يستعد لعملين على الخشبة يلامسان بداياته
دمشق - مظفر إسماعيل
رغم الحديث العميق عن غياب المسرح في سوريا يستعد الممثل الكبير حسن دكاك حالياً للدخول في عملين مسرحيين من خلالهما يلامس المراحل الأولى في بدايته الفنية قبل أربعين عاماً، وخلاف ذلك فإن دكاك سيبدأ موسمه الدرامي مبكراً من خلال عودته إلى لوحات غابت لسنوات أربع سيتم تجميعها في مرايا محدّثة للعام المقبل فضلا عن عمل بيئي آخر .
حوار هادئ مع ممثل واثق عبر السطور التالية:
ما آخر الأعمال التي تقوم بتحضيرها حالياً؟
- أشارك في عملين مسرحيين الأول ldquo;السيركrdquo; على مسرح اتحاد نقابة العمال، والعمل الثاني هو ldquo;على عينك يا تاجرrdquo; على خشبة مسرح الخيام، كما أقوم بالتحضير لمسلسل ldquo;مراياrdquo; الذي سيعود إلى الواجهة هذا العام، بالإضافة إلى انشغالي بالتحضير لتصوير الجزء الثاني من مسلسل ldquo;الدبورrdquo; .
كثرت خلال هذا العام الأعمال البيئية وقد شاركت في معظمها، هل ترى أنها أوفت بالغرض الذي جاءت من أجله وأنصفت البيئات التي تتناولها؟
- لكل مسلسل بيئي وضعه ونكهته الخاصة ولكل حكاياه وقصصه المتنوعة، فإذا نظرنا إلى مسلسلات البيئة الشامية نجد أن لمسلسل ldquo;باب الحارةrdquo; أسلوباً ورونقاً خاصاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مسلسل ldquo;الدبورrdquo; الذي يتميز بطابع مميز ورائع، وهكذا الأمر بالنسبة إلى ldquo;أهل الرايةrdquo; وجميع هذه الأعمال تصور البيئة الشامية التي تحتوي في طياتها الكثير والكثير من القصص والحكايا التي جعلت كل عمل يتجه نحو تصوير جانب واتجاه معين تاركا للمسلسلات الأخرى تصوير الجوانب الأخرى، ما يبرر إهمال بعض الجوانب التي يعتبرها البعض تقصيراً، وبالنسبة إلى البيئات الأخرى نجد مثلاً ldquo;ضيعه ضايعةrdquo; مسلسلاً كوميدياً يصور الجانب الجمالي للبيئة الساحلية ويظهر ما تمتلكه بلادنا من مناظر طبيعية خلابة لم نعرفها من قبل، فالمسلسلات البيئية أعطت البيئات التي تصورها حقها وأنصفتها في الجوانب التي تتناولها .
ldquo;باب الحارةrdquo; لاقى نجاحاً كبيراً، ما السر وراء هذا النجاح الكبير من وجهة نظرك كأحد أفراد أسرة العمل؟
- السبب الرئيس وراء النجاح الكبير لمسلسل ldquo;باب الحارةrdquo; هو التمسك بالبيئة بشكل صحيح وبإتقان شديد، سواء بالشكل أو بالمضمون، فشاهدنا البيئة الشامية التي كانت منذ عشرات السنين وكأنها أمامنا من حيث اللباس والأبنية والشوارع والعادات والتقاليد والشيم التي كان أهل الشام يتحلون بها في تلك الفترة من الشهامة والمروءة ومحبة الآخرين، واحترام الصغار للكبار وعطف الكبار على الصغار والأغنياء يساعدون الفقراء، فلا يوجد أحد فقيراً في أية حارة من الحارات، إلى ما هنالك من العادات والقيم الرائعة التي كانت سائدة في الشام والتي نفتقدها في عصرنا الحالي، مما جعل الناس يجدون في المسلسل ما يتوقون إليه، الأمر الذي انعكس إيجابا على العمل من الناحية الجماهيرية .
يقول الكثيرون ومنهم مخرج باب الحارة، إن هذا العمل يحوي إخفاقات كثيرة، ما تعليقك على ما يقال؟
- لكل شخص وجهة نظر معينة وعلى الجميع احترامها والفن كما نعرف ليس محدودا بوجهة نظر واحدة، واختلاف وجهات النظر يعود إلى الاختلاف الكبير بين الناس، من حيث الثقافة والأيديولوجيا والتركيبة الذهنية، والرأي كما هو معروف لا يفسد للود قضية، فإن أعجبك العمل أعجبك وإن لم يعجبك نأخذ رأيك للتقويم، وفي النهاية لكل عمل أناس معه وأناس ضده فمسلسلات مثل ldquo;أبو جانتيrdquo; وrdquo;ضيعة ضايعةrdquo; لها من أثنى عليها ولها من انتقدها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بقية الأعمال .
