حمود الحطاب
أقول لجميع المسيحيين المحبين لعيسى والفرحين بخير وبركات ميلاده: كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية
ما الذي كان سيحدث لقلة قليلة من المؤمنين بربهم على دين محمد صلى الله عليه وسلم لو لم يفروا بدينهم إلى الحبشة التي كان يحكمها حاكم مسيحي عادل هو النجاشي? بالتأكيد فإن الضياع والقتل والتعذيب كان نصيب المسلمين آنذاك, وكان نصيب الدعوة الإسلامية الغموض.
أنا أعتقد تماما أن للمسيحيين فضلا كبيرا جدا على نشوء الإسلام وبقائه إلى اليوم لا ينكر هذا الفضل غير جاحد, وهذا الفضل جاء بسبب حماية الملك النجاشي المسيحي للدعوة الإسلامية حيث آوى اللاجئين المسلمين إليه وأعطاهم حق اللجوء السياسي, وحماهم برجولة وشجاعة من أعدائهم أبناء وطنهم وعمومتهم, ومنع المطالبين بهم حين جاؤوا إليه يطالبونه بطرد المسلمين من الحبشة وإعادتهم لمكة حيث ينتظرهم الشتات والتعذيب والقتل.
ترى لماذا لا تدرس مثل هذه الحقائق التاريخية للمتعلمين في المدارس في دروس التربية الإسلامية?
لماذا لا يدرس للمتعلمين في جميع مراحل تعليمهم عن العلاقات الطيبة بين المسلمين وغيرهم من الأديان وتنقل لهم صورة جميلة عن أمثلة التعاون والتآلف والمودة التي كانت بين المسلمين والمسيحيين واليهود?
لماذا يدرس للمتعلمين في جميع البلاد الإسلامية فقط الحروب بين المسلمين وغيرهم?
لماذا يدرس الدين والتاريخ بسطر ويحذف سطر أو ليس هذا ظلما للمستقبل والتاريخ والواقع والمستقبل. أين الصورة الحضارية المشرقة للتعامل الإسلامي?
أكتب هذا المقال ولا أنتظر فتوى تقول لنا بجواز المعاملة الحسنة بيننا وبين الأديان الأخرى. وبمناسبة أعياد ميلاد النبي الحبيب إلى قلوبنا جميعا السيد المسيح عليه السلام وحبنا لأمه وحوارييه الذين لم يشوه سمعتهم المسيحيون, كما لم يشوه اليهود سمعة أصحاب موسى كما شوه بعض المسلمين ومع سبق الإصرار سمعة بعض حواريي محمد صلى الله عليه وسلم.
أقول لجميع المسيحيين المحبين لعيسى والفرحين بخير وبركة ميلاده وقد زرت في سنة 63 الميلادية بيت لحم ودخلت كنيسة المهد وكان عمري نحو 13 عاما آنذاك أقول: كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية.
لكم أيها المسيحيون فضل حماية الإسلام وتأسيسه واستمراره من أيام النجاشي quot;أبوناquot; جميعا, ولكم علينا فضل الإيمان بعيسى عليه السلام نبينا ونبيكم, آمنتم به قبلنا وتحملتم من أجله النشر بالمناشير ولم ترتدوا عن دينه. ونحب فيكم أخلاق العلم والحضارة واحترام الفكر والتسامح مع الجميع, ولولا حمايتكم الحالية للدعوة الإسلامية والدين الإسلامي في بلادكم وإعطاء المسلمين حرية العبادة والفكر وممارسة تعاليم دينهم عندكم هناك, لما كان للإسلام وجود في أوربا وأميركا ومعظم بلاد المسيحيين. وبلادكم بالعموم بلاد علم وحضارة والعالم كله مدين لما أنتجته حضارتكم مما ارتقى بالحياة البشرية وحسن من أحوالها ومدنها, كما تتمتع بلادكم بالحرية وحماية المستضعفين وتعطيهم الأمان عندها وحق اللجوء السياسي لكل مضطهد كما فعل النجاشي الذي قال للمسلمين عنده حين سمع القرآن فبكى: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة . quot;آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسلهquot; الآية. إلى اللقاء.
التعليقات