الناصرة

بعد تعيين رئيس جديد لرئاسة اركان الجيش، الجنرال يواف غالانط، ولرئاسة الاستخبارات العسكرية (امان)، الجنرال افيف كوخافي، وتعيين نائب لرئيس هيئة الاركان العامة، الجنرال يائير انفيه، تواصل اسرائيل مسلسل تعيينات قادة المؤسسة الامنية.
وقد اعلن ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي امس في بيان رسمي انّ بنيامين نتنياهو قرر تعيين تمير فريدو لرئاسة (الموساد)، الاستخبارات الخارجية، وهو الذي كان نائبا لرئيس الموساد المنتهية ولايته، مئير دغان، واستقال قبل حوالى السنتين من منصبه بعد ان ابلغه دغان بانّه سيرفض التوصية عليه امام رئيس الوزراء لتعيينه خلفا له.
ردود الفعل كلها اثنت على اختيار تمير فريدو (57 عاما) لرئاسة جهاز (الموساد)، خلفا للرئيس الحالي مئير دغان، الذي تنقضي ولايته في نهاية العام الجاري، بعدما استمر في منصبه لمدة ثماني سنوات. رغم ان الامر لا يزال يحتاج الى مصادقة نهائية من لجنة تعيينات الحكومة، (لجنة تيركيل) فان المواقف توالت لتبارك الاختيار، بدءا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي رأى فيه شخصا يملك تجربة غنية لعشرات السنوات داخل الجهاز وانه الشخص المناسب في مواجهة التحديات المعقّدة بدولة اسرائيل.
بدوره، وزير الامن ايهود باراك وصف فريدو بالرجل المهنيّ ذي الخبرة العملياتية الغنية، وانه الشخص الملائم جدا لرئاسة الموساد. وكما هو متوقع، لقي تعيين فريدو ترحيبا من المؤسسة الامنية، التي رأت فيه الشخص الشجاع، وخصوصا انه تخرّج في وحدة النخبة (سييرت متكال)، وسبق ان شارك في عمليات جريئة وخدم في وحدات عملانية. ولفت وزير الامن الاسرائيلي في بيانه الرسمي عقب الاعلان عن تعيين خليفة دغان، الى انّ فريدو هو شخص فريد من نوعه، وانّه شارك باراك في تنفيذ العديد من العمليات السريّة خارج الدولة العبرية، كما انّ الرئيس الجديد للموساد تربطه علاقة صداقة متينة مع رئيس الوزراء بسبب خدمة فريدو مع شقيق نتنياهو الذي قتل في عملية تحرير الرهائن في اوغندا عام 1976.
كما انّه وفق المصادر الاسرائيلية، هو المسؤول المباشر عن ادخال الثورة المعلوماتية في الجهاز والبدء بالتشديد على حرب الانترنت ضدّ الدول الاعداء، على حد وصف المصادر عينها.
اختير فريدو من بين عدة مرشحين، ابرزهم: رئيس جهاز الامن العام (الشاباك) يوفال ديسكين، الذي سينهي مهمته في الفترة القريبة، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الذي انهى خدمة استمرت اربعين عاما في الجيش الاسرائيلي، الجنرال عاموس يادلين، الى جانب اسماء اخرى جرى تداولها، منها قائد المنطقة الشمالية اللواء غادي ايزنكوت، والنائب السابق لرئيس الاركان اللواء بني غينتس.
