اتصالات ثنائية مع باقي الوكالات أو على مستوى الجماعات في إطار وكالات الأنباء العربية وبالتالي التقيت العديد من رؤساء وكالات الأنباء العربية وبدأنا بداية جيدة في التعاون معهم فقد كانت هناك اتفاقيات قديمة وتوقفت فجددتها مرة أخرى مثل وكالة أنباء الإمارات laquo;وامraquo; وعدد من الصحف العربية استأنفنا الاشتراكات معه وهذا ساهم في إعادة التواصل بيننا.

مكاتب الخارج

وماذا عن الدول التي لا يوجد بها مكتب لوكالة أنباء الشرق الأوسط؟

هناك بعض الدول العربية ليس لنا فيها مكاتب مثل أبوظبي إلا أن هناك خطة لاستئناف العمل بعد غلق المكتب وكذلك في الرباط في المغرب المكتب القديم الذي أغلق كان من أقدم المكاتب من أيام الرئيس عبد الناصر وكان مهماً جداً وتونس كذلك وجوهانسبرغ في جنوب إفريقيا ونيروبي ودكار كل هذه المكاتب كانت مهمة وللأسف أغلقت لذلك أسعى لإعادة فتحها لكن المشكلة مالية بحتة لأن تمويل المكاتب يتطلب مبالغ كبيرة فمراسل الخارج لابد أن يظهر بمظهر جيد ومستوى لائق ويتقاضى مرتبه بالدولار من 3 إلى 7 آلاف شهرياً ولهذا لابد من توفير الاعتمادات اللازمة لتغطية هذه النفقات.

التمويل

بالمناسبة، هل رفض رئيس الوزراء استمرار دعم الوكالة مالياً.. وهل موارد الوكالة في تراجع الآن؟ وماذا عن خطتك لدعم الوكالة فنياً ومالياً؟

لدي خطة طموحة لإعادة فتح 6 مكاتب لوكالة الشرق الأوسط كانت موجودة وأغلقت وفتح مكاتب جديدة في مناطق جديدة لم يكن لنا فيها تواجد من قبل كوسط آسيا وأذربيجان وكازاخستان وروسيا التي لا يوجد بها أي تواجد إعلامي مصري أو عربي بالمرة وبالنسبة للتمويل فانه يأتي من مصدرين، الأول الدولة (تخصصه وزارة المالية) وهو عبارة عن مبلغ سنوي يأتي عن طريق المجلس الأعلى للصحافة كل شهر بانتظام، هذا المبلغ الذي نحدده ثابت منذ 2001 حتى الآن لم يزد عليه ولا مليم على الرغم من عمليات التطوير وارتفاع تكلفة الخدمة الصحافية التي تقدمها الوكالة وارتفاع قيمة الأجهزة التكنولوجية وزيادة عدد العاملين وزيادة المرتبات كل هذا يمثل عبئاً كبيراً على ميزانية الوكالة، ثانياً الاعتماد على الإيرادات وقيمة اشتراكات الوكالة التي اكتشفت أنها كانت ثابتة منذ عام 1993 حتى نهاية العام الماضي لم ترتفع ولا واحد في المائة وهناك زيادة في جميع الصحف اليومية التي تصدر في مصر وكانت أول خطوة للصحف اليومية الاشتراك في خدمة وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وماذا عن تراجع الإيرادات؟

