تل ابيب
أصداء إعلان الإدارة الأميركية عن فشل جهودها الرامية إلى حمل إسرائيل على تمديد تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية، وترحيل 150 مواطناً سودانيًا من إسرائيل، وفتوى دينية تحرم بيع أو تأجير الشقق السكنية لغير اليهود في إسرائيل... موضوعات نعرض لها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الإسرائيلية.
فشل الوساطة الأميركية
تحت عنوان quot;على نتنياهو أن يصغي للولايات المتحدةquot;، علقت quot;هآرتسquot; ضمن عددها ليوم الأحد الماضي على إعلان الإدارة الأميركية عن فشل جهودها الرامية إلى حمل إسرائيل على تمديد تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية؛ مشيرة في هذا الإطار إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية أسرعت في الوقت نفسه إلى التشديد على أن موقف الإدارة الأميركية من لا شرعية البناء في المستوطنات، إضافة إلى الضرر الذي يلحقه بمستقبل إسرائيل وعملية السلام، لم يتغير. وبعد ما أشارت إلى أن الضغط الدولي ما فتئ يتزايد على إسرائيل في ضوء اعتراف عدد متزايد من البلدان، مثل البرازيل والأرجنتين والأوروجواي، بدولة فلسطينية داخل حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؛ والرسالة التي بعث بها 26 زعيماً ومسؤولاً سابقاً من الاتحاد الأوروبي ينددون فيها بالسياسة الإسرائيلية ويعبرون عن دعمهم لجهود السلطة الفلسطينية لبناء أسس دولة مستقلة، أشادت الصحيفة بالوعد الذي أطلقته كلينتون من أن الولايات المتحدة ستلعب دوراً مركزياً في الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق حول تأسيس دولة فلسطينية، وستقوم بعرض مقترحات توافقية على طرفي النزاع.
ورجحت الصحيفة أن تدفع رسالة الإدارة الأميركية، التي تأتي وسط تعالي أصوات المجتمع الدولي، نتنياهو إلى النهوض والخروج من حالة الرضا عن الوضع الراهن، وتذكِّر وزير الدفاع الإسرائيلي وزملاءه في حزب quot;العملquot; بالأسباب التي دفعتهم إلى الانضمام إلى هذه الحكومة quot;اليمينيةquot;، واعتبرت في ختام افتتاحيتها أنه يجدر بنتنياهو أن يأخذ إعلان كلينتون من أن واشنطن ستطالب الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بإظهار قدر أكبر من المرونة بخصوص قضايا النزاع الجوهرية على محمل الجد، مضيفة أنه إذا كان نتنياهو يسعى إلى التمسك بما تبقى من ثقة الجمهور والمجتمع الدولي في رؤيته لتسوية النزاع مثلما عبر عنها في خطاب جامعة بار إيلان، فعليه أن يكف عن لعب لعبة quot;الغميضةquot;، ويقدم مقترحه لاتفاق حول الوضع النهائي خلال زيارة المبعوث الأميركي جورج ميتشل للمنطقة.
ترحيل سودانيين
صحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; أفادت ضمن عددها لأمس الثلاثاء بقيام السلطات الإسرائيلية بترحيل 150 مواطنًا سودانيًا من مطار بن جوريون إلى بلد أفريقي يوم الاثنين ليلًا، في طريقهم إلى بلادهم. وتقول الصحيفة إن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إعادة مواطنين سودانيين إلى وطنهم، ولكن تنظيم هذا العدد الكبير من المتسللين في رحلة خاصة يعد أمراً غير مسبوق؛ وقد تم التنسيق بشأنه بين مسؤولين إسرائيليين ومنظمة مسيحية تتعامل مع المهاجرين من جنوب السودان في إسرائيل، ومعظمهم من المسيحيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنه من السابق لأوانه معرفة ما إن كان سيتم ترحيل متسللين آخرين إلى الخارج، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بـquot;موضوع حساس للغايةquot;. وقد شددت إسرائيل على أن العملية برمتها تم التنسيق بشأنها مع الأمم المتحدة. وقال ممثل الأمم المتحدة في إسرائيل إن quot;عددا صغيراً من الأشخاص طلبوا العودة، وجميعهم فعلوا ذلك بمحض إرادتهمquot;. ولكن منظمات المساعدة عارضت عملية الترحيل، وقالت متحدثة باسم إحدى هذه المنظمات: quot;إن لدى الناس الحق في اختيار المكان الذي يريدون الذهاب إليه؛ واعتبارهم عمالاً مهاجرين أمر غير عادل. لقد سعوا إلى وضع لاجئ لأنهم قدموا من أماكن تفتقر إلى الأمن والحمايةquot;.
