محمد صلاح الدين

كتبت منذ أيام أنه كلما زادت إسرائيل في جرائمها، من اغتصاب الأراضي وهدم المنازل وتهويد القدس وتفريغها من أهلها الفلسطينيين، وكلما أمعنت في قتل الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة وخارجها، واعتقال الآلاف منهم، وكلما استمر الحصار المجرم لقطاع غزة، كلما زاد الدعم الأمريكي والأوروبي، وتصاعد التمكين للاغتصاب الصهيوني، وفيما يلي بعض صور التمكين وأخطرها مما يجب التركيز عليه وإبرازه. * * * لقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي معركة دبلوماسية شرسة، لإفشال مشروع القرار الذي تقدمت به مجموعة الدول العربية لمؤتمر الوكالة الدولية للطاقة النووية، لإخضاع المنشآت النووية الصهيونية للتفتيش الدولي، وقد سبق كل ذلك تهديدات وضغوط واضحة على الدول العربية لسحب مشروع القرار، فلما أصرت المجموعة العربية على طرح مشروع القرار للتصويت، رمى الأمريكيون والأوروبيون بكل ثقلهم ضد القرار، وتم إسقاطه بفارق (5) أصوات، إذ صوّت معه (46) دولة وضده (51) دولة عضواً في المنظمة، مما يسقط مصداقية المنظمة الدولية، وأمريكا والاتحاد الأوروبي، ويشكل نوعاً من أخطر أنواع التمييز العنصري، إذا قارنا ذلك بالحصار الاقتصادي والتهديدات العسكرية التي تواجهها إيران، التي وقَّعت على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وأخضعت منشآتها للتفتيش الدولي، ويؤكد السياسة الأمريكية والأوروبية الثابتة، بالاحتفاظ لإسرائيل بالتفوق العسكري المطلق على كل جيرانها العرب، والاحتكار للسلاح النووي دون منازع. * * * هل يمكن في ضوء كل هذه الشواهد أن نُكذِّب ما نشرته وسائل الإعلام الصهيونية، من أن عودة ميتشل وسيط السلام الأمريكي إلى المنطقة، إنما تنحصر في الضغط على الجانب الفلسطيني والعربي، لاستمرار المفاوضات المباشرة مع العدو، والقبول باستئناف السياسة الاستيطانية الصهيونية، التي لم تتوقف أو تجمد في واقع الأمر كما أشرت في كلمة الأمس..؟!.