عبدالله الهدلق

لن تضعف أمريكا أبداً في عزمها على حماية أمن إسرائيل

laquo;.. لا تعاند من اذا قال فعلraquo;، أتوجه بهذه الكلمة الى القيادة السورية بعد ان تلقت تحذيرا سريا من اسرائيل مفاده انه اذا تعرضت اسرائيل لهجمات صاروخية من laquo;حزب الله!raquo; بواسطة صواريخ laquo;سكودraquo; البالستية او الانظمة المتطورة المضادة للطائرات التي زودته بها سورية أخيرا، فان الجيش الاسرائيلي سيرد بهجوم فوري على سورية يعيدها الى ما يشبه العصر الحجري من خلال تعطيل محطات الكهرباء والموانئ وخزانات الوقود وكل اجزاء منظومة البنية التحتية الاستراتيجية.
وجاء في رسالة التحذير الاسرائيلية السرية - التي أكدتها التقارير الاستخباراتية البريطانية - انه بعد اكتشاف تزويد سورية لـ laquo;حزب الله!raquo; بصواريخ laquo;سكودraquo; بعيدة المدى، فان الادارة الاسرائيلية اضحت تعتبر laquo;حزب الله!raquo; فرقة في الجيش السوري، وان الانتقام من سورية سيكون سريعا ومدمرا اذا ما تجرأ laquo;حزب الله!raquo; واطلق صواريخه البالستية على اسرائيل، اما وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان فقد ذهب في تهديداته الى ابعد من ذلك بكثير فقال: laquo;في حال نشوب حرب، فهذا سيعني نهاية نظام الحكم لسوريةraquo;.
ورأت صحيفة laquo;صنداي تايمزraquo; البريطانية ان القرار الاسرائيلي بتحميل سورية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن تصرفات laquo;حزب اللهraquo; قد جاء نتيجة للتقديرات الاستخباراتية التي تؤكد ان بيروت قد فقدت السيطرة على laquo;حزب الله!raquo; الذي تنامى بشكل كبير واصبح قوة ذات نفوذ كبير بسبب الدعم المادي والعسكري الذي يقدمه التحالف السوري الفارسي له، وفي اول رد فعل فارسي على التهديدات الاسرائيلية لسورية صرح السفير الفارسي لدى دولة الكويت علي جنتي خلال احتفال السفارة الفارسية بعيد الجيش صرح بأن laquo;ايران ستقف مع سورية اذا تعرضت لاي عدوان اسرائيليraquo;.
انني اتوجه بنفس الحكمة laquo;.. لا تعاند من اذا قال فعلraquo; الى النظام الحاكم في طهران حتى لا يفتح على نفسه جبهة جديدة، ألا يكفيه ما هو فيه من نبذ واقصاء وعقوبات صارمة ومن المجتمع الدول؟! فقد بدأ الاجماع العالمي بتداول سلسلة من الخيارات المعدلة لبدائل عسكرية مكثفة وشديدة يتم بحثها حاليا اذا اخفقت المباحثات الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية في ثني طهران عن سعيها المحموم وتقدمها المطرد نحو امتلاك اسلحة نووية.
يسعى الاجماع العالمي لكبح جماح laquo;ايران النوويةraquo; حتى لو ادى الامر الى توجيه ضربة عسكرية لايران بسبب برنامجها النووي، فيرد وزيرالخارجية الفارسي laquo;متكيraquo; بأن ايران تقود جبهة تمتد من حدود الصين حتى حدود laquo;فلسطين!raquo;، ويحذر من مغبة شن عدوان على ايران لأن ذلك يعني - كما يقول laquo;متكيraquo; - اللعب بالنار!، بينما يقرر رئيس النظام الفارسي الحاكم في طهران laquo;نجادraquo; اقامة وانشاء المزيد من المواقع والمنشآت لتخصيب اليورانيوم، هكذا يجد الاجماع العالمي نفسه ملزما بالتصدي للإرهاب العالمي.
وتؤكد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من واشنطن عشية الاحتفالات بالذكرى الـ (62) لاعلان قيام إسرائيل ان دعم الولايات المتحدة الأمريكية لاسرائيل لن يتوقف او يتلاشى، بل ستظل الى جانب اسرائيل تشاطرها مخاطرها ولن تضعف ابدا في عزمها على حماية امن اسرائيل وتعزيز مستقبلها، اذ لم يستغرق الامر سوى (11) دقيقة لكي يعترف الرئيس الأمريكي الاسبق (هاري ترومان) عام (1948) بدولة اسرائيل ومنذ ذلك الحين والولايات المتحدة الأمريكية تقف الى جانب اسرائيل وتؤازرها ضد اعدائها.
هل تستطيع طهران ودمشق وlaquo;حزب الله!raquo; ان تعاند من اذا قال فعل؟! وان تقف امام الاعصار الأمريكي الاسرائيلي إذا وقع بإسناد من الاجماع الدولي؟!