عبدالله بن بجاد العتيبي
فازت قطر بحق تنظيم مونديال كأس العالم للعام 2022م، أي بعد 11 عاما من الآن، وقد كان فوزها بهذا التنظيم مجيدا؛ فهذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها كأس العالم في العالم العربي والشرق الأوسط بأكمله.
توالت التهاني على قطر بهذا الإنجاز، وهي تستحق التهنئة، وقد التقى على التهنئة بهذا الإنجاز الجميع؛ السياسيون والمثقفون ورجال الدين والرياضيون وعامة الناس في المنطقة. لقد جمعت بوتقة الإنجاز المختلفين، فهذا القرضاوي يرى أن في هزيمة قطر لأمريكا ـ رياضيا ـ إنجازا يستحق الإشادة، بل يضيف أنه كان يدعو بهذا زمنا طويلا!
الإنجاز والنجاح مشروعية كبرى على كافة المستويات؛ السياسية والاقتصادية والرياضية والثقافية وغيرها كثير. فالإنجاز تحقيق للطموح وثمرة للجهد، والنجاح خير رد على مزايدات المزايدين وتمحكات المخالفين، وفوق هذا كله فالإنجاز يزيد اليقين بقدرة العمل الدؤوب والمبدع على تحقيق الأحلام، وهو بهذا ينعش الأمل الذي هو الوقود الرئيس لأي عمل.
مشروعية الإنجاز على المستوى السياسي تفوق كثيرا من المشروعيات الأخرى في كثير من البلدان، وعلى المستوى الاقتصادي تطغى على غيرها، وعلى المستوى الثقافي تتجاوز في تأثيرها الكثير من الإحباطات الثقافية والحضارية، وتمنح الدافع والحرص على تقديم الأفضل والأكمل، وعلى المستوى الرياضي يكفي ما تقدم من الحديث عن قطر وإنجازها العالمي، الذي ستستفيد منه دول المنطقة أجمع، وها نحن نرى بلاتر يطوف في المنطقة لتأمين هذا الانتشار والتأثير الذي تريده الفيفا.
إن الإنجاز في حد ذاته يمنح سعادة دافعة للعمل، وحبورا داعما للتطوير، وثقة مغرية بالمزيد، ومن هنا يأتي اهتمام البشر بتكريم المبدعين وتشجيع الناجحين وتأييد المبرزين في كل مجالٍ وكل اختصاص.
إذا كان المبدعون خلاقين بطبيعتهم، ومتميزين بقدراتهم، فإنهم حين يتهيأ لهم الجو المناسب والتشجيع المحفز يعطون أقصى قدراتهم على الإبداع والتميز، على الخلق والتطوير، على البناء والتجاوز، ومن هنا فإن العناية بتطوير المجتمعات ابتداء من الشأن التعليمي والتربوي وصولا إلى التحفيز على الإبداع والإنتاج المختلف والمشرف في كافة المجالات مهمة صعبة وشاقة، ولكنها لذيذة النتائج عظيمة الأثر، واسألوا قطر.
التعليقات