هاشم عبده هاشم

لو فعلها laquo;القس الأمريكي تيري جونزraquo; وقام يوم غد - كما هدد وتوعَّد - باحراق القرآن الكريم بمناسبة حلول أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١م الكريهة.. فإنه يكتب بداية خطيرة في التعامل بين المسلمين وغيرهم من laquo;المتصلبينraquo; ذهنياً.. والمتشددين عقائدياً.. وlaquo;المهزوزينraquo; نفسياً.. والموتورين laquo;ثقافياًraquo;..

فقد جسَّد laquo;القس الأمريكيraquo; نمطاً من العقليات المريضة التي ترفض مبدأ التعايش بين الأديان والثقافات المختلفة.. بدلاً من تكريم ثافة الحقد والكراهية.. وتضخيم الأخطاء التي قام بها laquo;معتوهونraquo; وlaquo;حاقدونraquo; على الدين الإسلامي قبل أن يكونوا حاقدين على الإنسانية.. وكارهين لكل صور التفاهم والتلاقي بين حضارات الشعوب..

ومع كل التقدير لردود الفعل الأمريكية الرسمية المحدودة والخجولة.. وكذلك لردود الفعل التي صدرت عن laquo;الفاتيكانraquo;.. أو بعض الكنائس الكبرى في العالم.. فإن الأمر كان يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية كافية لمنع حدوث هذا العمل المزلزل لمشاعر الأمة الإسلامية.. ولكل المتدينين في العالم، لأنه يمس عقيدة سماوية خالدة في الصميم ولا يرد على عمل laquo;همجيraquo; أنكرناه في وقته.. وعانينا من تبعاته كثيراً.. وحاربناه في كل مكان ذهب إليه، وما زلنا نقف بمواجهته بالتعاون مع سائر دول وشعوب العالم المحبة للسلام والوئام بين بني الإنسان..

ذلك أن إقدام هذا القس أو غيره بفعل هذا التحريض المشين بالإقدام على هذا العمل الخطير.. هو دلالة جديدة على أن الإنسانية في خطر شديد.. وأن هذه العقليات المريضة بتطرفها أنى وجدت في هذا العالم بحاجة إلى موقف حازم وصارم وحاسم منها.. لأنها ستقود العالم إلى الدمار وتنهي كل الجهود الإنسانية الحكيمة التي تنادي بالتعايش بين الجميع، وفي مقدمتها دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى ذلك..

وما أتمناه من المسلمين في كل مكان من هذا العالم هو عدم الاستجابة لهذا الاستفزاز لمشاعرهم حتى وإن حدث المكروه.. وحتى وإن وقعت هذه الجريمة غدا.. فالقرآن الكريم كتاب مقدس ومن يناله بسوء سوف يلقى إن شاء الله عقوبته عند رب العباد إن عاجلاً وإن آجلاً.. فهو الحافظ له من كل عبث أو تعد، وسوف يرينا الله سبحانه وتعالى فيهم ما يقابل سوء عملهم.. وفي نفس الوقت فإن علينا أن نواصل جهودنا الخيِّرة كمسلمين لاشاعة روح المحبة والتقارب مع كل شعوب الأرض تعبيراً عن جوهر العقيدة الإسلامية السمحة..

أمنية من كل القلب.. أعبر عنها في يوم العيد الإسلامي الأكبر الذي تظللنا بركته.. وتؤاخي بيننا وبين سائر الشعوب في هذا العالم وتؤكد في نفس الوقت أن الإسلام أعظم من أن تطاله تصرفات laquo;قسraquo; أخزاه الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

ضمير مستتر:

(لا تقوم حضارة.. ولا يتحقق تقدم في مجتمعات الكراهية وروح الانتقام على الإطلاق).