سيعود مسلسل ldquo;مراياrdquo; من جديد هل سنشاهد اختلافاً عما شاهدناه في الأجزاء السابقة؟
- قالب المسلسل لن يتغير، فالقالب واحد من أول جزء حتى الآن، أما القصص واللوحات فهي جديدة، وأنا أعتبر الفنان الكبير ياسر العظمة من الأذكياء، فهو يبحث دائما عما هو جديد ويقوم في كل جزء بعرض الأفكار التي تتناسب وحاجات الناس ومعاناتهم، بمعنى آخر، ياسر العظمة يواكب العصر دائما لذلك تجد الناس في تساؤل دائم عما إذا كان هنالك مرايا أم لا، وشعر الناس بالسعادة الكبيرة عندما علموا أن ldquo;مراياrdquo; سيعود من جديد، وهذا مرده إلى الخصوصية التي يحملها العمل بالنسبة للناس، والدليل على هذا أنه تم عرض الكثير من الأعمال الشبيهة بمسلسل ldquo;مراياrdquo; لكنها لم تحقق ما حققه ldquo;مراياrdquo;، من النجاح والجماهيرية .
برأيك ألا يجب أن يقترن التألق الكبير للدراما السورية بإنصاف الفنان السوري الذي يعتبر العامل الأبرز وراء نجاح الدراما؟
- بكل تأكيد فالفنان السوري، لا يزال يعاني على صعيد الأجور، والأمر متعلق بنقابة الفنانين والتلفزيون السوري، حيث يجب العمل بجد أكبر لإنصاف الفنان السوري على كل الصعد، والسبب الرئيس وراء انخفاض أجر الفنان عندنا، هو ضغط القطاع الخاص وقلة الأعمال في القطاع العام، فالخاص لا يريد ولا يوافق على رفع الأجور على عكس العام، لكن وزارة الإعلام أعلنت مؤخرا عن إنشاء الهيئة المركزية للإنتاج حيث سيلتزم القطاع الخاص بقوانين صارمة، من شأنها إن تجعل الأجور مرتفعة ومنصفة للفنانين وسيصبح هناك تدقيق ومحاسبة لمن سيخالف تلك القوانين ونأمل من هذه الهيئة كل الخير .
لا يمتلك المسرح في سوريا شعبية كبيرة وهو في تراجع مستمر، كيف تقيم الأمر؟
- السبب الرئيس لهذا هو التلفزيون الذي يقع في متناول الجميع فمتى يريد الشخص أن يشاهد التلفاز يستطيع ذلك على عكس المسرح، الذي يتطلب جهداً للوصول إليه، إضافة إلى سعر التذكرة إلى ما هنالك، والصعوبة الأكبر تكمن في كون المسرح بحاجة إلى مؤلف يعي ما يريده مما يكتبه من النصوص، بالإضافة إلى قلة انتشار خشبات المسرح وإن وجدت فهي غير لائقة إطلاقاً، ولا تمتاز بالتجهيزات والتقنيات العالية، كما أن هناك عقبة كبيرة جداً وهي متعلقة بمسألة الدعاية والإعلان عن العرض المسرحي، الأمر الذي يتطلب نفقات عالية تفوق مصاريف الإنتاج، وكثرة هذه العقبات تدفع بالفنانين إلى الانصراف عن المسرح الذي يتطلب التصوير فيه، ساعات طويلة وعناء كبير إلى التصوير التلفزيوني الذي يتصف باقتصاد الجهد والوقت والمال قياساً بالمسرح، لكنني آمل أن يعود المسرح إلى التألق الكبير الذي كان يعيشه في فترة الستينيات، حيث كان الناس متعلقين تعلقاً لا يوصف بالمسرح .
ما رأيك في انتشار الفنانين السوريين بكثرة في الخارج هذا العام؟
- إنه لأمر رائع أن نشاهد الفنان السوري يمثل في الدراما المصرية والمصري يشارك في الأعمال السورية، مما يشكل انطلاقاً من العمل على صعيد الأقطار، إلى العمل على الصعيد العربي انطلاقاً نحو تحقيق تعاون كبير في جميع أرجاء الوطن العربي .
التعليقات