الكويت - بدور المطيري

(سحبوا الجنسية يا مناحي) هكذا صرخت نورة التي استيقظت مذعورة من كابوس رأت فيه سحب جنسية زوجها مناحي، والذي منذ التصريح بسحب الجنسية دون تخيير وحتى عن الأبناء، وهي تحاول اقناع زوجها بأن يتنازل عنmedia التابعية السعودية التي حصل عليها منذ الستينات لاعتبارات قبلية متوارثة، حاولت نورة بشتى الطرق اقناعه خوفا على مستقبل أبنائها الكويتيين الذين لا ذنب لهم بتصرف والدهم حيث إنهم لم يعرفوا بلدا سواها، ولكن مناحي مصرٌّ على الرفض وعلى أن خليجنا واحد، لكنه أمام إلحاح و(حنة) زوجته هرب من المنزل وذهب الى الديوانية التي وجد فيها النقاش حول هذا الموضوع على نيران مشتعلة، فمطلق يرى في هذا القرار المانع للازدواج ودون تخيير، أمرا يشير الى ان الحكومة تقصد به البدو وابناء القبائل الذين يشكلون نسبة لا يستهان بها وتريد تقليل عددهم ونفوذهم، بينما يرى عباس الذي رغم أنه في السبعين من عمره ومنذ تجنيسه في 1962 الا أن لهجته الكويتية مكسورة كسرا يصعب تجبيره، فمازالت تحمل نكهة اللكنة الفارسية بشدة، حيث يرى عباس أن المقصود هم ذوو الاصول الفارسية وليس البدو وأبناء القبائل وأنها تريد تقليل عددهم بأي شكل، ليقاطعهم مازن الذي ينتمي الى عائلة كويتية عريقة ذات أصول تاريخية شامية، بأن المقصود بالقرار هم الحضر من العائلات الشامية والعراقيه لإضعاف نفوذهم.


أصبح الجدال على أشده حين أصر مناحي على ان الحكومة لا تستطيع ان تتعاون الا مع دول الخليج لإثبات الازدواجية وتزويدها ببياناتهم بينما لا تستطيع ان تقوم بذلك مع بقيه الدول، مما يعني أن المقصود بذلك هم البدو وأبناء القبائل الذين يشكلون نسبة كبيرة في أهم الوزارات وهي الداخلية والجيش والحرس الوطني والأكثرية منهم أخذوا الجنسيات أبا عن جد غير معترفين بالحدود السياسية بين الدول الخليجية لتبدأ الأصوات تتعالى بحدة، قطعتها ضحكات سالم الهستيرية على حالة الهلع التي سيطرت على رواد الديوانية ليخرج لهم جوازه الأسود الذي في جيبه ويحمل صورته واسم مايكل جورج الذي حصل به على الجنسية الامريكية عبر قطاع المستثمرين ويؤكد لهم أن الحكومه لا تستطيع ان تفرض هيبتها الا على (الحفاي أمثالهم) وأنه خارج قطاع التغطية او التخيير على حد قوله.

ورقة سياسية

ساد الصمت بين افراد الديوانية وهم يهزون رؤوسهم له بالإيجاب، قبل أن يتغير النقاش حول التوقيت في هذا الموضوع الذي يرونه قديما جدا وكرة من النار لمن يقترب منها، ليلمح الجميع بأن هناك لعبة سياسية فرضت وجودها في هذا التوقيت وبهذه الحدة التي لم يعتدها أحد أبدا، وبأن استخدام الولاء كحجة مردود عليه بأنه في حال أي اعتداء على الكويت يقف الجميع صفا واحدا بينما الخلل كان في السنوات الاخيرة وبمنح الجنسية العشوائية لمن لا يستحقها بدعوى الاعمال الجليلة والتي وصلت الى فراشي وسائقي الشخصيات الكبرى!!

بنت بطنها

الوضع لم يختلف في الجلسات النسائية حيث تصدر الموضوع النقاش النسائي وبمجرد أن ذكرت نورة أنها تحاول بشتى الطرق اقناع زوجها بالتخلي عن التابعية السعودية بدأت النساء في استعراض الطرق الممكنة لاقناع الازواج بالتخلي عن جنسياتهم الاخرى والتي توارثوها أبا عن جد قبل تدخل (مارلين) ذات الأصل الشرق آسيوي، لتقول بلهجة كويتية تم طمس معالمها بالكامل وبضحكة عالية (ما راح يسحبون جنسيتي لأني بنت بطنها) والحق بقال بأن مارلين لم تأخذ الجنسية من باب الاعمال الجليلة، بالرغم من انها كانت تعمل راقصة في أحد كازينوهات بلدها!!، لكنها تزوجت من رجل كويتي وبمباركة الحكومة أهداها الجنسية... على طبق من ذهب!!