شعبولا في المقدمة... وبعرور ينافسه بتحريف الأغاني الوطنية


القاهرة ـ أحمد مجاهد

مع بدء العد التنازلي لانتخابات مجلس الشعب المصري المقرر إجراؤها غدا كثّف أكثر من 5 آلاف مرشح دعايتهم الانتخابية بغرض حصد أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين، وراح كل منهم يتفنن في تقديم أشكال مختلفة ومبتكرة من الدعاية.
ولأن الأغنية الشعبية انتشرت بشكل ملحوظ في مصر خلال السنوات الأخيرة، وأصبح الجميع يرددها سواء في المناطق الشعبية أو الراقية، فقد لجأ عدد كبير من مرشحي مجلس الشعب إلى الاعتماد على المطربين الشعبيين في دعايتهم الانتخابية، وطلبوا منهم تأليف وتلحين وغناء أغنيات شعبية تحمل أسماءهم وتبرز جوانبهم الإيجابية، والخدمات التي يعدون بتقديمها حال نجاحهم.
وبات واضحا أن الأغاني الشعبية للانتخابات تعتمد على لحن واحد ثابت تقريبا وكلمات متشابهة مع تغيير الأسماء والدوائر الانتخابية، كما تتضمن إشارة واضحة لمناطق الدائرة المختلفة فمثلا في دائرة مثل دار السلام (جنوب القاهرة) تحتوي أغنية المرشح على مناطق: صقر قريش، وعرب المعادي، وفايدة كامل، والمطبعة وغيرها.
وفي القليوبية (شمال القاهرة)... انتشرت موجة استخدام الأغاني الشعبية في عدد من الدوائر، باستخدام ألحان لأغان وطنية وتراثية، مع استبدال الكلمات، فتم استخدام أغنية شادية laquo;يا بلادي... يا أحلى البلاد يا بلاديraquo;، وأغنية فريد الأطرش laquo;فوق غصنك يا زيتونةraquo;، والأغنية الوطنية المعروفة laquo;اخترناهraquo;.
وتقول كلماتها المعدلة: اخترناه... اخترناه... الحاج نصر اخترناه وفوق غصنك يا زيتونة... الحاج نصر دا أخونا.
وفي مقدمة المطربين الشعبيين في مصر في تقديم أغاني الانتخابات البرلمانية... يأتي شعبان عبدالرحيم الذي غنى لمرشح في دائرة laquo;كفر شكرraquo; (50 كيلو مترا شمال القاهرة).
وفي أغنية يرد شعبولا... إييه.. إييه... الناس بحالها اختارت الحاج سيف... وفي كل وقت الناس اختارت الحاج سيف.
وفي دائرة بنها ـ في محافظة القليوبية أيضا ـ كان الطلب مرتفعا على المطرب الشعبي محمد عفيفي، والذي عدل كلمات أغنية laquo;حي على الجهادraquo; لتصبح:
طول ما وجدي معايا.. هطّمن وارتاح
هو أملنا في الخير والإصلاح
وينافس شعبولا في أداء هذه الأغاني عماد بعرور ومحمد عفيفي وغيرهما من المطربين الشعبيين، حيث تم توزيع كاسيت هذه الأغاني على سيارات الميكروباص والتوك توك والمقاهي الشعبية.
أحد المرشحين لمجلس الشعب المصري في القاهرة قال: استخدام الأغنية الشعبية يسهم بشكل كبير في تعريف الناخبين به، وحثهم على التصويت لصالحه، خصوصا أن هذه الأغاني منتشرة بشكل كبير ويرددها الجميع باستمرار بعد سماعها من خلال السماعات الضخمة التي تطوف بها السيارات ـ ليل نهار ـ في مناطق الدائرة المختلفة.
وأضاف ان تكلفة إعداد أغنية شعبية دعائية منخفضة جدا ولا يدفع المرشح سوى ثمن الأغاني وأجر المطرب، أما تسجيلها فيكون هدية تقدم من المطرب الشعبي نفسه، أو من أحد أنصار المرشح.