محمود مراد

يبدو ان شهر مارس الحالي سيكون علامة مهمة في التاريخ العربيrlm;..rlm; ففي بدايته كان اجتماع وزراء الخارجية العرب ـrlm;3rlm; مارس ـ الذي وافق وأيد المبادرة الأمريكيةrlm;..

rlm; باجراء مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينيةrlm;..rlm; وفي نهايته ـrlm;27rlm; وrlm;28rlm; مارس ـ ستنعقد القمة العربية في مدينة سرت بليبياrlm;.rlm; وما بين هذا وذاك تتلاطم في النهر العربي أمواج هادرة متصلة بما قبلهاrlm;..rlm; غاضبةلمجهول يطمس مستقبلهاrlm;..rlm; وفي ثنايا هذا التلاطم يستشعر العربي انه يكاد يكونrlm;'rlm; المواطنrlm;'rlm; الوحيد في العالم الذي يتعرض لهذه الحالة من الهوان والتلاعب الدوليrlm;.rlm; واذا حاولنا الابتعاد عن الانفعال ـ وهذا فوق طاقة البشر ـ وحاولنا ترتيب الأوراق ولضم القصاصات حتي تتضح الصورة فإننا حتما سنجدها قاتمة تتطلب معجزة تعيد العقول إلي الرءوس وتضع المصالح القومية في مكانها الطبيعي قبل الحزبية والخاصةrlm;.rlm;
ونبدأ بالقمة العربية ومع انها في السياق ستأتي أخر الشهر الا أن موعدها كان معروفا سلفا منذ شهور ومحددا انعقادها في ليبيا بل وهذا هو المهم فان المهتمين بالمنطقة الذين يتربصون بها لتفريغها من المحتويrlm;'rlm; القوميrlm;'rlm; وrlm;'rlm; الثقافيrlm;'rlm; لاستنزافها وتقسيمها وسجنها في مناطق النفوذ وقيودهrlm;..rlm; أدركوا ان هذه القمة ستكون واحدة من القمم الحاسمة لأنها تجئ في وقت نفد فيه الصبر إزاء تحقيق السلام الذي هو ركيزة الاستقرار وبناء علاقات سويةrlm;..rlm; فهاهي اسرائيل مستمرة في مراوغاتها مع الفلسطينيينrlm;..rlm; وكذلك مع السوريين وتتلاعب مع الوسطاء الأمريكيين والأتراك وغيرهمrlm;..rlm; وهاهي أيضا تضرب عرض الحائط بأية قرارات دوليةrlm;..rlm; وتبدي استهانتها بأية قوانينrlm;..rlm; ومع جمود عملية السلام فان القمة مطالبة باتخاذ قرار حاسم وخاصة بالنسبة للمبادرة العربية التي تضمنت تحقيق كل الآمال الاسرائيلية في تطبيع كامل مع كل العرب بشرط تحقبق السلامrlm;..rlm; والي جانب هذه القضية المحوريةrlm;..rlm; فان القمة مطالبة كذلك بالنظر فيما حدث ويحدث في اليمن والسودان ودول أخريrlm;..rlm; كما انها ستركز ـ كما قال لي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي ـ علي المصالحة العربية واستكمالها وتفعيلهاrlm;..rlm; ووضع خطة العمل العربي المشترك في المرحلة القادمةrlm;..rlm; أي انها ستكون قمة هامة لذلك فقد بدأ تحرك القوي المناوئة المتربصةrlm;..rlm; وكما تعودنا ـ منذ ان بدأت اجتماعات القمة في الستينات وحتي الآن ـ فان هذه القوي تلقي بطعم يصنع أملا بحدوث انفراجة حتي تهدئ من حماس القمة فتجيء قراراتها هادئة ناعمةrlm;!rlm;
ومن هنا طرحت الولايات المتحدة الأمريكية ما وصفته بأنه مبادرة جديدةrlm;..rlm; وهو اجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين ـ مقترح ان تكون في واشنطون أو في العاصمة الأردنية عمان ـ بحيث يقيم الطرفان في فندق واحد وينتقل بينهما المبعوث المريكي جورج ميتشيل لحل المشكلات واذابة العقباتrlm;..rlm; وقد قبلت اسرائيل هذا ثم قبلت السلطة الفلسطينية وبارك وزراء الخارجية العربrlm;..rlm; وان كانوا قد حددوا مهلة اربعة أشهرrlm;..rlm; حتي لا تكون المفاوضات بلا نهايةrlm;!rlm;
