أمستردام

أصدر مجموعة من علماء المسلمين بيانا ضد انفصال جنوب السودان ذلك البد الذي عاني طويلا من الحروب الأهلية في الجنوب والشرق والغرب، والذي يحاول الخروج من أزمته بتنفيذ إجراءات تفضي إلي التحول الديمقراطي اثر توقيع اتفاقية السلام الشامل مع ا لحركة ا لشعبية في جنوب السودان، وذلك بإجراء انتخابات عامة مقرر لها في شهر ابريل من هذا العام. يعقب ذلك استفتاء حول جنوب السودان بشأن تقرير المصير مقرر له أن يجري العام المقبل 2011.

وقع البيان مجموعة علماء المسلمين والأساتذة الجامعيين وأئمة المساجد والدعاة في عدد من دول العالم من بينها دول مثل مقدونيا والجبل الأسود، تركيا، الهند، كوسوفو، إضافة للدول العربية مثل سوريا، البحرين اليمن، السعودية لبنان إضافة لعلماء وشخصيات من السودان.

من النقاط الأساسية التي ركز عليها البيان هو اعتبار السودان بلدا مسلما وبوابة للإسلام نحو إفريقيا السوداء لا يجب تركه فريسة لأعداء الإسلام. وذلك في إشارة للتحولات التي يمكن أن تحدثها الانتخابات الرئاسية والعامة والاستفتاء المزمع عقده بشأن تقرير مصير جنوب السودان. حيث أورد البيان عدم جواز ترك ارض خاضعة لسلطان المسلمين ليقيم عليها الأعداء.


كما شدد البيان على عدم جواز الإقرار بتقرير المصير، الذي قال عنه الموقعون على البيان بأنه مرفوض شرعا.أما النقطة الثالثة في البيان فتقول بعدم جواز خذلان المسلم في الشمال السودان لأخيه في الجنوب في حالة اختيار الجنوب الانفصال في الاستفتاء المقبل في العام 2011.

يجئ هذا البيان في وقت ترتفع فيه أصوات بعض علماء المسلمين في السودان أيضا بالمناداة بدعم الرئيس الحالي البشير في الانتخابات القادمة باعتبار الأقرب إلى (الله)، وهو نداء قد يحول الانتخابات العامة المقبلة إلي معركة دينية بين مناصري الشريعة والداعين إلى إقامة دولة مدنية تسودها المؤسسات ويحتكم فيها الناس للمبدأ الديمقراطي.

كما يجئ البيان في وقت أبدت فيه أمريكا قلقها من تدفق الأسلحة على جنوب السودان، وهي أسلحة ربما تستخدم في زعزعة الاستقرار في الجنوب الذي يعاني أصلا من عنف قبلي مسلح. إلا أن سفير السودان بالأمم المتحدة نفى هذه المزاعم بمد الشمال للجنوب بالأسلحة، واصفا إياها بأنها مزاعم غير مسئولة. كما أن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تتولى قيادة جنوب السودان بشكل شبه مستقل، كانت قد وجهت مرارا اتهاماتها للمؤتمر الوطني في الشمال بقيادة الرئيس البشير بتسليح ودعم القبائل المناوئة لزعزعة الاستقرار في الإقليم. يحدث هذا في الوقت الذي تسعى فيه الحركة أيضا للتسلح حيث أوردت الأخبار تدفق أسلحة ثقيلة على جنوب السودان.

في اتصال هاتفي لإذاعة هولندا العالمية بالدكتور علي الصلابي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة قطر، قال إن وحدة السودان أمر ضروري ولا يمكن تخيل السودان دون جنوبه وهو ما يرمي إليه العلماء في بيانهم. وبسؤاله عن رأيه في حالة إذا ما قرر جنوب السودان الانفصال ؟ أكد أنه إذا جرى استفتاء نزيه ولم تتدخل القوى الخارجية التي تستهدف السودان فإن الجنوب سيختار الوحدة. واصفا فرضية الانفصال بأنها مستحيلة.

من جانب آخر قال القيادي بحزب الأمة وكيان الأنصار عبد المحمود أبو لإذاعتنا إن الصراع دائر حاليا في السودان هو صراع سياسي، أما مجموعة العلماء المسلمين التي أصدرت البيان فقد وصفها عبد المحمود بأنها تأثرت بعلماء سودانيين تلقوا تعليمهم في بلدان عربية لا تعرف التعددية الإثنية التي تتميز السودان وتدين كلها بالإسلام. واصفا المفاهيم التي وردت في البيان بأنها جزافية ولا تنطبق على الواقع السوداني.
بخصوص مسألة تقرير المصير يقول القيادي بحزب الأمة بأنها أفضل الشرور، أي أنها أفضل من الحرب التي مزقت السودان، واصفا تقرير المصير بأنه حق سياسي مقبول ولديه سند يبرره يتمثل في مبدأ تخفيف الضرر.
أما عن المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة عمر البشير فهو سيخوض الانتخابات المقبلة وكله ثقة في فوز البشير بالرئاسة، وقد ذكر على كرتي وزير الدولة بوزارة الخارجية إن حزبه يسعى للحفاظ علي استقلال البلاد واستقلال قرارها ومواردها. واصفا فلسفة حزبه بالقول:

quot; لدينا خصوصية التوجه الإسلامي، لا نفرضها على احد ولكن نعتقد أنها الأنسب لشعب غالبيته مسلمة، دون انحيازquot;