موفق محادين

كل شيء بمقدار, هذا هو حال الانتخابات العراقية المبرمجة ونتائجها وتداعياتها.. ولم تكن بلا معنى الاعلانات المتقطعة لهذه النتائج, فمرة يتقدم تحالف المالكي ومرة يتقدم تحالف علاوي بفارق مقعد او مقعدين الى ان استقر مؤشر البورصة على سعر الاغلاق الاخير لصالح علاوي بفارق بسيط يفي الغرض.

ومع ان غالبية المتورطين في لعبة الانتخابات الاخيرة يعملون في الوقت نفسه مع اكثر من حاو ولاعب اقليمي ودولي, فلا تعرف جماعة الامريكان من جماعة النفط وايران, الا ان مقتضيات الصراع اخذتنا الى قسمة ضيزى: المالكي مقبول ايرانيا وعلاوي المقبول امريكيا وعربيا وسنيا بل ومن اوساط بعثية رغم ان الرئيس الراحل صدام حسين حاول اغتياله في لندن مرتين ورغم انه سبق المالكي في حملة اجتثاث البعث وفي ملاحقة المقاومة في الفلوجة وصلاح الدين والانبار التي صوت المصوتون فيها لقائمته.

في ضوء السباق الرئاسي على رئاسة الحكومة (فرئاسة الجمهورية محجوزة للاكراد) فان لعبة الكراسي الموسيقية العراقية مصممة كما يبدو لمتسابق ثالث بانتظار انقطاع النفس عند المالكي وعلاوي على حد سواء ذلك ان ما يمكن تسميته بتوازن المصالح والادوات في العراق بين جماعة الامريكان وجماعة ايران, لا يسمح بتكليف اي متسابق مصنف على معسكر بعينه.

وبهذا المعنى, على المراقبين ان يبحثوا عن خيار ثالث مقبول من الطرفين, خاصة ان ايران في وضع لا يساعدها على فرض مرشحها المفضل, وكذلك الامريكان بل ان مقربين من الطرفين راحوا يتحدثون عن توافق مقبول من الاطراف والكتل الرئيسية.

ويلاحظ هنا ان تصدعات المالكي وخصوماته مع رفاق الدعوة السابقين او الوسط الشيعي السياسي لا تعني ان جبهة علاوي اكثر تماسكا فثمة من يدعمه من باب النكاية السياسية والمذهبية.

وفي الختام لا شرعية تحت الاحتلال الا لخيار واحد وحيد, هو المقاومة.