الإيرادات الذاتية وهي الاشتراكات للوكالة مع الصحف للإذاعة والتلفزيون والوكالات العربية والأجنبية اتضح أنها ثابتة من 1990 إلى الآن بينما ارتفعت أسعار الصحف وارتفعت تكاليف الإعلانات وزادت إيرادات الصحف ومع ذلك كانت قيمة اشتراكات الوكالة ثابتة كما هي فتقدمت بمذكرة رسمية للسيد صفوت الشريف رئيس المجلس الأعلى للصحافة بمضاعفة قيمة الاشتراكات وطرحت هذه المذكرة في المجلس في شهر 11 الماضي ونوقشت ووافق الجميع على قرار بزيادة الاشتراكات بنسبة 30 في المئة اعتباراً من أول يناير 2009 على أن ترتفع سنوياً بنسبة 10 في المئة وأخذت الموافقة وتركوا لي حرية التعامل مع وكالات الأنباء والمكاتب الأجنبية في القاهرة، وقمت بمراجعة هذه الاشتراكات لهذه المكاتب ووجدتها جيدة والعقود مكتوبة بطريقة قانونية سليمة ويزيد العقد كل سنة بنسبة 10 في المئة وارتفعت بعض الاشتراكات بنسبة كبيرة جداً وبالتالي لم نفرض عليها زيادة وهناك اشتراكات كانت ضعيفة وثابتة رفعت عليها نسبة 50 في المئة زيادة والجميع وافقوا وهي مستمرة وبالتالي موارد الوكالة الذاتية ارتفعت خلال العامين الآخرين بنسبة 25 في المئة وهي تعتبر زيادة معقولة بعد أن رفعنا قيمة الاشتراكات وزاد عددها.

شباب الوكالة يشتكون من إهمالهم وعدم وجود دور لهم في العمل في المكاتب في الخارج.. فما ردكم؟

بحكم خبرتي مع بداية عملي سنة 1974 بالوكالة وعملي في مكتب الوكالة في سلطنة عمان ومكتبي الجزائر وباريس فإن مكاتب الوكالة في الخارج هي الثمرة الناضجة للعاملين في الوكالة لكل صحافي يتطلع للعمل كمراسل في الخارج لاكتساب خبرة واستفادة مادية ومهنية من هذه الميزة التي توجد لها لائحة تنظم عملية السفر، هذه اللائحة تنص على أنه لكي تسافر للعمل كمراسل في الخارج لابد أن تقضي في الوكالة في المركز الرئيسي لها مدة 12 عاماً على الأقل، وهي مدة كافية لإظهار إمكاناتك، وتكون قد حصلت على الخبرة الكافية اللازمة لأنك سوف تمثل مصر لذلك لابد أن يكون هذا التمثيل على مستوى جيد مالياً وشخصياً، وهذه المدة كافية للحكم على الصحافي هل يصلح كمراسل أم لا يصلح وبعد ذلك يكون المعيار الأساسي للسفر الكفاءة المهنية والتعامل والتجاوب مع الزملاء لأنك إذا كنت تعمل كصحافي في مكان ولا يمكن أن تكسر الحاجز الذي بينك وبين أحد زملائك فكيف ستبني علاقات طبيعية مع المصادر في الخارج، هناك مدة محددة في الدول العربية 3 سنوات والأجنبية 4 سنوات مع إمكانية الزيادة للاثنين.

الوكالة والدولة

نقرأ كثيراً عن أخبار منقولة من الوكالات.. هل يمكن أن يحدث العكس؟ وهل الفضائيات دخلت في اللعبة والمنافسة المحمومة بين الوكالة كجهة رسمية وأماكن ليس لها الطابع الرسمي؟

