تركي الدخيل

يعرف كل متابع أن سير وزارة الثقافة والإعلام حالياً أفضل بكثير من مراحلها السابقة.عبدالعزيز خوجة بات صديقاً للإعلاميين والصحافيين؛ لأول مرة نرى وزير الإعلام محامياً عن الإعلاميين. درجت العادة أن يكون وزير الإعلام رقيباً عليهم. خلال فترة الشتاء القريبة هذه شارك الوزير بأنشطة كثيرة، من مؤتمرات إلى فعاليات وندوات، عبّر من خلالها عن قربه من الصحافيين، ومن الإعلاميين، هذا غير توفيره لرقمه الخاص وإيميله وتدشين صفحته على الفيسبوك لكل من أراد التواصل معه.
آخر مفاجآت الوزير إطلاقه لمجموعة من الوعود المهمة، وذلك أثناء مشاركته في اللقاء الشهري لهيئة الصحافيين السعوديين مساء الأربعاء الماضي؛ تلك الوعود الجميلة التي نتمنى أن نراها على الواقع خلال السنة هذه وما ذلك على خوجة ببعيد. الوزير خوجة -منذ أن تولى الوزارة- وهو حاضر بشخصيته وعمله، يمتاز كثيراً عن الوزراء الذين لا يهشّون ولا ينشّون، والذي ننسى أسماءهم لقلة إنجازهم وبعدهم عن التأثير، الوزير خوجة أطلق للصحافيين مجموعة من الوعود من بينها:
-وعده لياسر المعارك بأن يحل قضيته وأن يعالج الحكم غير المنطقي الذي صدر بحقه القاضي بإيقافه من الكتابة quot;مدى الحياةquot;.
- وعد بأنه سيتم منح الرخصة الأولى لموجة (F.M) لصالح القطاع الخاص في 12 من صفر المقبل.
-قال بأن الوزارة قطعت شوطاً كبيراً من العمل على مشروع تحويل كل من الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية إلى مؤسستين عامتين، وذلك بما يحقق الطموحات الكبيرة التي تعلقها الوزارة على هذا المشروع في جميع أنشطتها وخططها المستقبلية.
-وعد خوجة في رد على مداخلة لأحد الصحافيين حول المسمى المناسب لمهنة الصحافيين في بطاقة الهوية الوطنية، بأن الوزارة ستبحث ذلك مع الجهات ذات العلاقة ليسمى quot;صحفيquot; بدلاً من تسميته بـquot;موظف قطاع خاصquot;.
-قال إن الوزارة تعمل على إيجاد صيغة تنظيمية لعمل المواقع الإلكترونية في المملكة، وذلك رداً على مداخلة لرئيس التحرير جمال خاشقجي الذي وصف فيها المواقع الإلكترونية بالدخيلة والمسيئة للإعلام المحلي بأدائها وسماحها بنشر تعليقات مسيئة للإعلام بوجه عام.
-نفى وجود أي منع لأي كتاب من النشر والتوزيع والطباعة محلياً، مبيناً أن الوزارة لا تمنع نشر أي كتاب إلا فيما يمس الدين والذات الإلهية والسلطة فقط.
قلتُ: وتلك الوعود لو طبقت قريباً فسنرى حالة ثقافية وإعلامية نشطة، تتجاوز حالة الركود والبرود التي هيمنت على العمل الثقافي والإعلامي خلال السنوات الماضية، وهذا ما نأمله، أن نرى هذه الوعود على أرض الواقع يا معالي الوزير، ويا صديق الصحافيين!