منذ فترة إعترف الفنان، ميكا، اللبناني الأصل بميوله الجنسيَّة، فهل تؤثر إعترافاتمن هذا النوععلى حب الجمهور له، وهل لكونه من أصوللبنانيًّة أثرٌ على محبة الجمهور العربي له، ومتابعتهم له، وهل عند إعتراف فنان أجنبي بأمور كهذه، أيكون وقع الخبر أسهل على إعتبار أنَّ مصيبة غيرنا لا تعنينا؟

بيروت: بات منالمألوف والطبيعي أن يظهر الفنانون الأجانب للتحدث عن ميولهم الجنسيَّة، وعلاقتهم العاطفيَّة، والكشف عن أكثر أسرارهم شخصيَّة وخصوصيَّة، الَّتي ينتظرها جمهورهم، في خطوة قد تجذب المزيد من الصخب والإثارة إلى حياتهم، وتضعهم في رئيسيات الأخبار الصحفيَّة، وتمدَّهم بالشهرة والنجوميَّة، وتثير البلبلة حولهم، وتكسبهم جمهورًا إضافيًّا من مثليي الجنس، وهم في العادة من أشد المتابعين للموسيقى والغناء ويشكلون نسبة كبيرة من الجمهور المتحمس للفنان.

أما في العالم العربي، فالعادات والتقاليد ما زالت تحكم العديد من المجتمعات، وتؤثر على العديد من الأحداث، ويعتبر الإنسان المثلي الجنسي، إنسانًا غريبًا عن المجتمع، يجب نبذه، والإبتعاد عنه، وأخذ الحيطة والحذر في حال التقرُّب منه، ولكن ماذا عن الفنانين؟

فمنذ فترة وجيزة إعترف الفنان quot;ميكاquot; اللبناني الأصل، بميوله الجنسيَّة، مشيرًا إلى أنَّه ثنائي الجنس، وهو الذي إستطاع في فترة قصيرة أنّْ يحقِّق شعبيَّة واسعة بين الشباب العرب عمومًا واللبنانيين خصوصًا.
وبعد هكذا إعتراف هل تتأثر نظرتك إلى فنانك المحبوب؟
هل تتأثر شعبيَّة هذا الفنان؟
هل تتقبل الفكرة إذا كانت محصورة بالأجانب من قاعدة أنَّ مصيبة غيرنا لا تعنينا؟
ماذا لو إعترف فنان عربي بميوله الجنسيَّة هل تتقبله؟ هل تبقى متابعًا له، ومشاهدًا لحفلاته؟
أم ترى أنَّ هذه المسألة شخصيَّة وعلى الفنان أنّْ لا يكشف عنها أصلاً؟ أو ترى فيها أمرًا مثيرًا ومن حق الجمهور على الفنان أن يعرفها ؟
هل الجهور العربي يتقبَّل هكذا إعترافات من الفنانين الأجانب أكثر من فنانين من أصول عربيَّة؟
وهل الجمهور العربي هو ضد مجاهرة المشاهير بميولهم الجنسيَّة؟
وهل يخاف الأهل على أولادهم في سن المراهقة من التأثر بهؤلاء المشاهير، علمًا أنَّ الشباب يقلِّدون أسلوب وتصرفات وحركات المشاهير ويتأثرون بهم؟

إيلاف إلتقت بعدد من الشباب اللبنانيين والعرب المتواجدين في لبنان، واستصرحت رأيهم بالموضوع وعادت بالتقرير بالتالي..

يذكر أنَّ ميكا إفتتح الخميس الماضي فعاليَّات مهرجانات بعلبك الدوليَّة حيث أطلق كل إمكاناته الصوتيَّة والجسديَّة ليغني ويرقص على المسرح، ولم يهدأ على مدى نحو ساعتين حيث قدم مختارات من قديمه وجديده، وأثار ميكا وإسمه الحقيقي مايكل بينيمان، الحماسة والمشاركة بصوته المتنوِّع الطَّبقات والنغمات، وأغانيه النابعة من تجاربه الذاتيَّة ومعاناته إثر العثرات الَّتي واكبت طفولته في الدراسة وإنطلاقته الفنيَّة، محرِّكًا الآلاف من الشبان الذين رقصوا مع مغنيهم المفضل.

وكان ميكا أحيا في العام 2008 حفلاً مشتركًا بين مهرجانات بيت الدين وبعلبك، إعتبر في حينه تحديًّا لكل الظروف القاسيَّة الَّتي عاشتها البلاد جراء النزاع السياسي.

والجدير بالذكر أنَّ ميكا عاش حياته في المملكة المتحدة، وبدأ مشواره الفني بلون مختلف وخاص في عام 2007 لينطلق إلى العالميَّة بطريقة غريبة مع أغنيته الثانية quot;Grace Kellyquot;، ووصل ألبومه الأوَّل إلى المركز الأوَّل في جميع الدول الأوروبيَّة هذا إضافة إلى أنَّ السنغل والألبوم الخاص به وصلا إلى قائمة أفضل مبيعات ألبومات.

وولد ميكا في بيروت لأب أميركي وأم من أصول لبنانيَّة، وفي منتصف الثمانينات من القرن الماضي هربت عائلته بسبب الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة إلى باريس ثم لندن، وعاش طفولة صعبة في المدرسة حيث كان يتعرَّض للعديد من المضايقات من زملائه، وهذه المرحلة من حياته أثرت عليه، وتظهر جليةً في أغانيه.