أريد تصحيح معلومة هي أن الوكالة ليست ناطقة رسمية باسم الدولة، إنما هي تقوم بعمل مهني صحافي بحت بدليل أننا ننشر الحوادث والوقفات الاحتجاجية والمظاهرات والاعتصامات ولو كانت كما تقول لما امكننا نشر كل هذا، والخبر الذي يبث من خلالها لا يحتمل التكذيب والتراجع والإلغاء، ولابد أن يكون صحيحاً 200 في المئة لذلك فالعمل الصحافي يتم هنا وفقاً لمعايير مهنية بحتة، ففي الماضي كان من المستحيل نشر خبر عن وجود مظاهرة وعندما يحدث حادث إرهابي مثلاً ننتظر البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية أما الآن فلا يحدث ذلك وخير مثال على ذلك أحداث انفجارات شرم الشيخ التي أذيعت فور حدوثها وكان هذا تطورا في الوكالة فكلمة laquo;الرسميةraquo; هذه عندما كانت الوكالة جزءاً من وزارة الإعلام في الستينيات من القرن الماضي، لكن الآن في ظل المنافسة بين الفضائيات ووكالات الأنباء لو تأخرت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن إذاعة خبر أياً كان إيجابياً أو سلبياً معنى هذا أنها تفسح المجال للآخرين للتقدم والتفوق عليها فالعمل الصحافي يتطلب أن تذيع الخبر كما هو وأينما كان وبالتالي نقوم بعمل مهني بحت بعيداً عن الرسمية.

الشباب

ننتقل لهموم الصحافة المصرية.. هناك محررون يعملون منذ سنوات ولم يتم تعيينهم في مختلف أنواع الجرائد والمجلات ؟

من ناحية الصحافيين الشبان وتصورهم وجود صراع بين الجيل القديم والحديث أقول أن الجيل القديم خبرة لابد أن نستفيد منها ولو ذكرنا أن هناك تغيراً سوف نذكر حدوثه في سنة 2005 بعد أن ظل رؤساء التحرير لسنوات طويلة في مؤسساتهم وتجاوزا السن وتم بهذا القضاء على جيلين أو ثلاثة لأن رئيس مجلس الإدارة قد وصل لسن الـ 70 والصحافي لسن الـ 60 لكن في 2005 تم القضاء على هذا النظام والتزم المجلس الأعلى للصحافة مالك الصحف القومية، بلائحة المؤسسات الصحافية في التجديد لرؤساء التحرير حتى سن الـ 65 وتم تنفيذ ذلك في السنوات الأخيرة، هذه كانت خطوة جيدة لفتح المجال أمام أجيال جديدة تتولى المناصب القيادية في المؤسسات الصحافية ولابد أن يأخذ جيل الشباب وجيل الوسط حظه ولابد ان يحظى الصحافيون المتميزون بوضعهم الوظيفي والمهني والمادي المناسب، أما من ناحية المرتبات فهناك لائحة للأجور لأن الفترة الأخيرة تراجعت كثيراً مع ارتفاع مستوى المعيشة ووجود مؤسسات خاصة تعطي مرتبات مرتفعة بينما الصحافيون في الصحف القومية مرتباتهم متدنية فلابد من معادلة هذا الوضع وهذا يحتاج لتوفير التمويل اللازم لتغطية هذه المرتبات والجيل الجديد يشكو أيضاً من أن خدمات النقابة تراجعت خلال السنوات الأخيرة ولابد من إيجاد حلول لهذه المشاكل، أما التعيين فأنا حريص على تحقيقه للشباب فمن 2001 حتى 2005 لاحظت عدم وجود فرصة للتعيين والنسبة قليلة جداً ومنذ وجودي في منصبي من العام 2005 عينت حوالي 50 صحافياً شاباً أو 60 بعضهم كان يتدرب في الوكالة والآخرون جاؤوا بعد ذلك وتم تعيينه بعد إثبات كفاءتهم وبالتالي فإن استمرار تدريب الصحافيين لفترات طويلة ثم استبعادهم اعتبره أنا شخصياً عملاً غير أخلاقي،فإما أن يثبت الصحافي كفاءته خلال فترة التدريب فنتمسك به ويسير في إجراءاته الطبيعية للتعيين، وأنا أحقق هذا هنا في الوكالة حيث يأتي الشاب من شهرين إلى ثلاثة شهور تحت التمرين ولا يتقاضي أي شيء ويثبت وجوده وكفاءته وبعد ثلاثة شهور أعطي له بدل انتقال لمدة ثلاثة أو 6 شهور وبعدها يتم تحرير عقد محدد المدة بسنة وفي نهاية السنة يتم تعيينه، وهذا ما حصل مع أكثر من 220 صحافياً وإدارياً وفنياً تم تعيينهم في الوكالة خلال ثلاث أو أربع سنوات الأخيرة، والذي لم يثبت وجوده فلا مكان له ولدينا بعض المترجمين المتميزين اختصرنا له المدة وعندما وجدنا عنده لغة جيدة أعطي له بدل مالي بعد أسبوعين لمدة شهر أو شهرين وفي اقل من شهرين يتم تحرير عقد له لمدة سنة وتم تعيينه بعد سنة وهذا ما حدث مع عدد من المترجمين اكتسبوا خبرة كبيرة في هذا المجال، وأذكر أنه عندما قامت وكالة رويترز بطلب مترجمين تتقدم مجموعة من الوكالة فعينت ثلاثة منهم بأربعة أضعاف مرتباتهم هنا في الوكالة وغير هذا من التصرف مع الصحافيين يعتبر عملاً غير أخلاقي يحطم الشاب الصحافي، فعلى المسؤول عن المؤسسة الصحافية ورئيس التحرير أن يدرك أن هذا الشاب في حاجة إلى ضمان لمستقبله فيتعامل معه على هذا الأساس وهو التمسك به على أن يتم تعيينه وألا يتركه إذا أثبت عدم كفاءة.

