القاهرة


رغم أن أول جلسة جمعته مع سميرة أحمد كانت من أجل الاتفاق على تقديم جزء ثان من مسلسلهما ldquo;غداً تتفتح الزهورrdquo; الذي قدماه قبل سنوات عدة فإن المؤلف يوسف معاطي الذي كان حاضرا هذه الجلسة، كانت لديه مفاجأة أخرى لهما وهي مسلسل ldquo;ماما في القسمrdquo;، ليجد الفنان القدير محمود يس نفسه شديد الحماسة لهذا العمل، وكما قال لنا شعرت بأن ldquo;ماما في القسمrdquo; يقدم الكوميديا كما يجب أن تكون، ولهذا تحمست له، محمود يس في حوارنا معه يكشف الكثير من أسرار هذا العمل .

* ما الذي حمّسك لمسلسل ldquo;ماما في القسمrdquo;؟

- الكوميديا الهادفة في المسلسل هي أكثر ما حمّسني له، لأن الأحداث تقدم الكوميديا كما يجب أن تكون، فهي ليست كوميديا لفظية تحاول الضغط على الجمهور وانتزاع الضحك من، لكنها كوميديا نابعة من مواقف مكتوبة بشكل شديد الرقي .

* هل صحيح أنك والفنانة سميرة أحمد كنتما تخططان لتقديم جزء ثان من مسلسلكما الشهير ldquo;غداً تتفتح الزهورrdquo;؟

- بالفعل هذا صحيح فقد حدثتني الفنانة القديرة سميرة أحمد عن رغبتها في تقديم جزء ثان من هذا المسلسل وتحمّست معها للفكرة، لكننا وجدنا سيناريو رائعا عند يوسف معاطي هو ldquo;ماما في القسمrdquo; فقررنا تقديمه .

* ما أكثر ما كنت حريصا عليه وأنت تقدم شخصية المدرس جميل أبوالمعاطي؟

- أنا قدمت شخصية المدرس أكثر من مرة من قبل، ولهذا كنت حريصا على طريقة أداء مختلفة بل وبشكل مختلف أيضا، خاصة أن تفاصيل شخصية الأستاذ جميل أبوالمعاطي مختلفة عن أي شخصية مدرس آخر فهو أستاذ لغة عربية يخرج على المعاش ويجد نفسه وحيداً، خاصة أن زوجته رحلت وابنته مشغولة برسالة الدكتوراه التي تحضرها، وتأتيه فرصة ليتولى إدارة المدرسة التي تملكها السيدة فوزية والحمد لله أنني وصلت إلى أداء وشكل خاص بهذا الرجل، وبالطبع كان للمخرجة رباب حسين دور مهم في ذلك .

* لكن البعض يرى أن الشكل الذي ظهرت به تقليدي بالنسبة إلى المدرس، خاصة ما يتعلق بالملابس والنظارة الطبية السميكة وغيرها من التفاصيل ما ردك؟

- هناك ملامح تفرضها طبيعة شخصية مدرس على المعاش منها بالطبع النظارة الطبية، فهذا الرجل قضى سنوات عمره في التدريس ومن الطبيعي أن يرتدي نظارة طبية وكذلك ملابسه لابد أن يكون بها وقار يناسب طبيعة الشخصية .

* هل توافق على تصنيف المسلسل عملاً كوميدياً؟

- لا أعتبره كذلك فهو مزيج من الكوميديا والدراما الاجتماعية لا سيما وأنه ينتقد الكثير من الأوضاع الخاطئة في حياتنا .

* ألم يقلقك أن سميرة أحمد دائماً ما تقدم شخصيات مثالية تتعرض بسببها للانتقاد؟

- سميرة أحمد فنانة صاحبة تاريخ طويل وليست في حاجة إلى من يدافع عنها، لأن اسمها وتاريخها كفيلان بذلك، وأنا سعيد بالعمل معها ولم يكن عندي أي تخوف من أي نوع، وإن كنت بشكل شخصي أراها مختلفة تماما في هذا المسلسل عن كل أدوارها السابقة .

* لكن المثالية انتقلت هذه المرة من سميرة أحمد إلى الشخصية التي تلعبها أنت؟

- هذه تركيبة الشخصية فهو رجل متسامح ومتصالح مع نفسه، يشعر بأنه قدم رسالته التعليمية على أكمل وجه، فمثاليته نابعة من تركيبته الشخصية وليست مثالية مبالغاً فيها .

* هل تتابع ردود الفعل حول المسلسل؟

- لست منعزلاً أو بعيداً عن الناس، وأي فنان يبتعد عن الناس يفقد عنصر نجاح مهماً له، وأنا أتابع ردود الفعل من خلال المحيطين بي ومن ألتقيهم في كل مكان، بالإضافة بالطبع إلى آراء النقاد المحترمين، وردود الفعل كانت طيبة جدا حتى إنني وبدون انحياز أو مبالغة أرى أن ldquo;ماما في القسمrdquo; من أهم الأعمال الموجودة على شاشة رمضان هذا العام .

* لكن البعض انتقد مشاركة مطرب شعبي مثل عبدالباسط حمودة في المسلسل ما ردك؟

- بالعكس هو مناسب جداً للدور، لأنه يلعب شخصية مطرب شعبي ينتقل من حي شعبي إلى حي الزمالك الراقي ويصبح جاراً لسميرة أحم، فتبدأ بينهما المشاكل، خاصة أنه يحول شقته إلى مكان لبروفات أغانيه الشعبية، وأنا شخصياً لم أكن أعرف عبدالباسط حمودة ولا أسمعه، وبعد أن تعاملت معه أثناء التصوير وجدته إنسانا طيباً، والمهم في النهاية أنه كان لائقاً للشخصية التي لعبها .

