المدينة المنورة: خالد الجهني
تجبر بعض الأسر بناتها في أعمار صغيرة على ارتداء الحجاب الشرعي مبكراً من أجل تعويدهن عليه فلا يجدن صعوبة في الالتزام به في الكبر , وفي المقابل يرى البعض أن ذلك النهج قد يؤثر عليهن سلبا في الكبر فيرى اختصاصيون في الطب النفسي أن ترك الحرية للفتاة كي تحدد وقت الحجاب أفضل بكثير لأنها ستجد نفسها خلال مراحل النمو الطبيعية أصبحت لافتة لنظرالآخرين فتبدأ باقتناع تام والتزام بتعاليم الدين الإسلامي في ارتداء الحجاب دونما أن يفرضه عليها أحد .
وحول تلك القضية تقول الطالبة بالصف الأول المتوسط (س) الردادي إنها أصبحت في قلق نفسي حيث إن والدتها ترى أنها مازالت صغيرة على تغطية الوجه وعلى العكس والدها الذي يرى أنها أصبحت أنثى ويجب عليها وضع الغطاء على وجهها ولبس العباءة على الرأس.
وتضيف الردادي أنها عندما تخرج من المنزل إلى المدرسة أو تذهب للسوق تبقى حائرة فهل أسدل الغطاء على وجهي أم أخرج بدون حجاب علما بأنني حريصة على وضع الحجاب الشرعي الذي يمليه علي ديني.
وقالت والدة الطالبة إنها بدأت تخاف على نفسية ابنتها حيث إن جميع زميلاتها بالمدرسة كاشفات الوجه لصغرهن وإن أجسامهن أيضا ما زالت صغيرة مضيفة ابنتي أصبحت تواجه كل يوم بتعليقات من المدرسة فيما ما زال والدها يرفض أن تبقى كاشفة الوجه.
وقالت أم عبدالله إن لديها ابنة في الصف السادس الابتدائي وإنها أصبحت في نفسيه متقلبة فهي تريد أن تتخذ قرار وضع الغطاء على وجهها بنفسها فيما يطالب شقيقها الأكبر بألا تخرج بدونه كي لا يضطر لاستخدام العنف معها.
ويرى سعد العلاوي أن الإكراه واستخدام العنف من قبل الوالدين في طلب غطاء الوجه للفتاه أمر غير مجد مفضلا أن توضح لها تعاليم الإسلام بشكل مقنع وأن تعطى مساحة من التفكير في وجاهة ذلك الرأي كي لا تقع فريسة النظرات الطائشة لها.
وتقول الدكتورة أمل أبو العينين أخصائيه الطب النفسي بمستشفي الطب النفسي بالمدينة إن إكراه الفتاه في سن صغيرة على الالتزام بلبس الحجاب ربما ينعكس عليها مستقبلا لأنها تعتبر نفسها منعت من أشياء كثيرة كانت تريد تحقيقها في الكبر.
وطالبت أبو العنين أولياء الأمور بالتروي وحسن النصح وعدم استخدام الأسلوب القمعي مع بناتهم وأن يدعوهن يعشن حياتهن الطبيعية حتى سن البلوغ والذي تقرر فيه الفتاة من نفسها البحث عن الحجاب، بعد أن ترى أنها أصبحت لافتة لنظر الآخرين.
ويقول عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور هشام بن عبد الملك آل الشيخ إن الفتاة تؤمر بالحجاب الشرعي إذا بلغت سن البلوغ وهو حيضها، بغض النظر عن حجم جسدها. وأضاف عهد الإجبار quot;انتهى وولى quot; ويجب على الأبوين وغيرهما الاستعاضة باللطف حيث إن دين الإسلام دين محبة وسلام وليس دين إجبار وغيره . ولا بد أن تترك الحرية للفتاة الصغيرة لتقرر بنفسها أن ترتدي الحجاب وغالبا فإنها عندما تشاهد والدتها تتحجب تسعى لتقليدها لتشعر أنها كبرت وهي التي تبدأ في ارتدائه دون أن يجبرها أحد على ذلك. وأكد أن الإجبار يولد رفض الشيء في المستقبل. وقالت الأخصائية الاجتماعية بمستشفي الطب النفسي بالمدينة المنورة بارعة هاشم إن الرأي الاجتماعي لا يتعارض مع الرأي الشرعي وإن الصلاة أمربهاالأولاد لسبع مشيرة إلى أن الحجاب الشرعي هو التعويد على تعاليم الدين وليس لبس العباءة والغطاء مؤكده أنه يمكن باستخدام الأسلوب التدريجي أن تقتنع الفتاة شيئا فشيئا بأهمية لبس العباءة.
التعليقات