وكالات أجنبية

ولماذا نجد أغلب وسائل الإعلام تنقل الأخبار عن وكالات أنباء أجنبية وتترك laquo;أ.ش.أraquo;؟

هناك مجالات يتم النقل الإجباري منها ونحن نعرض يومياً مع النشرة في الصباح نشرة متنوعة تحتوي على أخبار ممتازة خفيفة ومتنوعة معظمها تكون مترجمة عن الصحف والمجلات الأجنبية أو أخبار متنوعة من داخل مصر وأحياناً هناك وكالات تنقل عنا أخباراً لذلك قمت برفع اشتراك هذه الوكالات التي تأخذ عنا نشرات أخبار بالإنكليزية بألف يورو بعد رفع سعرها لأنهم يعتمدون علينا اعتماداً كبيراً وهناك نشرة نقوم بها وهي خاصة بدول البحر المتوسط وكان عقدها في 2004 بـ 4 آلاف يورو زدناه إلى 7 آلاف ومستمرون معهم.

تطوير

هل أنت راضٍ عن توقيت بث الأخبار وعددها؟ وماذا عن الجديد في التطوير؟

لابد أن تستفيد الوكالة من التطور التكنولوجي الهائل في مجال وكالات الأنباء، وهذا ما كنا حريصين عليه بالاضافة الى المشروع الفرنسي الذي استنفدنا كل مراحله وبدأنا نطور فيه بخبراتنا المحلية وبالتالي كان من ضمن الاستفادة من هذه التكنولوجيا استخدام الموبايل في إرسال الأخبار لكن ينقصها بعض الرعاية وهي بثلاث لغات الإنكليزية، الفرنسية، العربية وإقامة شاشات عرض كبيرة بالميادين لبث الأخبار والإعلانات ويكون مصدر دخل للوكالة ومستمرون فيه وأقمنا شريط الأخبار في مدخل الوكالة وأفكر في خدمة تلفزيونية متطورة أسعى لها في الفترة المقبلة سوف تحقق ميزة ودخلاً إلى جانب القناة الفضائية وهي احد المشروعات من خلال التطوير في مجال التكنولوجيا.

