جاسر الجاسر

في الوقت الذي يستعد الفلسطينيون فيه لطرح موضوع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية من خلال فتح باب النقاش في مجلس الأمن الدولي، وبعد سلسلة النجاحات التي تمثلت في إعلان عدد من الدول الاعتراف بهذه الدولة المنتظرة وزيارة الرئيس الروسي لفلسطين، فتحت قناة الجزيرة معركة جديدة مع منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية معاً، من خلال الادعاء بأنها حصلت على وثائق من دائرة المفاوضات الفلسطينية تظهر أن المفاوضين الفلسطينيين وافقوا على مقايضة أرض فلسطين بأرض إسرائيلية، وبنسبة 1 إلى 50، كما يدعي جمال ريان مقدم البرنامج في فضائية الجزيرة، في حين رد صائب عريقات بوثيقة لخريطة بالألوان توضح أماكن التبادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً بأن المقايضة ستكون بنسبة واحد إلى واحد وليس كما ذكروا بأنها واحد إلى خمسين.

حاول عريقات أن يوضح ويفند ما ذكره مذيعا الجزيرة، والصحفي عبدالباري عطوان وشخص رابع بالإضافة إلى المذيعة خديجة بنت قنه، إلا أن المذيع لم يعطه الفرصة رغم أن عريقات يقول إنهم ألحوا على حضوره!

انتهت الحلقة الأولى من البرنامج وستتواصل لعرض ما يقوله جمال ريان بأنها ستكشف تنازلات السلطة الفلسطينية في موضوع اللاجئين.

في صباح اليوم الثاني (أمس الاثنين) عقد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي اعتبر ما قامت به (الجزيرة الفضائية) محاولة لجر القيادات الفلسطينية إلى معارك جانبية تشغلها عن العمل الذي تقوم به وهو تحقيق الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية من خلال عرض وثائق مشكوك في صحتها، متهماً (الجزيرة الفضائية) بأنها تحاول أن تقلد موقع ويكيلكس مع أن الاختلاف هو أن وثائق ويكيلكس وثائق اعترف المسؤولون الأمريكيون بصحتها فيما أكد عبد ربه بأن وثائق الجزيرة غير صحيحة، وأنه يقترح تكليف باحثين ومحققين فلسطينيين من المراكز الفلسطينية البحثية والإستراتيجية والسياسية لبحث ودراسة وتدقيق هذه الوثائق لتبيان مدى صحتها.

هذا القول طبعاً لا يمكن أن تقبل به (الجزيرة الفضائية) التي ستتعلق بأذيال المهنية وبأنه لا يمكن الإعلان عن مصدرها، والتشكيك بصدقية ما تمتلكه من وثائق وبذمة من سلموا هذه الوثائق، وفي نفس الوقت تعطي المحطة الفضائية الوقت والفرصة لمن أحضرتهم من المعلقين والصحفيين للتشكيك في ذمم ووطنية المفاوضين الفلسطينيين وقياداتهم مما سيفتح المجال إلى معركة إشغال للفلسطينيين ستضعف حتماً تحركهم في الأمم المتحدة ليتأخر مشروع فرض الدولة الفلسطينية وهذه المرة بجهود عبدالباري عطوان وجمال ريان.