وراى معلّقون للشؤون الامنبية في الدولة العبرية انّ اختيار رئيس الوزراء لفريدو، الذي تربطه بنتنياهو علاقات عائلية وطيدة، يعود الى محاولته تجنّب الانتقادات من داخل الموساد، الامر الذي دفع عددا من كبار مسؤوليه الى التهديد بالاستقالة اذا جرى الاختيار من خارجه. ولفت هؤلاء المعلقون الى ان خبرة فريدو ستساعده على مواصلة تحويل الموساد الى جهاز ذي قدرات عملياتية، وان يكون وريث دغان، وكتب المحلل رونين بيرغمان في صحيفة (يديعوت احرونوت) امس الثلاثاء انّ فريدو يستطيع ملء الفراغ الذي سيتركه دغان.وبحسب المصادر الامنية في تل ابيب، فقد كان رئيس الموساد الجديد ضابط اتصال في وحدة النخبة، سييرت متكال، خلال سبعينيات القرن الماضي، الى جانب شقيق رئيس الوزراء يوني نتنياهو، الذي قتل في عملية عينتيبي في اوغندا عام 1976. وانضمّ الى الموساد في اعقاب خدمته في الجيش بصفة كادر تقني، حيث كان مسؤولا عن اجهزة التنصت والتصوير، الى ان وصل الى رئاسة شعبة العمليات التنفيذية، (نبيعوت). وادى ادوارا ادارية واركانية في الموساد، غير انه لم يكن يملك خبرة كبيرة في مجال تحديد عملاء وتجنيدهم وتشغيلهم. وكان له دور مركزي في عمليات الموساد عندما تولى مرتين منصب نائب رئيس الجهاز، من نهاية عام 2002 حتى عام 2005، حين كان مسؤولا عن مديرية العمليات، التي انشأها دغان لتوحيد الوحدات العملياتية، بما فيها وحدات التكنولوجيا، وتلك المسؤولة عن تشغيل العملاء وتنفيذ عمليات خاصة. وفي نهاية العام 2009 قدّم استقالته من جهاز الموساد بعد ما ابلغه دغان بانّه لن يوصي عليه لخلافته في رئاسة الجهاز وانضم الى احد رجال الاعمال الاسرائيليين، نوعام لانير، وعمل معه، حتى تمّ تعيينه قبل يومين في المنصب الجديد.
من ناحيته رأى المحلل يوسي ملمان في صحيفة 'هآرتس' انّ عمل الرئيس الجديد للموساد، وفق المعلومات الاجنبية في وحدة (نبيعوت) مكنّه من التعرف على عالم التصنت والتصوير عن قرب، لانّ هذه الوحدة مسؤولة عن زرع الكاميرات واجهزة التصنت في اماكن سرية للغاية، بالاضافة الى ذلك، قالت صحيفة 'هآرتس' انّ فريدو شغل العديد من المناصب القيادية في وحدة التكنولوجيا التابعة للموساد، واشار ملمان الى انّه في العام 2006 خرج فريدو في جازة من الموساد وشغل منصب المستشار الخاص في هيئة الاركان العامة لشؤون العمليات، وبالتحديد في الجبهة الشمالية، اي ضدّ حزب الله وسورية، واشارت الصحيفة العبرية الى انّ فريدو هو خريج جامعة تل ابيب في قسم التاريخ والعلوم السياسية، بالاضافة الى المامه الواسع بموضوعي الفيزياء والرياضيات.
وقال المحلل ملمان انّ المهمة الاولى لفريدو ستكون تهدئة الامور في الموساد، على خلفية تمديد فترة دغان عدّة مرات، وخدمته لمدة 8 سنوات في رئاسة الموساد، الامر الذي ازعج العديد من قيادات الوحدات داخل الجهاز، والذي هددوا بالاستقالة من مناصبهم، اذا تمّ التمديد مرّة اخرى لدغان. ولكنّ ملمان اشار الى انّه من ناحية العمليات فانّ الرئيس الجديد سيواصل تنفيذ ارث دغان، وهو تحويل جهاز الموساد الى جهاز صاحب قدرات دولية في تنفيذ العمليات الجريئة خارج الدولة العبرية، بالاضافة الى ذلك، فانّ المهمة الرئيسية والمركزية للرئيس الجديد ستكون العمل على وقف تطوير البرنامج النووي الايراني، وهي المهمة التي بدأ بها دغان، وحسب المصادر الاجنبية سجّل فيها انتصارات كبيرة.