القاهرة: ليس لدينا علم * الدوحة: الجميع يعلم بأمر الخطاب

القاهرة - حمدي سليم

أثار موضوع الضمانات المطلوبة عربيا من الولايات المتحدة لإعادة إطلاق عملية التفاوض بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل من جديد، برعاية أميركا والمجتمع الدولي، جدلا حادا بين مصر وقطر، إذ نفى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، علم مصر بموضوع خطاب الضمان الذي قالت قطر إنها قدمته باسم لجنة مبادرة السلام العربية إلى الإدارة الأميركية، وهو ما اعتبرته الدوحة laquo;نوعا من التخليraquo; عن خطاب الضمان، وقالت إن laquo;مصر والدول العربية لديها علم بالموضوع وإن قطر أودعت نسخة من ذلك الخطاب لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربيةraquo;، لكن مصادر دبلوماسية عربية قالت لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; إن laquo;موضوع الخطاب قديم ويعود إلى عهد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة الرئيس جورج دبليو بوش، والمحاولات التي جرت وقتها لحلحلة الموقفraquo;، نافية أن تكون لذلك الخطاب علاقة بالتحركات والاتصالات الجارية حاليا في إطار تنفيذ رؤية الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما لبدء مفاوضات مباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بجوار إسرائيل.
وعلمت laquo;الشرق الأوسطraquo; أن وزارة الخارجية المصرية والجامعة العربية سيصدران؛ كل على حدة، توضيحا رسميا خلال الساعات القادمة يجلي الحقيقة حول خطاب الضمان المشار إليه وتوقيته وظروف صدوره، إذ حالت عطلة نهاية الأسبوع (أمس) في القاهرة دون إصدار ذلك التوضيح.

وكان وزير الخارجية المصري قد قال في تصريحات له يوم الأربعاء الماضي إن مصر ليس لديها علم بأي خطاب لطلب ضمانات قدم إلى الإدارة الأميركية بشأن القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط.

وفي اليوم التالي (أول من أمس)، أعربت قطر عن استغرابها من تصريحات وزير الخارجية المصري، وقالت (الخارجية القطرية) إن laquo;حقائق هذا الموضوع معروفة لدى جميع الدول العربيةraquo;، مشيرة إلى أن اللجنة الوزارية لمتابعة مبادرة السلام العربية اتفقت في اجتماع لها بنيويورك أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي على الحصول على رسالة ضمانات من الجانب الأميركي.

وأضافت الخارجية القطرية أن تلك اللجنة اتفقت أيضا على أن تقوم دولة قطر بصفتها الرئيس الحالي للقمة العربية بإبلاغ واشنطن بتلك الضمانات.

وأشارت إلى لقاء رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أوائل الشهر الحالي في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وتصريحاته عقب اللقاء بأن قطر قدمت الطلب وما زالت تنتظر الرد. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية أحمد عبد الله آل محمود في تصريحات لقناة laquo;الجزيرةraquo; الفضائية إن laquo;تلك اللجنة الوزارية أنشئت في إطار الجامعة العربية وهي معنية بمتابعة مبادرة السلام العربية وعملية السلامraquo;.

وأوضح آل محمود أن طلب تلك الضمانات جاء على ضوء اجتماع مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك كي laquo;تتضح الصورة إلى أين نحن ذاهبونraquo;.

وأشار إلى أن بلاده بعثت نسخة من الرسالة إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التي شكرت دولة قطر على ما قامت به في ذلك الاتجاه وعلى ما تضمنته المذكرة الموجهة إلى الإدارة الأميركية.