عمان ـ بسام البدارين

اثار عرض فيلم في المدارس الحكومية في الاردن عاصفة من الجدل، خصوصا بعدما تبين ان الفيلم التسجيلي الذي يتعرض للارهاب والتشدد بطريقة درامية منفذ برعاية وزارة الخارجية الامريكية وعبر سفارتها في اليمن منذ عدة اعوام.
وفيلم 'الرهان الخاسر' يربط بوضوح بين الارهاب والرجال الملتحين والتشدد والنساء المحجبات والمنقبات، ويتضمن حسب المعلمة انصاف الحجي مشاهد عنيفة جدا ومفاهيم مغرضة وحوارات مبرمجة على المقاس الامريكي بكل تأكيد ولا تليق بطلبة المرحلة الابتدائية.
ورسالة الفيلم واضحة تماما ومباشرة وهي التحذير من الرجال الملتحين والنساء المنقبات والمحجبات واظهار اللحية والحجاب كعلامة على التطرف والتشدد، وهي مسألة لا تمت بصلة اطلاقا للمجتمع الاردني الذي ترتدي الغالبية الساحقة من نسائه الحجاب وتعتبر اللحية فيه مظهرا طبيعيا للرجل.
وسرعان ما التقطت وسائل الاعلام المحلية القضية التي اثيرت اذاعيا قبل ان تثار صحافيا وسياسيا وتصبح مرشحة للانضمام لقائمة الازمات المتتالية التي يواجهها وزير التربية والتعليم في الحكومة الدكتور ابراهيم بدران.
وعند التدقيق وحسب مصادر 'القدس العربي' تبين ان الملحق الثقافي في السفارة الامريكية في عمان زار عام 2000 وزير التربية والتعليم انذاك وطلب منه تعميم عرض الفيلم على المدارس لكن الوزير وقتها رفض الفكرة وتجاهلها قبل ان تنتعش مجددا.
وقال احد مدراء التربية والتعليم لـ'القدس العربي' ان الوزارة الحالية اصدرت امرا بتعميم الفيلم وعرضه على طلاب المرحلة الابتدائية.
والفيلم منفذ من جانب فريق تمثيل يمني وبطلته الالمانية صوفيا مارتن وممول من مؤسسات مجتمع مدني امريكية ويمنية، لكنه اثار عاصفة اعتراض بمجرد عرضه في بعض مدارس الاردن، فقد انتقدت الامر بشدة صحيفة 'السبيل' الناطقة باسم التيار الاسلامي، وصرح الناطق باسم جماعة الاخوان المسلمين جــــميل ابو بكر بان هذه المسألة خطيرة ولا ينبعي السكوت عليــــها، معتبرا ان وزارة التربية تورطت في مخطط لتشويه سمعة الاسلام وربط الارهاب بالمسلمين.
وازاء الضجة التي اثارها قرص الفيلم المدمج في المدارس اضطر وزير التربية والتعليم للتنصل من الموضوع، وصرح قائلا بانه لا علم لديه بوجود هذا الفيلم اصلا.