هاشم الجحدلـــي


أثبتت الطرود المفخخة والعابرة للقارات عبر الطائرات، أن الإرهاب وأخطاره ما زال تحديا قائما على أرض الواقع وأن كل قنابل الدنيا وصواريخ العالم لم ولن تجدي شيئا معه، ما دام الفكر المتشدد والمتطرف في كل الديانات وثقافات العالم موجودا.
ومثلما يبدو أن القاعدة لم تكن لتصل إلى هذه المرحلة من الخطورة لولا جذران أساسيان لها، الأول إقليمي مرتبط بالفكر والأيدلوجيا والوضع الاجتماعي والمالي والآخر عالمي مرتبط بتوسع وسائل الاتصال والمعرفة حتى المعرفة الشريرة وقدرة المال على حسم الوصول إلى وسائط من أي بلد كان حتى ولو من إسرائيل.
وفي ظل التباس مفاهيم عدة تبدأ من الجهاد ولا تنتهي عند الممانعة يتوسع الإرهابيون في أرض الله الواسعة كالنباتات الشيطانية، كلما اجتث العالم منهم واحدا تناسل عشرة إرهابيين، مفخخة أفكارهم مغسولة أدمغتهم.
هؤلاء الذين لا يعرفون إلى أين يذهبون؟ يصبحون بعد أشهر هم قادة العمل الإرهابي في العالم، وعند مقتلهم سوف يقدم لك الإنترنت سيرة وافية عن جرائمهم قبل التطرف وبعد التطرف.
إذن هل يعي العالم أن الدعوة إلى مركز دولي لمكافحة الإرهاب حاجة ملحة الآن، وليست ترفا لمواجهة الجريمة المنظمة.
ولكن إذا استمرت بعض الدول في إيواء الإرهابيين والدفاع عنهم بمسميات عدة أولها وآخرها حقوق الإنسان، فإن الإنسان سوف يصبح ضحية لكل القوانين المضللة.