أنس زاهد

لا أدري لماذا يتوقف بعض الكتاب والمثقفين العرب عند تسمية إيران للخليج العربي بالخليج الفارسي، وكأن هذه التسمية جديدة!
طبعًا من حق الدول العربية أن تطلق على الخليج اسم الخليج العربي، لكن الإيرانيين يرون أنهم يمتلكون نفس الحق باعتبار أن بلادهم تطل على كامل الساحل الخليجي. ما المشكلة إذن في أن نسمي نحن الخليج بالخليج العربي، ويطلقون هم عبارة الخليج الفارسي طالما أن كلا من العرب والفرس يطلان بالتساوي على الخليج؟
طبعا الموضوع لا يحتمل كل هذا اللغط والجدل والاستعداء، وهو لا يحتمل أيضا تلك الاستنتاجات الخطيرة التي توصل إليها بعض المروجين لمرض (إيران فوبيا).
العجيب أن تسمية الخليج الفارسي كانت ولا تزال جزءا من الثقافة الوطنية والسياسية في إيران منذ عهد نظام الشاه، لكن أحدا من عباقرة التحليل السياسي الذين يريدون إقناعنا بأن إيران وليست إسرائيل هي مصدر الخطر والتهديد، لم يفتح فمه بكلمة واحدة في عهد الشاه عن هذا الموضوع. والأعجب أن أحدا من هؤلاء لم يتحدث عن الاتفاقية التي وقعها نظام صدام حسين البائد مع نظام الشاه حول مياه شط العرب. كما أن أحدا لم يجرؤ على انتقاد صدام حسين لتفريطه في (حقوق) العرب والعراقيين في شط العرب عند توقيع تلك الاتفاقية.
وحتى بعد أن تراجع صدام حسين وأخل بالمواثيق والعهود الدولية وقرر نقض الاتفاقية وأعلن حالة الحرب على إيران لاسترداد حق العراقيين في شط العرب بمجرد سقوط نظام الشاه، فإن أحدا من منظري آخر زمن لم ينتقد صدام حسين الذي كلفت حربه العبثية تلك منطقتنا ملايين الضحايا بين قتلى وجرحى بالإضافة إلى عشرات مليارات الدولارات.
بدون شك فإن هذا اللغط حول موضوع تسمية إيران للخليج بالخليج الفارسي، إنما هو محاولة لإثارة حساسيات من لا شيء. وبالتأكيد فإن المستفيد الحقيقي والوحيد من هذا اللغط المفتعل هو الطرف الإسرائيلي، ويبقى العرب والإيرانيون هما الطرف الخاسر الوحيد.
المسمى الوحيد الذي يشكل خطرا حقيقيا على الأمن القومي العربي، هو مسمى إسرائيل الذي حل بدلا من فلسطين عند البعض.