كلمنا عن عمل أسعدك في الوكالة وآخر أحزنك.. وماذا تفعل عندما تبثون خبراً مغلوطاً؟

shy; من الأشياء التي أسعدتني أنني قمت بعمل أكثر من تصريح مع الرئيس مبارك بالتليفون وفي فترة قضية الرسوم المسيئة للرسول في الصحف الدانماركية وأيام العدوان الإسرائيلي على غزة وهذا مما أسعدني، وخاصة أن جميع وسائل الإعلام في الداخل والخارج نقلتها منسوبة للوكالة، واعتبر الخبطات الصحافية التي تقوم بها الوكالة هي المؤثرة وتخص الوكالة وتميزها عن الوكالات الأخرى، وعندما يكون هناك أسفار للرئيس في الخارج ويأخذ كمرافقين معه على الطائرة عدداً من رؤساء تحرير ويعطي لهم تصريحات وأنزل من الطائرة على الوكالة لإذاعتها وتبثها في الحال كل وكالات الأنباء ووسائل الإعلام نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط وهذا يؤكد أننا على الساحة وهذا ما أعتز به.

في معظم البرامج التي يقرأ فيها بعض الصحافيين أهم الأنباء والأخبار.. لا نجد وجوداً للوكالة.. كيف يكون تصرفك؟

هذا يغضبني طبعاً، فأحياناً في بعض الفضائيات نرسل لهم أخباراً من الوكالة ونجد بعد ذلك أنهم لم يعودوا يهتمون بها الاهتمام الكافي بعد ما أرسلنا لهم فتوقفنا ومن المآخذ على بعض الصحف أنهم أحياناً يأخذون أخباراً عن الوكالة ويكون الخبر مكتوباً بطريقة جيدة وأجدهم يأخذون laquo;مانشيتraquo; الجريدة دون الاستئذان من الوكالة أو الإشارة إليها وهذا شيء سيئ مهنياً لذا أقول إن ذكر المصدر شيء مهم مهنياً ومن أبجديات الصحافة، ثانياً تحميل المصدر المسؤولية وللأسف في الوقت الذي يتجاهلون فيه أن مصدر هذا الخبر وكالة أنباء الشرق الأوسط تجد بجانبه laquo;ذكر راديو إسرائيل وكذا وكذاraquo; أو laquo;ذكرت صحيفة معاريف كيت وكيتraquo;.. فهل من المعقول ألا تنسب الصحف المصرية أخبارها بينما تنسب أخبار راديو إسرائيل والإعلام الإسرائيلي وتتجاهل وكالة أبناء الشرق الأوسط وهي تنقل الأخبار عنها، فالعقد الذي وقعناه بيننا وبين الصحف المشتركة فيه شرط أنه في حال نشر الأخبار وعدم الإشارة للمصدر يتم فسخ العقد تلقائياً ولكن أنا أرفض الإقدام على هذه الخطوة فنحن زملاء مهنة ولا يجب الدخول في صراع ولا يصح أن يقال إن وكالة أنباء الشرق الأوسط منعت خدمة عن الصحيفة laquo;الفلانيةraquo; في مصر.

هذا يحدث على عكس الصحف العربية التي تتحرى الدقة في الإشارة إلى مصادر الأخبار إلا أن بعض الصحف في مصر للأسف لها حسابات أخرى فتتصور أنه لو قال laquo;أ.ش.أraquo; أنه سوف يعمل لها دعاية وعندما لا يقول كأنه laquo;يخسفraquo; بها الأرض، نحن أكبر وأقدم وكالة أنباء تصنفنا اليونسكو رقم عشرة على مستوى العالم، الوكالة العاشرة والأولى إفريقياً وعربياً والعاشرة عالمياً وهذا آخر تصنيف لمنظمة اليونسكو التي تصدر كل عام تقريراً عن الصحافة ووكالات الأنباء ونحن هكذا منذ سنوات على هذا المرتبة ونتطلع للقفز لمرتبة أعلى.

