laquo;لغزraquo; سقوطها كشف عن خطأ بشري لا عمل إرهابي

بيروت

laquo;خلص انتهينا... الله يرحمناraquo;، عبارة أخيرة قالها كابتن الطائرة الإثيوبية لمساعده قبيل ثوان قليلة من سقوطها قبالة شاطئ بيروت في 25 يناير الماضي، وشغلت لبنان الذي بدأ يتهيأ لقفل ملف تحطّم laquo;البوينغ 737 ـ 800raquo; على laquo;خطأ بشريraquo; ارتكبه طاقمها وكان وراء laquo;الفاجعةraquo; وليس عملاً إرهابياً.
وجاءت هذه العبارة التي كشفها صندوق التسجيلات الصوتية للمحادثات في قمرة قيادة الطائرة التي تم الاستماع اليها في فرنسا، معطوفة على المعطيات الأولية التي حملها تفكيك محتويات laquo;الصندوق الأسودraquo;، لتقدّم اول صورة شبه laquo;رسميةraquo; لملابسات السقوط الكارثي لـ laquo;الإثيوبيةraquo; التي كانت تحمل على متنها 90 راكباً بينهم 54 لبنانياً.
وفيما تسلمت شركة الطيران الإثيوبية والحكومة الإثيوبية وشركة laquo;بوينغraquo; الأميركية والمكتب الفرنسي للتحقيق والمنظمة الدولية للطيران والحكومة اللبنانية، نسخا عن التقرير الأولي حول مضمون صندوق التسجيلات، تتهيأ الحكومة اللبنانية لتذيع تقريرها الرسمي المتعلق بحادث تحطم الطائرة والخطوات والجهود التي بذلت من الدولة بوزاراتها ومؤسساتها وأجهزتها كافة laquo;من الألف إلى الياءraquo;، على ان يبقى تحديد المسؤولية والإعلان عنه أمرين منوطين بلجنة التحقيق وبالمعطيات التي تسمح اللجنة بالإفراج عنها.
وكُشف في بيروت ان التقرير الذي حمله فريق المحققين الدوليين، من باريس إلى بيروت تضمن معطيات تتعلق بالتسجيلات الأخيرة في قمرة القيادة، فضلا عن معطيات أولية تتعلق بـlaquo;الصندوق الأسودraquo;.
ونقلت صحيفة laquo;السفيرraquo; عن مصدر موثوق في المكتب الفرنسي للتحقيق في حوادث الطيران، إن كابتن الطائرة قال قبيل سقوطها لمساعده عبارة اخيرة كانت الآتية: laquo;خلص انتهينا... الله يرحمناraquo;، وقد أدلى بها باللغة laquo;الأمهريةraquo;، وهي إحدى اللغات الإثيوبية.
وحسب الاستنتاجات التي توصل إليها الفريق الفرنسي بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، أمكن تحديد الآتي بين الإقلاع والارتطام بسطح البحر:
أولا: انطلقت الطائرة عند الساعة الثانية و37 دقيقة وارتطمت بسطح البحر عند الثانية و41 دقيقة، أي أن رحلتها، دامت فقط أربع دقائق.
ثانيا: دامت عملية سقوط الطائرة منذ ارتفاعها المفاجئ إلى نحو تسعة آلاف قدم وحتى سقوطها في البحر، أقل من دقيقة (نحو 40 ثانية).
ثالثا: ظلت الطائرة حتى ما قبل ارتطامها بسطح البحر، جسما واحدا، وعند لحظة الارتطام انشطرت إلى أجزاء وغرقت في أعماق البحر.
رابعا: تبين أن قبطان الطائرة، طلب من مساعده الطيار تنفيذ أمر ما بعد أن تواصل مع برج المراقبة في مطار بيروت الدولي، وتصرف على أساس أن الأمر نفذ، لكن تبين أن مساعد الطيار، إما لم ينفذ أو نفذ أمرا معاكسا، ما جعل الطيار يقدم على خطوة، جعلته تدريجيا يفقد السيطرة على الطائرة، وهو الأمر الذي جعل المحققين يتوصلون إلى استنتاج أولي مفاده أن laquo;خطأ بشريا في قمرة القيادةraquo; أدى إلى سقوط الطائرة.
خامسا: من الواضح أن قبطان الطائرة ومساعده فقدا في غضون ثوانٍ قليلة القدرة على السيطرة على الطائرة، وهو الأمر الذي عبرت عنه التسجيلات بما فيها العبارة الأخيرة، علماً أنه لم يتبين أن هناك أي خطأ في لحظة الإقلاع من جميع المعنيين، سواء برج المراقبة أو الطيار ومساعده.