quot;لا بديل للحوارquot;
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; افتتاحية عددها أمس الثلاثاء وخصصتها لتحليل تزايد الضغط الدولي على إسرائيل من أجل الانخراط بجد في تسوية النزاع مع الفلسطينيين، ومن ذلك اعتراف عدد متزايد من البلدان بدولة فلسطينية والرسالة التي وقعها 26 زعيماً سابقاً من الاتحاد الأوروبي. وفي رد فعلها، اعتبرت الصحيفة أن القاسم المشترك بين هذه الضغوط هو تجاهلها للحاجة الماسة لاتفاق متفاوض عليه بشأن المسائل الأكثر استعصاء على الحل - مثل وضع القدس، ومصير اللاجئين الفلسطينيين، وترسيم الحدود ndash; يجلب نهاية معترفاً بها دولياً لقرن من النزاع. وفي هذا السياق، ترى الصحيفة أنه فقط عبر الحوار يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين أن يأملوا في التوصل لاتفاق دائم يقوم على الاحترام والاعتراف المتبادل، زاعمة بأنه لا يكفي أن تكون إسرائيل راغبة في تقديم تنازلات مؤلمة وأن على الفلسطينيين أن يظهروا مرونة أيضاً، مشيرة في هذا السياق إلى تشديد الجانب الفلسطيني على حق عودة اللاجئين كمثال على quot;التصلبquot; الفلسطيني.
وتزعم الصحيفة أن الخلاصة الوحيدة التي يمكن الخروج بها عندما يتم التأكيد على مثل هذه المواقف من جانب الفلسطينيين هو أن القيادة الفلسطينية quot;غير مهتمة بالمصالحةquot;، وquot;ليست مستعدة لبناء دولة مستقلة تستوعب لاجئيها على النحو الذي استوعبت به الدولة اليهودية مئات الآلاف من لاجئيها من الشرق لأوسط وشمال إفريقياquot;. ثم ختمت بالقول: quot;إن ثمة تشاؤماً يمكن تفهمه على الجانبين بخصوص الطريق إلى الأمام؛ غير أنه يجب أن يكون الأمر واضحاً للجميع: لا بديل لحوار جوهري واتفاق متفاوض عليهquot;.
quot;تزوير القانون اليهوديquot;
صحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; نشرت ضمن افتتاحية عددها ليوم الاثنين مقال رأي للحاخام أبراهام، الأستاذ بمعهد دراسات التوراة بجامعة بار إيلان، ينتقد الفتوى الدينية التي تحرم بيع أو تأجير الشقق السكنية لغير اليهود، والتي وقع عليها العشرات من الحاخامات في المدن الإسرائيلية. وقد انتقد الكاتب بشدة هذه الفتوى، معتبراً أن الأمر يتعلق بـquot;كتيب سياسيquot; مليء بالتفسيرات المحرفة وأن إعلان الحاخامات يمثل تفسيراً خاطئاً للتوراة، ودعا محرري تلك الوثيقة إلى quot;العودة إلى مقاعد الدرس بدلاً من تدريس القانون اليهودي في إسرائيلquot;.
ويقول أبراهام إن القانون اليهودي يعترف بتعقيدات الواقع، وإن الأحكام الدينية يُفترض أن تكون مبنية على رؤية واسعة، وليس على صورة تبسيطية، مشدداً في ختام مقاله على أن quot;فن التفسيرquot; القانون اليهودي هو مزيج بين المصادر الأصلية والتطبيق في ظل الظروف المتغيرة. أما الذين لا يفهمون ذلك، quot;فليس لديهم فكرة عن معنى القانون اليهوديquot;.
إعداد: محمد وقيف
التعليقات