عبد العزيز الصويغ


أراد عامل البناء الأمريكي جاري بروكس فوكنر الذي قُبض عليه وهو في طريقه للبحث عن زعيم تنظيم laquo;القاعدةraquo; أسامة بن لادن، أن يُتم ما عجزت عن تحقيقه القوات الأمريكية وحلفاؤها وذلك بقتل زعيم القاعدة ! وقد خضع بروكس، الذي أطلقوا عليه laquo;رامبوraquo; لاستجواب من مسؤولي المخابرات والمحققين بعد اعتقاله في الجبال النائية لوادي شيترال شمالي باكستان، وأوضح أحد المحققين أنه سيتم إجراء اختبارات نفسية للمعتقل، الذي كان يحمل سيفا وخنجرا في طريقه لقتل ابن لادن وإنقاذ الولايات المتحدة والعالم من شروره؟! أنا شخصياً لا أرى في عامل البناء الأمريكي أي عتهٍ أو خبل من أي نوع فهو، كما ذكر للمحققين، ينفذ أمرا إلهيًا للانتقام من هجمات 11 سبتمبر 2001 وهو نفس الهدف الذي اعتمده الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في غزوه لأفغانستان والعراق. وإذا كان بوش قد فشل في تحقيق أهدافه التي ادّعى أنه اُرسل لتحقيقها بتوجيهات إلهية، فإن كل ما فعله جاري بروكس هو محاولة تحقيق هذه الأهداف بنفس الإلهام الإلهي الذي كان ينتاب الرئيس بوش بين الحين والآخر! الفرق هو أن الأول استخدم لتحقيق هدفه القوات والأسلحة الأمريكية، بينما عمد الثاني إلى تطبيق أسلوب رامبو الذي استطاع تحقيق ما عجزت عنه كل القوات الأمريكية في فيتنام بعد خروجها بهزيمة قاسية. فكيف نصدق الأول ونُشكك في القوى العقلية للثاني؟!