فاضل عباس

إسرائيل تغتال الحريري هو عنوان المؤتمر الصحافي الذي عقده السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله لتوضيح الدلائل والقرائن التي تشير إلى مسؤولية إسرائيل في اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق في 14 شباط 2005، كما إن المؤتمر الصحافي قد أوضح بشكل كامل مدى التغلغل الإسرائيلي في العمق اللبناني عن طريق شبكات التجسس التي ألقت الأجهزة الأمنية اللبنانية القبض عليها وعن طريق الطيران الإسرائيلي التجسسي على القيادات والأحزاب والجيش والمقاومة اللبنانية وحتى الرئيس اللبناني.
نصرالله وضع النقاط على الحروف حين قال لماذا يستبعد البعض من السياسيين ولجنة التحقيق الدولية اتهام إسرائيل بهذه الجريمة الكبيرة، فإسرائيل وكما أوضح المؤتمر الصحافي كانت تراقب تحركات الحريري مند فتره طويلة وحتى منطقة وقوع الانفجار كما أن عملاء إسرائيل كانوا موجودين في منطقة الاغتيال ولذلك لماذا يرفض البعض توجيه الاتهام لإسرائيل؟
الغريب هو أن يتهم عناصر من حزب الله باغتيال الحريري بناءً على ظنون وشكوك تتعلق بشبكات الهاتف التي اثبت الواقع أنها مخترقة إسرائيليا ويمكن دبلجة كل شيء فيها بواسطة العملاء الذين يراقبون هذه الاتصالات ويعتبر البعض هذه أدلة مهمة وخطيرة بينما عندما تراقب إسرائيل مسار حركة رفيق الحريري لسنوات طويلة حتى موقع الاغتيال لا يعتبر هذا من وجهة نظرهم دليلا كافيا لاتهام إسرائيل.
هذا المنطق يبدو لي سببه حالتان من السياسيين الذين يصرون على تبرئة إسرائيل واتهام حزب الله، فالمجموعة الأولى هم من المتصهينين الذين يعتقدون بوجود إسرائيل بل ويؤيدون التطبيع والتوطين وخصوصاً توطين الفلسطينيين في لبنان، والمجموعة الثانية هم من المنظرين العرب الذين ينظرون لحزب الله على انه حركة إسلامية وهم بطبيعتهم يعادون كل شيء إسلامي بسبب وبدون سبب فبالنسبة لهم إسرائيل أفضل من حزب الله وهؤلاء قلة بعيدة عن اواطنهم وهموم الجماهير ولا يرون غير افكارهم التي عفى عليها الزمن مند الاممية الساقطة.
ما قاله نصرالله يستحق التحقيق فيه ودلائل على اقل تقدير يجب التحقيق فيها من قبل محكمة نزيهة وليس كلجنة التحقيق الدولية التي شابها الكثير من اللغط بسبب الشهود الزور كزهير الصديق والتي حولت لائحة الاتهام الى مزاد في السوق طبقاً للمصالح السياسية لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فتارة تتهم سوريا ثم الضباط الأربعة ثم يفرج عنهم ثم يوجه الاتهام لحزب الله اعتقد أن هذا التأرجح يفقد هذه المحكمة أي مصداقية في توجيه الاتهام لأي شخص في المستقبل.