فارس بن حزام

ربما تابع أغلب القراء قصة المواطن السعودي، الذي اعتُدي عليه في باحة مركز أمني بحريني. القصة تناولتها وسائل الإعلام بالكشف والمتابعة. والسؤال المزعج كان: أين المسؤولون على مدى شهرين من الدفاع عن حق المواطن؟

الإجابة عن السؤال تحتاج إلى مساحة كبيرة. والوجع يكمن في حدوثها بعد نحو 6 أسابيع على لقاء مهم عقده ولي الأمر أبو متعب مع السفراء وممثلي البلاد في السلك الدبلوماسي، ووجه لهم كلمة عُرضت للرأي العام، وحملت مضامين عدة، منها تشديده على أهمية العناية بالمواطن السعودي، وقوله quot;قدّروهم واحترموهم لتحترمنا الشعوبquot;، كاشفاً عن معرفته بأخطاء السفارات وحكايات تقصيرها تجاه المواطنين عند الأزمات.

السفارة السعودية في البحرين التزمت الصمت تماماً على مدى شهرين، ولم تصدر بيانها إلا بعد أن تحركت وسائل الإعلام.

ولا شك أن العتب قائم بالدرجة الأولى على المؤسسات الرسمية المعنية في البحرين لتخاذلها، بإقرار من وزير الداخلية البحريني، الذي أمر في بيانه، عقب ظهور الفضيحة إعلامياً، quot;بمحاسبة كل من تسبب في تأخير معالجة الواقعةquot;.

لكن البيان السعودي انكشف، بصدوره عقب الإعلان الرسمي من وزير الداخلية البحريني، فهو أقر، أيضاً، بالاستكانة إلى الإهمال الإداري داخل المؤسسات المعنية في البحرين، ولم تسع أبداً إلى تفعيل القضية، وإيصال الشكوى إلى جهات أعلى؛ لكشف المتسببين بالإهمال، وقبل ذلك استعادة كرامة المواطن المهدورة على الأرض.

لا أعلم عن عدد القصص المشابهة، والتائهة في أروقة المؤسسات الرسمية، والمهملة، في الوقت ذاته. فهذه تبقى أرقاماً سرية دائماً، ولا يجد المواطن إلا وسائل الإعلام لاستعادة حقوقه أحياناً.

ولعل في البيان الرسمي إشارة أخرى بالقول إن اتصالات quot;كبار المسؤولين البحرينيين أظهرت بجلاء مدى حرصهم واهتمامهم واستنكارهم لأي تصرفات وتجاوزات لامسؤولةquot;. فهي اتصالات لم ترد عندما كانت المعاملة مخبأة في الأدراج، وعندما كان المسؤولون مستسلمين لقدرهم.

نعم، يا أصحاب السعادة المسؤولين، تذكروا كلمة أبي متعب quot;قدّروهم واحترموهم لتحترمنا الشعوبquot;، فعندما غاب احترام المواطن وتقديره بإهمال متابعة قضيته، كان طبيعياً ألا تتحرك الوزارة المعنية، وتذكروا أن وسائل الإعلام بالمرصاد، تنقل لولي أمر البلاد ما أهملتموه.