الصحافة الورقية

في رسالة دكتوراه عن الصحافة الإلكترونية توقع صاحبها انهيار الصحافة الورقية خلال سنوات.. فما تعليقكم؟

الصحافة الإلكترونية أصبحت منافساً قوياً، ولكن أنا في تقديري الشخصي أنها لن تحل محل الصحافة الورقية، فالأخيرة سوف تستمر وإذا كانت هناك بعض الصحف الأميركية والأوروبية ألغت الصحافة الورقية لديها فلابد أن ندرك أن المجتمعات الأوروبية ثقافتها ومستوى التعلم فيها واستخدام التكنولوجيا أعلى بكثير ومع هذا زالت الأمية منتشرة وفي الريف ما زال البعض يلتفون حول من يقرأ الجريدة لكثرة عدد الأميين وبعض الباحثين والكتاب والصحافيين يجب أن يقرأ الجريدة بالليل لذا فالصحافة الورقية ستظل على عرش الصحافة فترات طويلة مقبلة على الأقل، وفي مصر الاهتمام يزيد بالصحافة الإلكترونية لدى النخبة المثقفة الذين يستخدمون laquo;الكمبيوتراتraquo; وإذا قسنا نسبتهم بين 80 مليون يكونون بالكثير 5 أو 6 ملايين وبالتالي باقي شريحة المجتمع المصري تعتمد على الصحافة الورقية لذلك لن تتراجع، أما مسايرة التكنولوجيا فستكون في نخبة معينة والاعتماد على الصحافة الإلكترونية سيستغرق سنوات في المجتمع المصري، وفي تقديري لن يقضي نهائياً على الصحافة الورقية.

وماذا عن الانتخابات الأخيرة لمنصب نقيب الصحافيين؟

الجولة الأولى في الانتخابات كانت نتيجتها غير متوقعة ولم يحسمها الأستاذ مكرم محمد أحمد وكان هذا بسبب إحجام أكثر من 2000 صحافي اعتقاداً منهم أن المعركة محسومة لصالح مكرم وبالتالي لم يصل عدد من أدلوا بأصواتهم إلى 3000 من 5500 صحافي، وهناك أخطاء قام بها ضياء رشوان منها أنه بعد الجولة الأولى ظن أنه انتصر واتهم وهاجم كل رؤساء التحرير وتكلم كأنه الحاكم بأمره وكأنه هو من يعين رؤساء التحرير وتصور أنه أخذ عدداً من الأصوات في الجولة الأولى وأنه قاب قوسين أو أدنى من النجاح مما أسقطه من حسابات كثيرين وفي الوقت نفسه الأغلبية الصامتة التي لم تحضر في الجولة الأولى حضرت ووقفت إلى جانب مكرم فنجح.

مائدة مستديرة

عن التعاون العربي الأوروبي بالنسبة لوكالات الأنباء العربية قال عبد الله حسن:

هذا الموضوع أخذ حيزاً كبيراً في النقاشات الأخيرة لمؤتمر اتحاد الوكالات العربية، لأن الضرورة تقتضي ذلك في ضوء الأحداث التي تقع في العالم واتفقنا على عقد اجتماع للجنة المتابعة للحوار بين وكالات الأنباء العربية والعالمية خلال عام 2010 لبحث العديد من المسائل المتعلقة بالأخبار إلى جانب الاتفاق على عقد اجتماعات ومائدة مستديرة بين ممثلين عن وكالات أنباء أوروبية وعالمية ووكالات الأنباء العربية لدراسة موضوعات التبادل الاخباري وسبل زيادة الأخبار العربية في نشرات الوكالات العالمية وتصحيح بعض المواد التي تنشر عن الدول العربية.

واتفقنا على مواصلة العمل بالنشرة الاقتصادية العربية الموحدة بين وكالات الأنباء العربية والتي يتم فيها نشر تقارير نصف شهرية من الدول العربية وبشكل تضامني بين جميع وكالات الأنباء والعربية، وناقشنا موضوع منح جوائز تقديرية للمحررين والمندوبين والمصورين العاملين بوكالات الأنباء لتحفيزهم على الارتقاء بعملهم وزيادة خبراتهم في المجالين الفني والمهني.