اليمن: قبائل العوالق تعلن حماية ابنها 'أنور' وتتحدى أمريكا من المساس بشعرة من رأسه

صنعاء ـ خالد الحمادي

أشاد البروفسور ناصر العولقي، والد الامام الأمريكي اليمني انور العولقي، بموقف مشايخ وشرفاء قبائل العوالق في شبوة وأبين، الذين أصدروا بيانا قبليا يعلنون فيها حماية ابن القبيلة الشيخ أنور العولقي.
وقال لـ'القدس العربي' إن موقف قبائل العوالق كان جيدا ويعبّر عن مدى التلاحم القبلي لحماية ابننا أنور من الملاحقة الأمريكية غير المبررة له. وأوضح أن 'هذا البيان القبلي حُرّر ونشر دون علم مسبق منّي أو تنسيق معي، وبالتالي عبّر عن موقف قبلي واضح لحماية ابن القبيلة من أي تهديدات أو اعتداءات عليه'.
وحول موقفه حيال التهديدات الأمريكية التي تعرض لها نجله والتي وصلت إلى حد إباحة دمه، قال البروفسور العولقي 'أفضّل الصمت في الوقت الحالي، ويكفي ما عبّرت عنه قبائل العوالق من موقف، كما أشيد بتصريحات وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي، التي قال فيها إن اليمن لن تلاحق أنور العولقي وتنظر إليه كواعظ وليس كإرهابي... وأن واشنطن لم تسلم صنعاء أي أدلة ضده'.
وكانت قبائل العوالق في كل من محافظتي شبوة وأبين اليمنية أعلنت حمايتها للإمام الأمريكي اليمني الأصل أنور العولقي الذي تطارده الولايات المتحدة بحجة ضلوعه في الارهاب وحصلت الادارة الأمريكية مؤخرا على إذن تشريعي بإجازة قتله.
وقال بيان قبائل العوالق التي ينتمي إليها الامام أنور العولقي 'إننا ننبه هنا أنه قد اجتمع على عجالة مجموعة من أعيان وشرفاء قبائل العوالق (والعوالق كلها شرفاء) واستنكروا التصرف الأرعن من قبل الحكومة الأمريكية بالسماح بقتل الشيخ البطل أنور العولقي أحد أبناء القبيلة وابن أحد أهم بيوتها وهم مشايخنا'آل فريد بن ناصر'.
وأوضح البيان الذي تسلمت 'القدس العربي' نسخة منه 'إن العوالق قبائل أشداء ومعروفة للقاصي والداني ولن تتخلى عن أحد أبنائها ولهذا فإننا نحذر أي شخص كائنا من كان من مغبة التعاون مع الأمريكان ولو بالكلمة و الوشاية'.
وأكد أنه 'من مسّ شعرة من رأس الشيخ أنور'العولقي'أو تآمر وتجسس على ابننا فإن قبائل العوالق عليا وسفلى في شبوة وأبين لن تقف موقف المتفرج... واننا نحذر من تُسوّل له نفسه أن يبيع ابننا، أنه لن يسلم من بنادق العوالق و نارها'، في إشارة تهديد صريحة للحكومة اليمنية وإلى الأجهزة الأمنية اليمنية.
واختتم البيان القبلي للعوالق بأبيات شعرية تعبر عن قوة القبيلة 'فاحنا عوالق من علق. حنا مسامير الدلق. حنا شرارة من جهنم. من دخل فيها احترق'. وقال 'هذا بلاغ ورسالة وقد أعذر من أنذر'.
والامام أنور العولقي هو نجل الأستاذ الجامعي المعروف في اليمن الدكتور ناصر العولقي وهو الرئيس الأسبق لجامعة صنعاء ووزير الزراعة الأسبق، والتي شهدت الوزارة في عهده تقدما ملحوظا. وتنتمي والدة الامام انور العولقي إلى ذات قبيلة والده ومن أسرة رئيس الوزراء الحالي الدكتور علي محمد مجوّر، حيث يعد الدكتور علي مجوّر بمثابة خال الامام أنور.
وعلمت 'القدس العربي' أن الامام أنور العولقي كان أيضا زميل دراسة في المرحلة الدراسية الأولى للعميد أحمد علي عبد الله صالح، النجل الأكبر للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، في مدرسة آزال النموذجية التابعة لجامعة صنعاء التي أسسها والد الامام أنور، الدكتور ناصر العولقي.
ويرى العديد من المراقبين أن الإدارة الأمريكية قد لا تجد استجابة فاعلة من قبل السلطات اليمنية لملاحقة الامام أنور أو لتوجيه ضربة جوية ضده كما فعلت ضد العديد من العناصر المشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة في اليمن، لعدم وجود مبررات مقنعة وأدلة إدانة ضد العولقي. ويعتقدون أن الذرائع التي دفعت بالإدارة الأمريكية نحو تصعيد موقفها ضد الامام أنور العولقي ليست ناتجة عن ضلوعه في أي أعمال إرهابية، بل راجعة إلى حجم تأثيره الدعوي في الولايات المتحدة وفي الغرب عموما، للحجم الهائل لانتشار خطبه ومواعظه باللغة الانكليزية، الأمريكية اللهجة، والتي تلقى قبولا وانتشارا واسعا في أوساط الشباب المسلم في الغرب.
وعلمت 'القدس العربي' من مصدر في أسرة العولقي أن 'خطب الامام أنور ليست متطرفة على الاطلاق وكلها خطب ومواعظ دينية كلاسيكية مستقاة من القرآن والسنة النبوية، وأغلبها عبارة عن قصص ودروس من حياة الأنبياء والرسل، وبالتالي يفترض ألا تكون مصدرا لانزعاج السلطات الأمريكية منها'.