القاهرة -فتحي خطاب

اعترفت الجماعة الإسلامية ولأول مرة بإنجازات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر, وطالبت بإعادة النظر في دراسة تاريخه, وعدم إغفال الإنجازات التي أنجزها, وفي نفس الوقت لا يصح أن يرفعه البعض إلى مرتبة الأنبياء, وأكدت الجماعة الإسلامية أن الإخوان المسلمين قصدوا اغتيال جمال عبد الناصر وأن حادثة المنشية ليست تمثيلية.. وقالت الجماعة الإسلامية أنه ليس معنى تعرض الحركة الإسلامية ممثلة في جماعة الإخوان للظلم والتعذيب على يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أن يتم تصويره على أنه شيطان رجيم بلا حسنات.

وأكدت الجماعة الإسلامية أن اصل الخلاف بين الإخوان وعبد الناصر هو اعتقاد كل منهما أنه الأجدر والأحق بالسلطة والحكم في مصر, فعبد الناصر ومن معه كانوا يرون أنهم الأجدر بالسلطة والحكم باعتبار أن الثورة ثورتهم, وأنهم الذين غامروا بحياتهم, وأن الإنجليز لن يسمحوا للإخوان بحكم مصر, أما الإخوان فكانوا يرون أنهم أصحاب فكرة الثورة من الأصل, ولذلك لم يكن الخلاف أساسا على الدين أو الإسلام أو حرية الدعوة لكن في ظن كل فريق منهما أنه الأجدر بالحكم.

وطالبت الجماعة الإسلامية في مقال للدكتور ناجح إبراهيم الرجل الثاني في الجماعة منشور على الموقع الرسمي للجماعة, بضرورة النظر والتفكير من جديد في أمر الرئيس عبد الناصر, ودراسة تاريخه مع الإخوان دراسة عميقة بعيدا عن نظرية المؤامرة التي شاعت في الحركة الإسلامية طويلا, خاصة وأن حادثة المنشية بمدينة الإسكندرية 1954 كانت محاولة حقيقية بالفعل لقتل عبد الناصر, وأن بعض أفراد النظام الخاص وهو الجناح العسكري للإخوان المسلمين قام بذلك فعلا, ولكنهم لم يستأذنوا في ذلك المرشد العام للجماعة المستشار حسن الهضيبي الذي كان يكره العنف, وأن كل ما يقال عن أنها تمثيلية يعد انطلاقا من نظرية المؤامرة.

وأضاف د. ناجح أننا قابلنا في السجون والمعتقلات عددا كبيرا من صناع الأحداث في مصر من الإسلاميين وغيرهم الذين عاشوا فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات, واستمعنا منهم مباشرة ودون وسطاء عن حقيقة الأحداث وتفاعلها مع بعضها, وأن تنظيم سيد قطب للإطاحة بنظام عبد الناصر هو تنظيم مسلح حقيقي, وقد أقر بذلك quot;قطبquot; وتلاميذه في أكثر من مناسبة, لكن التنظيم ضبط في أولى مراحل تكوينه وتسليحه, وهذه هي الحقيقة بصرف النظر عن تقدير الجماعة الإسلامية لقطب..0