* هل اشترطت عرض المسلسل في التلفزيون المصري؟

- رغم انتشار القنوات الفضائية لكنني مازلت حريصا على أن يرى أعمالي الجمهور في كل مكان حتى من لا يملكون الفضائيات مهما كانت نسبتهم ضئيلة، ولذلك سعدت بعرض المسلسل على شاشة التلفزيون المصري، وشعرت بأن هذا تعويض لي، بعد أن تم استبعاد مسلسلات مهمة لي في الأعوام الماضية من تلفزيون بلدي مثل ldquo;سوق العصرrdquo; وrdquo;العصيانrdquo; وrdquo;وعد مش مكتوبrdquo; .

* لماذا استغرق التصوير فترة طويلة؟

- بالفعل ظللنا نصور هذا العمل على مدى ستة أشهر، والمخرجة رباب حسين كانت قد حددت جدولا زمنيا للتصوير، لكن استخراج التصاريح الخاصة بالتصوير في بعض الأماكن الأثرية استغرق وقتاً، كما أننا كنا حريصين على خروج كل مشهد بأفضل شكل، ورغم الإرهاق الشديد الذي تعرضنا له طوال فترة التصوير، فإن نجاح المسلسل يجعل التعب يهون .

* ألم تقلق من الزحام الدرامي في رمضان؟

- كنت أتوقع من البداية أن ينجح هذا العمل في جذب الانتباه مهما كان زحام المسلسلات، لأنه عمل مختلف ولذلك لم أخش الزحام وما توقعته حدث، بل والنجاح الذي ألمسه من الناس يفوق ما توقعته لهذا المسلسل .

* البعض شبه أداءك في شخصية المدرس بأداء نجيب الريحاني ويوسف وهبي ما تعليقك؟

- نجيب الريحاني ويوسف وهبي من أعلام التمثيل في العالم العربي فكل منهما عبقري وأستاذ، فهما رمزان يتوقف أمامهما التاريخ الفني، وكل منهما مدرسة ونحن نتعلم منهما طوال عمرنا، وهما مُثل عُليا لا يمكن أن أتصور أن أحاكي أيا منهما ولو في لقطة واحدة، وشرف كبير لي أن يشبه أحد أدائي بأداء مثل هؤلاء الفنانين الكبار .

* هل طلبت أي تعديلات على السيناريو؟

- أنا لم أطلب تغيير حرف واحد، فالسيناريو كان متكاملا ولا يوجد داع أن أطلب أي تعديل، بالعكس كنت سعيداً لأنه كان تحت يدي سيناريو بهذا الشكل الجيد، وعندما يجد الفنان سيناريو جيدا ما الذي يدعوه للتدخل وتغييره، إلا إذا كان الفنان مصابا بمرض النجومية الذي يجعله يطلب تعديلات لمجرد أن يقال إنه تدخل في السيناريو!

* أعمالك الأخيرة كان معظمها أدوارا جادة، ألم تخش من رد فعل الجمهور على تقديمك للكوميديا في ldquo;ماما في القسمrdquo;؟

- رغم أن معظم أدواري جادة بالفعل، لكن هذه ليست أول مرة أقدم فيها الكوميديا خاصة الكوميديا الهادفة، فأنا لم أقدم طوال تاريخي كوميديا لفظية تعتمد على تهريج أو سخف، وإنما أقدم كوميديا الشخصية والمواقف، والمؤلف يوسف معاطي أجاد كتابة المواقف الكوميدية في مسلسل ldquo;ماما في القسمrdquo; .

* ابنك الفنان الشاب عمرو شاركك بعض أعمالك، فأين هو من مسلسل ldquo;ماما في القسمrdquo;؟

- لا يمكن أن أفرض ابني على أعمالي، وهو يشاركني فيها عندما يكون له دور مناسب، وعمرو أثبت موهبته ولم يعد بحاجة إلى أن يكون إلى جواري في كل أعمالي، وصدقوني الفن هو المجال الوحيد الذي لا تصلح فيه الوساطة أبداً، فالجمهور الذي يجلس في البيت ويشاهد هذا التلفزيون أو يذهب إلى السينما ليس مضطراً إلى قبول ممثل غير موهوب مهما كانت نجومية والده وشعبيته، وهناك أبناء نجوم لم ينجحوا في التمثيل، وأنا لم أشجع عمرو على التمثيل إلا بعد أن تأكدت أنه يملك موهبة حقيقية .

* شاركت في فيلمي ldquo;الجزيرةrdquo; مع أحمد السقا وrdquo;الوعدrdquo; مع آسر يس هل لا يزال لديك استعداد للمزيد من التجارب السينمائية مع النجوم الشباب؟

- أنا مقتنع تماما أن السينما فن يعتمد على الشباب، وأكبر عدد من أفلامي قدمتها وأنا في مرحلة الشباب، ولذلك عندما أكون مع النجوم الشباب أكون مقتنعاً تماما أن السينما فن يخصهم أكثر مما يخصنا نحن الكبار، لكن وجودنا إلى جوارهم يكون إضافة ونوعاً من تواصل الأجيال، وهو تواصل مطلوب تماما مثلما تواصلنا نحن مع النجوم الأكبر منا، المهم في النهاية هو التقدير الأدبي لأي فنان كبير يعمل مع نجم شاب، حتى يستمر التواصل، ولا تتخيلوا مدى سعادتي عندما وجدت نجوما من جيلي يتشجعون على تلك التجربة ويشاركون الشباب أفلامهم، فقد شعرت أن ما فعلته فتح الباب للتواصل بين أجيال الوسط الفني .