فارس بن حزام

كعامة الناس، لست ضليعاً في القانون، ولكن بيان وزارة العدل عن المتهمين بالعلاقة وتنظيم quot;القاعدةquot; السبت الماضي أثار عندي تساؤلاً عما يجب أن تكون عليه الوزارة.

البيان، وفي أول سطر منه، وصف العناصر الخاضعة للمحاكمة بquot;الفئة الضالةquot;. العبارة ذاتها الواردة في جميع بيانات وزارة الداخلية عند القبض عليها. وهنا تضع الوزارة نفسها إلى صف المدعي ضد المدعى عليه.

ربما الاختلاف في بيان وزارة العدل عن بيانات وزارة الداخلية على مدى سنوات ثمان، أن ذكر تنظيم quot;القاعدةquot; اسماً، بعد أن كانت quot;الداخليةquot; تتجاوزه بجملة quot;الفئة الضالةquot;.

لعلها جملة غير مقصودة، كتبت من دون توفيق، لكن كاتبها أحرج وزارته وأحرج المؤسسة القضائية كاملة، التي يجب ألا تقف إلى صف طرف ضد الآخر، ولا تبلغ بها الحماسة الوطنية إلى إدانة المدعى عليه قبل صدور الحكم وتمييزه، أو حتى بعدهما. فهذا ليس شأنها.

أحياناً تسيء التفاصيل الصغيرة إلى الصورة الكبيرة، وهي جدية المحاكمة، فعدد منهم استعان بمحامٍ للدفاع عنه، وهناك 43 حكماً تم نقضها، وأحكام أخرى سجلت عليها ملاحظات رسمية.

الصورة الكبرى العاكسة لجدية المحاكمة، يمكن ملاحظتها، أيضاً، من خلال الرحمة، التي بدت واضحة في ما أعلنته الوزارة من أحكام. فالأحكام الصادرة في تقدير العامة رحيمة، قياساً بما جرى في البلاد خلال الأعوام الماضية. فقد شهدنا إرهاباً بمعنى الكلمة، سواء على أراضي المملكة أو على غيرها. وبيان وزارة العدل كان صريحاً في سرد أبرز القضايا المطروحة، وسمت المتهمين بعناصر quot;القاعدةquot;، وأشارت إلى ما فعلوه من إرهاب صريح في المدن السعودية، وإعانة إرهاب خارجها في دول لم يذكرها البيان، لكن الجمهور يعرف جغرافيتها جيداً.

فالذي أعرفه أن الإرهابي ليس من يفجر نفسه أو يقتل الناس فقط، بل من يعينه على ذلك. المحرض إرهابي، والمجند إرهابي، والممول إرهابي، وناقل المتفجرات إرهابي، ومقدم المعلومات إرهابي، ومزور الوثائق إرهابي، وناقل الإرهابي إرهابي مثله. كل هؤلاء في خانة واحدة. وللقضاء كلمته في تباين الأحكام بين إرهابي وآخر. وليس في المقال اعتراض على ما صدر من أحكام أولية، بل كل ما في الأمر استغراب، لا أكثر، وهو حق للجميع.

عموماً، هل انتبه القارئ إلى إشارة لافتة لحديث وزارة العدل عن متعاطين للمسكرات والمخدرات؟ هذا ما جاء فعلاً، أن بين عناصر القاعدة من تمت محاكمته، إضافة إلى علاقته بالتنظيم، بجرم تعاطيه الخمر والمخدرات !