ومع اتفاقنا علي تحديد هذا السقف الزمني الا أننا ـ أساسا ـ نبدي دهشتنا من اسلوب التفاوض غير المباشرrlm;!rlm; فانه يمكن فهم هذا عندما لا يكون هناك لقاء بين الطرفين مثلما في الحالة السورية مثلاrlm;..rlm; أوrlm;..rlm; كما كان الحال عليه في الزمن القديم منذ محادثات رودس ـ للهدنة ـ سنةrlm;1948rlm; وحتي السبعيناتrlm;..rlm; أما بعد ذلك فلقد التقي الفلسطينيون بالاسرائيليين أكثر من مرة معا هنا وهناكrlm;..rlm; فلماذا هذا الاسلوب ؟ وألم يكن من الأوفق الاجتماع حول طاولة واحدة بحضور المبعوث الأمريكيrlm;..rlm; لتكون المحادثات أسرع والمواجهة أوضح ؟ ولماذا لا يكون ذلك بحضور مبعوثين ـ مصري واردني مثلا ـ لتمثيل العرب ؟ ثم من الذي يضمن هذا السقف الزمني وماذا يحدثrlm;..rlm; اذا طلب الجانب الأمريكي ـ بثقله ـ ان تمتد الفترةrlm;..rlm; ثم تمتدrlm;..rlm; حتي يحين أقرب الأجلينrlm;!!rlm; ولماذا لم يدعم الوزراء التفسيرات التي طلبها الرئيس الفلسطيني ابو مازن من واشنطون ولم ترد عليه حتي الآن وهي ـ كما قيل لي من أحد معاونيه ـ ضمان جدية اسرائيلrlm;..rlm; وما هي مرجعية المفاوضاتrlm;..rlm; هل هي خريطة الطريقrlm;..rlm; أم قرارات مجلس الأمن والجمعية العامةrlm;..rlm; وهل الهدف هو مناقشة قيام دولة فلسطينية علي حدود يونيوrlm;1967rlm; ثم ما هو موقف واشنطن اذا لم تستجب اسرائيلrlm;..rlm; هل ستعلن هذا؟rlm;..rlm; هل ستبلغ مجلس الأمن ولا تستخدم الفيتو ضد قراراتهrlm;!rlm; ؟
وفي يقيني ـ مع كل الأمل في ان اكون خاطئا ـ ان هذه المفاوضات لن تسفر عن الحلrlm;..rlm; ومن ثم فانه لابد للقمة العربية ان تحدد موقفهاrlm;..rlm; بمعني انه اذا كانت ستدعم المبادرة الأمريكية ـ استطرادا لقرار مجلس الوزراء العرب ـ فانها لابد ان تعلن انه اذا مضت فترة الأشهر الأربعة دون نتيجة ايجابية يرضي عنها العربrlm;..rlm; فان القمة تعلن تجميد المبادرة العربيةrlm;.rlm;
ويتحتم علي القمة ألا تتخطي الألغام الموضوعة في طريقهاrlm;-rlm; بالالتفاف حولهاrlm;-rlm; لتنجو من الانفجار وانما ان تبطل مفعولها تماماrlm;..rlm; وهذا يستوجب اتمام المصالحة بين الدولrlm;..rlm; فان مصر مثلا هي الأكثر حرصا علي سورياrlm;..rlm; وسوريا لا يمكن ان تخلع مصر من قلبها أو تجد لها بديلاrlm;..rlm; فالبلدان أكثر من شقيقين وعلاقاتهما تاريخية منذ آلاف السنينrlm;..rlm; وكذلك فان العلاقات عضوية بين سوريا ولبنانrlm;..rlm; ولا يمكن ان تعيش قطر في معزل عن العربrlm;..rlm; ولا يوجد بلد عربي ضد قطرrlm;..rlm; وهكذا فان المنظومة العربية يتحتم ان تتكامل ويعرف كل طرف فيها ان خلاصه ومستقبله هو في داخل المنظومة وليس ابدا خارجهاrlm;..rlm;
وأخيراrlm;..rlm; فان القمة ينبغي ان تعتمد أساليب عديدة للتحرك الي جانب التحرك التقليديrlm;..rlm; واذا كان الأمين العام للجامعة قد تحرك الي السودان ـ في ضوء قرارات رسمية سابقة ـ فقد كان تحركه مثمراrlm;..rlm; وينبغي اعطاء الفرصة لتحركات اكثر في مجالات أخري حتي نستثمر كل امكانياتناrlm;..rlm; ولا نترك الساحة للأخرينrlm;!rlm;