نتنياهو فهم الأسد الأب laquo;لكنني بكل بساطة لا أفهم الأسد الابنraquo;

القدس - محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة

صعّد وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، من لهجته ضد سورية، وحذر الرئيس بشار الاسد من انه laquo;سيخسر الحرب والسلطةraquo;، اذا ما وقعت حرب جديدة بين البلدين، فيما اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، انه مستعد للقبول بوساطة من اجل استئناف مفاوضات السلام بين الدولة العبرية وسورية، والمجمدة منذ اكثر من عام.
وقال ليبرمان امام جامعة laquo;بار إيلانraquo;، ان laquo;رسالتنا يجب ان تكون واضحة للاسد: عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط بل ستخسر السلطة ايضا، انت وعائلتكraquo;. واضاف ان الاسد laquo;لا تهمه ارواح الناس ولا القيم الانسانية، وانما يهتم بالسلطة فقطraquo;.
وتابع: laquo;للاسف لم يحصل حتى اليوم تلازم بين الهزيمة العسكرية وخسارة السلطة. (الرئيس المصري السابق) جمال عبد الناصر خسر الحرب (في 1967) لكنه مع ذلك ظل في السلطة، وكذلك الامر بالنسبة الى (حافظ) الاسد (والد الرئيس السوري الحالي) الذي خسر الحرب وبقي في السلطةraquo;.
وكانت التهديدات المتبادلة، بدأت بعد تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، بأن احتمالات الحرب ستتزايد في حال عدم استئناف المحادثات، وأن حربا بين الدولتين قد تتطور إلى حرب إقليمية.
ورد على ذلك وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه نظيره الاسباني ميغيل موراتينوس، بدعوته إسرائيل إلى اختيار طريق السلام، وقال ان في حال نشوب حرب فإن الحرب ستصل إلى مدن إسرائيل، ملمحاً إلى استهدافها بالصواريخ.
كما قال الأسد، خلال لقائه موراتينوس، اول من أمس، إن إسرائيل ليست جدية في نيتها بالتوصل إلى سلام وجميع المؤشرات تدل على أنها تدفع المنطقة في اتجاه حرب.
وأصدر مكتب نتنياهو، ليل الاربعاء، بيانا، ذكر فيه أن laquo;تصريحات القيادة السورية مؤسفة للغاية والواقع معاكس تماما، فقد صرح رئيس الحكومة مرات عديدة بأنه سيكون مستعدا في أي مكان في العالم وفي أي ساعة أن يفتح محادثات سلام مع سورية من دون شروط مسبقةraquo;، في إشارة إلى رفض إسرائيل التعهد بالانسحاب من هضبة الجولان في نهاية المفاوضات.
وذكرت صحيفة laquo;هآرتسraquo; امس، أن نتنياهو قال خلال لقائه موراتينوس، قبل ايام، laquo;فهمت جيدا الأسد الأب، الذي أجريت معه مفاوضات (خلال ولاية نتنياهو الأولى) لكن للأسف فإنني بكل بساطة لا أفهم الأسد الابن، وأنا لا أعرف ما الذي يريدهraquo;.
في سياق متصل، قرر المدير العام السابق للخارجية الإسرائيلية ألون ليئيل، امس، التنازل عن جواز سفره الديبلوماسي، في أعقاب تهديدات ليبرمان لسورية، وإهانة نائب وزير الخارجية داني أيالون للسفير التركي في تل أبيب أحمد أوغوز تشليك كول.
ونقل موقع laquo;يديعوت أحرونوتraquo; الالكتروني عن ليئيل، الذي يرأس حاليا laquo;الحركة من أجل سلام إسرائيلي سوريraquo;، laquo;يوجد هنا تراكم في تحقير الديبلوماسية الإسرائيلية من خلال الخطوات الأخيرة، وأنا لا اشعر نفسي كمن ينتمي لهذا التحقير، ولا أستطيع التجول في العالم حاملا جواز سفر ديبلوماسيا إسرائيليا، وكل هذا الاستفزاز لجيراننا وأصدقائنا أيضا ليس مقبولا منيraquo;.
وقال إن laquo;الشروع في سياسة عدوانية واستفزازية، هو شيء لم أتربَ عليهraquo;.
كما تسارعت ردود الفعل في صفوف المعارضة المنددة بتهديدات ليبرمان، ودعا حزب laquo;كاديماraquo; المعارض، نتنياهو إلى كبح ليبرمان ولجمه، قائلا ان laquo;حكومة نتنياهو تلعب بالنارraquo;.
وقال القيادي في laquo;كاديماraquo; وزير الدفاع السابق شاوول موفاز، إن laquo;اقوال ليبرمان غير مسؤولةraquo; ودعا إلى العمل من أجل استئناف المفاوضات مع سورية.
كما هاجم حزب العمل، الشريك في الحكومة، تصريحات ليبرمان، وقال النائب ايتان كابل إن laquo;على رئيس الحكومة أن يوقف المحرض على الحرب ليبرمان ولا يمكن أن يتولى منصبا بالغ الحساسية (أي وزير خارجية) شخص يفتقر للتفكير ولا يفهم أهمية السلام مع سورية وأخطار الحرب معهاraquo;.