لندن

قال أكاديمي أميركي إن مجموعة ممن سماهم laquo;المشبوهين المألوفينraquo; أسسوا منظمة جديدة هدفها الترويج لأجندة laquo;ليكوديةraquo; متطرفة في الشرق الأوسط. وفي مقاله بمجلة فورين بوليسي، اقتبس أستاذ العلوم السياسية ستيفن وولت قول بين سميث في مجلة بوليتيكو من أن المجموعة الجديدة تهدف إلى مهاجمة كل من يعتقد أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط كانت أقل من ناجحة في السنوات الأخيرة، والذين يودون التفكير في مصالحهم ومصالح الولايات المتحدة، بدلا من أن يعكسوا المواقف التي تحبذها لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، وغيرها من مجموعات الضغط (اللوبيات) الأخرى.
ويقول سميث إن هؤلاء المحافظين الجدد المتشددين من أمثال ويليام كريستول وميشيل غولدفارب ونواه بولاك وراشيل أبرامز، قد انضموا مرة أخرى إلى الأنغليكاني المسيحي اليميني غاري باور من أجل تأسيس مجموعة جديدة يطلق عليها اسم laquo;لجنة الطوارئ من أجل إسرائيلraquo;. وتقول المجموعة إنها ستستهدف المرشحين في السباق الرئيس لكل من مجلسي الشيوخ والنواب علاوة على إدارة أوباما. وهي توجه هجماتها الأولية من خلال الإعلانات التلفزيونية على عضو مجلس النواب جو سيستاك -الذي هزم آرين سبيكتر في انتخابات الديموقراطيين التمهيدية- الذي يخوض حاليا منافسة للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ.
وتم استهداف سيستاك لجرأته في رفض التوقيع على رسالة من إعداد ورعاية إيباك. ورغم أنه مناصر قوي لإسرائيل، فإنه انتقد حصارها العقيم لغزة الذي أسفر عن نتائج عكسية. وهناك مفارقات كبيرة تدعو للسخرية، فمن بين هؤلاء المؤثرين كان هناك بعض الحالمين الذين روجوا للحرب على العراق، ومن بينهم واحد من laquo;أغبى المتخبطين المكب على وجههraquo; من المرتبطين بالسياسة الخارجية الأميركية، انضم إلى شخص يعتقد أن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط يجب أن تقام على النبوءة التوراتية القديمة. وهم يهاجمون أدميرالا متقاعدا من سلاح البحرية الأميركي بثلاث نجوم حاصل على شهادة الدكتوراه في الشؤون الدولية والاقتصادية من جامعة هارفارد. ومن المفارقات التي تدعو إلى مزيد من السخرية هو اسم تلك المجموعة laquo;لجنة الطوارئraquo;، حيث يعتقد أعضاؤها أن إسرائيل في خطر حقيقي، لكنهم لم يدركوا أن نصائحهم لإسرائيل ساعدت في الوصول إلى الصعوبات التي تواجهها حاليا.
وبعكس ما يعتقد كثيرون، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لم يحقق نصرا سياسيا كبيرا على الرئيس أوباما خلال لقائهما الذي كان يفتقر إلى الحب.
صحيح أن أوباما تخلى عن إصراره السابق بضرورة أن توقف إسرائيل كل نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس، وأوضح أن الإدارة لن تمارس ضغوطا أميركية من أجل تحقيق حل الدولتين، وبعكس لهجته في البداية، فقد تبين أن أوباما على خطى معظم أسلافه ولذات السبب بشكل جوهري. وقد شهد الأسبوع الماضي نصرا تكتيكيا لنتانياهو، ولكن ذلك كان خطوة استراتيجية خاطئة ومتعثرة، لأن سلفيه إيهود أولمرت وإيهود باراك أدركا أن حل الدولتين القابلتين للحياة هو وحده الكفيل بمنع تحول إسرائيل إلى دولة فصل عنصري.
ولعل هذا التطور سيمنح الفلسطينيين حقوقهم السياسية الكاملة ضمن دولة إسرائيل الكبرى، كما حذر من ذلك إيهود أولمرت في العام 2007 حينما قال laquo;بمجرد حصول ذلك فعلى دولة إسرائيل السلامraquo;.
وكما قال جيروم سليتر في مقاله في الأسبوع الماضي، فإن قوة اللوبي الصهيوني هي التي حالت دون قيام الرئيس أوباما بالخطوة الصحيحة، ومن المرجح أن الوضع سيزداد سوءا، ولكن الشيء الذي لم يفقهوه أن ذلك من عمل أيديهم، وأنه يعود بدرجة كبيرة إلى خطأهم.