الكويت

تركز القوات الإيرانية جميع مناوراتها العسكرية في مياه الخليج، وبدلاً من المناورات السنوية صارت تجري مناورات شهرية. وفي الآونة الأخيرة أجرت مناورات ما بين أسبوع وأسبوع، الامر الذي يؤكد حساسية منطقة الخليج لدى النظام الإيراني، وإدراكه- او هكذا يتصور- ان الحرب المقبلة مع أميركا وحلفائها ستندلع انطلاقاً من هذه المنطقة او ان لدى هذا النظام نية لتهديد أميركا وحلفائها بضرب مصالحهم الحيوية في منطقة الخليج، وكذلك قطع إمدادات النفط. وظلت طهران تهدد بإغلاق مضيق هرمز، ويقول النظام انه قادر بسهولة على اغلاق هذا المضيق وقطع تصدير النفط من دول المنطقة الى الغرب والدول المستهلكة.
وتركز القوات الإيرانية في مناوراتها العسكرية على استهداف سفن حربية او نماذج من القطع البحرية الأميركية، وتدعي ان بعض الزوارق السريعة قادرة على إغراق مدمرة أميركية كبيرة في مياه الخليج، وحتى ان أجهزة الإعلام نشرت صوراً لقيام قوات خاصة من الحرس الثوري بإلصاق شعار الحرس الإيراني على مدمرات اميركية متواجدة في مياه الخليج وتم التقاط صور من معظم قطع الأسطول الأميركي بواسطة طائرات عمودية وطائرات من دون طيار لاثبات قدرة ايران على انها تستطيع تدمير هذه القطع بكل سهولة.
ورداً على هذه الإجراءات دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى ضرورة رفع قدرة وحضور القوات البحرية الأميركية في مياه الخليج وتجهيز هذه القوات بصواريخ وأسلحة متطورة جداً.
وتقول طهران من جانبها ان طائرات اف 27 الأميركية تقوم باستمرار بالتحليق فوق المدن والقواعد الإيرانية في مياه الخليج وساحله، وردت القوات الإيرانية بإرسال طائرات من نوع فوكراف 27 لتصوير الأسطول الأميركي، لا سيما المدمرة ايزنهاور من دون ردود فعل من جانب الولايات المتحدة، لكن هذا الامر أثار قلق العديد من الدول العربية في المنطقة التي أعربت عن قلقها حيال احتمال اندلاع مواجهة عسكرية كبرى بين واشنطن وطهران في مياه الخليج واقدام الطرفين على توجيه الصواريخ المدمرة نحو ابار النفط.
ويؤكد مراقبون انه نظراً لظروف الإدارة الأميركية وعدم رغبتها في خوض اي مواجهة عسكرية واسعة وشاملة، فان واشنطن تغض النظر مؤقتاً عن مناورات ايران وعن قيادتها بالتقرب من قواتها العسكرية وأسطولها البحري في مياه الخليج، لكن هذا لا يمنع من احتمال اندلاع حادثة قد تؤجج المواجهة بين الطرفين.
وتحاول اميركا تبديد مخاوف دول المنطقة من تهديدات ايران، وتؤكد انها لن تسمح لها بإغلاق مضيق هرمز او حتى منع الدول النفطية من تصدير نفطها. وتسعى ايضاً الى وصف الأوضاع في المنطقة بالعادية، وان الحرب لن تقوم على خلفية تصوير قطع بحرية أميركية او تحليق لطائرات ايرانية فوق الأسطول الأميركي. وتخطط واشنطن قريباً للرد على النظام الإيراني من خلال القيام بمناورات عسكرية كبرى في مياه الخليج بالمشاركة مع دول غربية وعربية.
قطعاً ان إصرار القوات الإيرانية على القيام بمناورات عسكرية متتالية وبفترات قصيرة، يؤكد وجود تصور لدى قيادة النظام من ان موعد الحرب قد يكون قريباً او هناك تهديدات جدية لاغلاق مضيق هرمز وتهديد مصالح الغرب في المنطقة.