خالد حمد السليمان


كرمت مستشارة ألمانيا laquo;ميركلraquo; رسام الكاريكاتير الدنماركي فيستر جارد صاحب الرسم المسيء لصورة النبي صلى الله عليه وسلم تقديرا لشجاعته، وقالت إن هذه الحرية في التعبير هي ما يميز أوروبا!
ولا أدري إن كانت المستشارة laquo;ميركلraquo; ستعتبر أيضا الرسوم الكاريكاتورية التي تسخر من المحرقة اليهودية laquo;الهولوكوستraquo; من الأعمال الشجاعة التي تستحق التكريم أو تنعم بحرية التعبير، أم أنها ستستحق الإدانة وسيستحق راسموها اللعنة والمطاردة كحال كل من شكك أو انتقص رقما واحدا من أعداد ضحايا المحرقة المزعومة؟!
إنها حرية بوجه واحد تلك التي امتدحتها المستشارة الألمانية .. حرية تسمح في أوروبا بالتشكيك في وجود الرب نفسه ولكنها لا تسمح حتى بالتشكيك في حقيقة أو حجم حدث تاريخي كحرق 6 ملايين يهودي في أفران النازية!
كم هو لافت أن تعتبر المستشارة التي غابت عنها حصافتها تكريم رسام كاريكاتير أساء إلى مشاعر أكثر من ألف مليون مسلم وأدت رسومه إلى استفزاز العالم الإسلامي وإشعال نيران الكراهية في النفوس تكريما للشجاعة وتعبيرا عن حرية الرأي في أوروبا في الوقت الذي يطارد فيه قانونيا كل من يمس مشاعر 13 مليون يهودي حول العالم بالتشكيك في جريمة المحرقة النازية ويطرد من عمله ويعزل عن مجتمعه كما لو أنه مصاب بالجذام!
إنه التناقض يا سيدتي المستشارة وقصر النظر، والافتقار للحصافة، وغياب المعايير الواحدة، الذي كان شكل دائما الهوة السحيقة الفاصلة بين العالمين الغربي والإسلامي!