عبدالمحسن بن عبدالله التويجري

بأيديهم صنعوها وجعلوها حكومتين أو دولتين، واحدة في غزة والأخرى بيد سلطات الحكم، كنا وهم معنا، أو هم ونحن معهم نلهث لتحرير أرض نقيم عليها دولة فلسطين، لكنهم فاجأونا بالدولتين ولا ندري شيئاً عن تسمية كل منهما إذا كان العرب عازمين على تحرير الأرض وإقامة الدولة، ويرون أن ذلك أمر مستحيل بالطرق التي تمارس حتى الآن، ولأن القوة فاعلة، فعسى أن نستطيع استخدامها وتملكها، وإن استطعنا ذلك فليس من الواقع ومصلحة القضية التعامل وفق ذلك مع دولتين.

فعلى الفلسطينيين مراجعة أوضاعهم وإعادة الأمور إلى وضعها السابق، وقتها ربما استطاع العرب عمل شيء لفلسطين وهذا ما نأمله.

إن ما أقدم عليه الإخوة في فلسطين يثير السخرية عالمياً حيث نجد العالم في مدٍّ وجزر حول مستقبل هذه الدولة ومن الواضح أننا لا نلمُّ بحقائق تفسر حماس أو فتح لنحكم على أحدهما، ولا ندري أي من الفلسطينيين نعترف به ونشد من أزر الأخوة في أحدهما.

أعتقد أن معظم شعوب الأمة العربية تلقي باللوم على كل من حماس وفتح من واقع التصور أن الحريص العاقل لا بد أن يبادر بمبادرة تؤدي إلى التعامل مع هذا الانقسام ليعود الوئام وتتحقق مصلحة عامة وخاصة مطلوب فعلها وتفعيلها.

فالدولة العبرية مضى على احتلالها لأرض فلسطين ستون عاما ويزيد عليها القليل، والفلسطيني مضى على معاناته نفس المدة أو أكثر، كما مضى على محاولاته بشأن السلام من أوسلو وحتى الآن دون أن يتحقق شيء، فمن المؤكد أن دراسة ما مضى أمر مهم وحيوي لاستنتاج ما يمكن من العبر التي تؤدي إلى سلوك طريق تثمر الخطوات من عليها، ولتذكير الفلسطينيين فإن تاريخ الأرض والناس في فلسطين لا يذكر أن عملا كهذا قد حدث (الانقسام بلا هدف أو مبرر).

لقد مضى الوقت وحان ليزيل عنا هذا العار وتلك الموجعة، وشعب فلسطين أمل نستبشر به، أن التحرير له وسائل بقدر ما تتضح الغاية وجب أن تتضح وسائلها، ومن أهم تلك الوسائل الحشد المتراص المنسجم وهذا مايفتقر له النضال الفلسطيني والكل يعلم بتعدد الفصائل وتباين ولائها وتلك نقطة ضعف بيّنة فالنضال يحتاج إلى الكثير من الحشود القادرة ولهذه الحشود التأثير الإيجابي على المراقب.

إن تحقيق الهدف شاق وصعب، والصمود له أقوى تأثير على كل ما يعترض الطريق وبقدر إيمان وعلم المناضل بذلك يتحقق الهدف.