يوسف الكويليت
أيام معدودة فقط فصلت حادثة الطرود الملغّمة، عن حصار كنيسة في العراق راح ضحيته العشرات ، ويأتي ذلك ضمن مهمة القاعدة في إضافة كل يوم ملفاً أسود للإسلام والمسلمين! إذ إن أيّ جاهل بهذا الدين يرى من يحاول تفجير طائرات بآمنين ليس لهم علاقة مباشرة بخلافات سياسية ودينية، إنما يقوم بعمل إرهابي في معناه الواسع، وهنا لا يوضع الاتهام لأشخاص أو منظمة، بل لما يزيد على مليار مسلم، هم من اكتووا بنيران الجريمة المستمرة..
مفاخر الإسلام ليست فقط فيما أعطاه للبشرية من تسامح في حماية اليهود من التصفية، أو رعاية وحماية الكنائس ودور العبادة الأخرى لأي طائفة ودين، بل كان المحارب الأول للخوارج ومن تلاهم من التنظيمات المتطرفة، غير أن القاعدة، وطالبان نموذجان لتشويه الإسلام عندما فشلت كل الحملات العسكرية والتبشيرية والإعلامية في كسر قواعد اتساعه بين الجماعات المختلفة، لكن ما يجري الآن بتجنيد مسلمين والتحالف مع إرهابيين آخرين، أعطى المبرر لملاحقة من يعيشون في المهاجر في مراقبة حركاتهم وهواتفهم واجتماعاتهم لأي سبب، بل ومثول بعضهم إلى مراكز الشرطة والمباحث، وعند الشك في أي إنسان يتصرف بشكل غير طبيعي يقدم إلى المحاكمة، حتى إن التشويه المتعمد من وسائل الإعلام ومؤسسات الإنتاج التلفزيوني والأفلام السينمائية، صار جزءاً من حملة مبرمجة وطويلة..
في كل العالم هناك جماعات تخرق القوانين، لأي اعتبارات عنصرية كانت أو قومية أو دينية، غير أن القوانين الرادعة توقف أي متجاوز لها، رغم وجود الدعاة والفلاسفة والسياسيين الذين ينادون بطرد الأجانب أو التخلص منهم، لكن في حالة إرهابيي القاعدة، هناك تغذية دينية مضللة، ودعم مادي من قوى بعضها يريد استخدامها بضرب جماعات أو دول تتباعد معها سياسياً أو طائفياً، أو فئات غرقت في وهم التكفير ونقاء عقيدة الإرهابيين.
الحرب مع أصحاب الأديان السماوية الأخرى، هي تجديد لخلق أزمات وطنية داخلية، فالعراق يضم أدياناً وقوميات، وأتباع أديان أخرى، وقضية أن يتم تصفية فئة لحساب أخرى ستشعل نيراناً في كل الاتجاهات، كذلك اليمن الذي تريد القاعدة جعله مركز تجميع وتنظيم وانطلاق للإرهاب، قد يخلق مشكلة حصار من كل الجهات، ليس من أجل إعلان الحرب على الشعب أو الحكومة، وإنما على فئات متغلغلة بين القبائل ورؤوس الجبال، وتعلن بصورة عامة عن وجودها ومشاريعها الإرهابية، حتى إن التهديد للكنائس القبطية في مصر، أو في غيرها، يأتي ضمن لعبة حروب الطوائف، أو أنه إفلاس القاعدة في مصر لتجد أن استخدام التهديدات، والبيانات يعوضان عن ذلك..
حالة العالم الإسلامي تستدعي النظر للآفاق من عيون مفتوحة على صراع مرير مع العالم بسبب التطرف، وعملية الارتكاز على خطوط دفاع واعية، تحتاج وقفة صريحة في التعاون بضرب خلايا الإرهاب، وإلا سنكون جميعاً في نفس الموقع من الاتهام..
التعليقات