هاشم عبده هاشم

** باعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) عن حضور (قمة واشنطن للأمن النووي) التي بدأت أمس وتنتهي هذا اليوم ، تكشف إسرائيل عن نواياها الحقيقية في تجاهل جميع الجهود المبذولة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي.. وتقليص ترسانته في مختلف أرجاء الأرض.. ولاسيما بعد الاتفاق الأمريكي الروسي الأخير والذي جسد هذا الاتجاه بهدف الحد من مخاوف الأسرة الدولية من التمادي في إنتاج أسلحة نووية تدميرية جديدة.. كما يحدث الآن في إيران وكوريا الشمالية..

** والسبب الحقيقي في انسحاب نتنياهو من هذه المواجهة يرجع إلى أن إسرائيل لم ولن تكون مستعدة في يوم من الأيام للانخراط في سياسات تؤدي إلى إلزامها بالتوقيع على الاتفاقية الدولية المنظمة لاستخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية..

** كما يكشف عدم حضوره عن تجنب طرح قضية سباق التسلح في المنطقة.. وحصر محاور المؤتمر في تجييش الرأي العام العالمي ضد إيران.. وكوريا الشمالية فقط..

** ومع أن سلوك إيران الحالي.. ومن قبلها كوريا الشمالية لايبدو مطمئناً.. كما انه لايدل على ان الدولتين راغبتان في التوقف عن التوسع في برامجهما النووية ، وهو سلوك مرفوض من كل دول العالم وهيئاته ومنظماته.. إلا أن ذلك لا يجب ان ينسينا ما تقوم به إسرائيل .. وما تتستر عليه حتى وكالة الطاقة الذرية.. وتتجنب الخوض فيه بعض دول هذا العالم الكبرى التي تنتج أسلحة الدمار الشامل بكل مستوياته..

** صحيح أن القمة قد ركزت على خطر وصول السلاح النووي إلى أيدٍ غير مسؤولة ndash; كما وصفتها الدوائر الأمريكية ndash; غير أن الأكثر صحة هو .. أن عدم التطرق إلى مسألة منع انتشار هذه الأسلحة النووية في العالم بشكل عام.. وفي منطقتنا بشكل خاص.. سوف يكون بمثابة مباركة لما تقوم به دول أخرى وفي مقدمتها إسرائيل في هذا الاتجاه..

** وهذا يعني أن هذه القمة لن تضيف جديداً.. في وقت كان يجب عليها ان تقف في وجه إسرائيل وإيران وحتى الهند وباكستان وغيرها.. ممن أصبحت تمتلك مخزوناً هائلاً من أسلحة الدمار الشامل بفضل برامجها المتطورة لإنتاج المزيد منها.. وكذلك بفعل الأطماع المتواصلة للقوى الكبرى في فرض المزيد من الهيمنة على المواقع الحيوية في هذا العالم .. وكأن هذا المؤتمر بتغاضيه عن إسرائيل تحديداً، قد شجع هذا النوع من السباق المحموم.. بكل ما يمكن أن يؤدي إليه من أخطار حقيقية على الأمن والاستقرار في منطقتنا..

** فهل تكون القمة بمثابة تأشيرة مرور للمزيد من إنتاج أسلحة الدمار الشامل.. ومن الذي سوف يتحمل مسؤولية هذا الخطأ التاريخي بعد اليوم..