لوس أنجلوس

كتب هنري باركي، زميل مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة لييه، مقالاً نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز تحت عنوان laquo;لا تلقوا باللوم على أوروبا لتحرك تركيا بعيداً عن الغربraquo;، استهله بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس أوباما الشهر الماضي لصحيفة كورييري ديلا الإيطالية بأن رفض الاتحاد الأوروبي المتكرر منح تركيا عضويته دفع القيادة التركية إلى laquo;البحث عن تحالفات أخرىraquo; وتوثيق علاقاتها مع الدول الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط. ووردت تلك التصريحات مرة أخرى على لسان وزير الدفاع روبرت غيتس، الذي ألقى الشهر الماضي باللوم على أوروبا لتحرك أنقرة بعيداً عن الغرب. ولكن الكاتب يرى وجهة نظر مغايرة لوجهة نظر أوباما وغيتس، إذ يرى أن إلقاء اللوم في تحرك تركيا بعيداً عن الغرب على كاهل أوروبا قد يؤول إلى نتائج غير مرجوة. وعلى الرغم من موقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل المناهض لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي؛ بسبب فشل تركيا في حل القضايا المتعلقة بجزيرة قبرص المقسمة وما إلى ذلك من القضايا، فإن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي هو أمر لن يحدث بأي حال من الأحوال قبل 20 عاماً على الأقل. ومن ثم يمكن القول إن رفض الاتحاد الأوروبي المستمر لعضوية تركيا ليس هو السبب الوحيد الذي يقف خلف ابتعاد تركيا عن الغرب. ويرى الكاتب أن حكومة رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان، الذي يترأس حزب العدالة والتنمية الحاكم كانت ستتصرف بالنمط نفسه حتى ولو حصلت على عضوية الاتحاد الأوروبي. ويحاول تعليل وجهة نظره مدعياً أن انفتاح تركيا على الدول غير الغربية قائم على شعور القادة الأتراك المبالغ فيه بما تتمتع به تركيا من أهمية ومكانة على المسرح الدولي. إذ يدعي أن القادة الأتراك يرون أن بلادهم ينبغي أن تكون بين دول الصف الأول، وأن موقعها الاستراتيجي وروابطها الاقتصادية وصلاتها الثقافية والتاريخية مع العالم الإسلامي هي السبيل نحو تعزيز مكانة أنقرة. ويرى الكاتب أن المصالح التجارية بين أنقرة وطهران كانت هي السبب الذي يقف وراء معارضة تركيا التصديق على فرض مجلس الأمن جولة جديدة من العقوبات التي تستهدف إيران بسبب برنامجها النووي المثير للريبة. ومن هذا المنطلق فإن الكاتب يرى أن إلقاء مغبة ابتعاد تركيا عن الغرب على كاهل أوروبا هو أمر غير عادل، فالعقبات الرئيسية التي تعوق انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ـــ مثل المسألة الكردية والقوانين التركية laquo;التعسفيةraquo;، على حد قول الكاتب ـــ ستستغرق سنوات لحلها. ومن ثم فإن الكاتب يرى أن السياسة الأميركية ينبغي أن ترتكز إلى دفع تركيا لحل مثل تلك القضايا لتنضم سريعاً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، لا إلقاء اللوم على أوروبا.