نيويورك
أعد نيكولاي أوروسوف تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تحدث فيه عن مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، والتي من المتوقع إقامتها على مسيرة ساعة من مدينة جدة على مساحة قدرها 65 ميلاً مربعا بالقرب من البحر الأحمر.
وهذه المدينة التي سيسكنها نحو مليوني نسمة هي النسخة الشرق أوسطية للمناطق الاقتصادية الخاصة التي ازدهرت في أماكن مثل الصين، وهي إحدى أربع مدن سيتم تخطيطها وإقامتها في صحراء المملكة لتكتمل بحلول عام 2030. وتأتي إقامة هذه المدن الجديدة في أعقاب إقامة أول جامعة مختلطة العام الماضي، وكذلك المنطقة التجارية التي تُقام حالياً بضواحي العاصمة الرياض.
ويحاول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز توفير أكثر من مليون فرصة عمل جديدة و4 ملايين مسكن خلال السنوات العشر القادمة لمصلحة الشباب السعودي الذي يبلغ نحو 13 مليونا، أو ما يُقدر بنصف سكان المملكة. إذ يأمل العاهل السعودي أن يقلل اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط، وأن يديره طبقة جديدة من الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال القادرين على التعامل في الأسواق المفتوحة. ولتحقيق ذلك، تحتاج الحكومة السعودية إلى فتح الباب أمام الحداثة الغربية، أو على الأقل تحجيم حالة التحفظ التي يعيش بها المجتمع السعودي.
وفكرة الحكومة السعودية هي إقامة جزر ينتشر منها التغيير تدريجياً دون إزعاج القوى المتحفظة في البلاد. وإذا نجحت هذه الخطة، فقد تتحول السعودية إلى مجتمع متقدم تقنياً تحكمه سلطة دينية أكثر تسامحاً. أما الاحتمال الأسوأ فهو أن يثير التغيير العنف ومن ثم قمع الحكومة.
وتبدو المملكة دولة حديثة على عدة أصعدة. فقد أُقيمت العاصمة الرياض في الستينات بشكل حديث، وهو ما تؤكده ناطحات السحاب الشهيرة فيها مثل برج الفيصلية والمملكة وغيرها. إلا أنه خلف هذه الحداثة، يعكس تركيب المدينة الفكر المتشدد. حيث يُحظر الاختلاط العلني بين الرجال والنساء في اغلب المناطق. أما في المدن الاقتصادية الجديدة التي تتم إقامتها حالياً، فلا تشير مخططاتها الحالية إلى أنها ستحظر الاختلاط بين الجنسين، ربما لأن طابع تلك المدن يهدف إلى استقطاب الغربيين والشباب السعودي الذي درس في الخارج.
التعليقات