تركي عبدالله السديري

مأساة الاسكندرية.. جريمة لا تُغتفر..

ماذ يعني استهداف كنيسة مهمة في مناسبة سنوية مهمة لقتل أكبر عدد ممكن من الموجودين داخلها؟..

بالتأكيد لا علاقة للإسلام بذلك، لأن الإسلام عايش هذه الديانة في مصر بأرقى مختلف صيغ التعاون، لكن ما له علاقة مباشرة هو أمن المجتمع المصري واستقراره..

وهذا الاستهداف لا يخص مصر وحدها؛ فكثير من الدول العربية توجد داخل مجتمعاتها قواعد إنجاب للكراهية والإرهاب، وبالتالي الاستجابة الفورية لجرائم القتل..

العراق مثلاً.. لماذا تركّزت التفجيرات وشبه القتل الجماعي ضد فئة إسلامية معينة، وكأنه يُراد ترحيل تلك الفئة ليبقى العراق على مذهبية واحدة؟..

طبعاً لا علاقة للمذهبيات أياً كانت بتوجيه هذا الإجرام، لكن هناك مَنْ يستغل ذلك..

سؤال صارخ الوضوح..

لماذا لم تُستهدف إسرائيل بأي جرائم من هذا النوع؟.. وهي التي احتلت القدس ومسجدها وأساءت للمسلمين بعد أن احتلت وطنهم.. طوال تاريخها لم تتعرض لأي استهداف..

إذاً الأمر عربي إسلامي الهوية تماماً؛ حتى ولو أثيرت شكوك تقول بوجود مَنْ يستغله أو يوجّهه فهو في كل الحالات إجرام تنفّذه عناصر عربية وتبرّره بأنه إيحاء ديني..

أكرر للمرة المليون؛ أنه مهما ملك وطن عربي من مال أو تعدّد سكاني أو مصادر ثروات فإنه سيبقى داخل دوائر الخوف، وتقلقه دائماً هواجس تراجع إلى الخلف، وأن تكون ثرواته مجرد مظاهر أكثر مما هي خطوات بناء نحو مستقبل أرقى..

في كل بلد عربي هناك استهداف مخصص لظواهر تقدمه الاجتماعي.. أي جهود إعاقة متعددة الأساليب والهويات لكنها تستخدم الإسلام وسيلة تنفيذ، والإسلام هو الإصلاح الأرقى الذي نقل بدو القبيلة إلى وجهاء الدولة في عصر وجودها الأول..

لماذا نجد في بلادنا.. المملكة.. القوية قيادياً، البارزة اقتصادياً، الحازمة إدارياً.. نشاطاً متتابعاً يستهدف إعاقة التطوير واتهام الوعْي بأنه خروج عن الإسلام..

قبل المال، قبل أي جهود اجتماعية أو سياسية.. سيبقى كل شيء مهدداً بالتراجع ما لم تكن هناك مهمات نشر وعْي متمكّن يحاصر هذا التخلّف.. وهذه المهمات يجب أن تكون مسؤوليات عربية مشتركة