موسكو


تسلط صحيفة laquo;نيزافيسيمايا غازيتاraquo; الروسية الضوء على قضية ما زالت محط خلاف بين المواطنين الروس منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، إنها قضية إخراج جثمان الزعيم الشيوعي، فلاديمير لينين، من ضريحه في الساحة الحمراء ودفنه في مقبرة وفق الطقوس المسيحية . تشير الصحيفة إلى أن كبار المسؤولين في الحزب الحاكم laquo;روسيا الموحدةraquo; لا يجاهرون بمواقفهم حول هذه القضية، ولهذا افتتح الحزب تصويتاً في موقعه على الإنترنت، دعا المواطنين إلى مساعدته في بلورة قرار حول هذه القضية الشائكة. وفي غضون ساعات معدودة شارك في التصويت عشرات الآلاف من المواطنين، ولقد أظهرت النتائج الأولية أن نحو 70 % من المواطنين يؤيدون إخراج جثمان لينين من الضريح وإعادة دفنه في مقبرة في مدينة سانت بطرسبورغ، بالقرب من قبور عائلته. فيما يعارض ذلك نحو 30 %. وتعيد الصحيفة للذاكرة أن استطلاعات للرأي حول القضية نفسها كانت قد أجريت في فترات سابقة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. وكانت نسبة الذين يعارضون إعادة دفن لينين تتناقص من استطلاع إلى آخر . ويتوقع المراقبون أن تصل نسبة الذين يعارضون إبعاد الجثمان عن الساحة الحمراء إلى حدودها الدنيا في غضون السنوات القليلة المقبلة . وتعليقاً على تنظيم هذا الاستطلاع، وعلى النتائج الأولية ، التي بدأت تظهر على موقع laquo;حزب روسيا الموحدةraquo; يرى زعيم الحزب الشيوعي الروسي، غينادي زيوغانوف، أن النتائج مفبركة ومعدة سلفاً، واعتبر أن مجرد تنظيم استطلاع للرأي حول هذه المسألة يدل على افتقار المنظمين إلى أبسط مبادئ الأخلاق والضمير.
ويقول رئيس مركز القيادات السياسية في روسيا، أليكسي تشيسناكوف: إن هذه القضية ما زالت تشكل مصدر قلق للمواطنين، وخير دليل على ذلك هو اضطرار الحزب الحاكم لتنظيم استطلاع خاص بشأنها. ويضيف تشيسناكوف أنه مضى على تفكك الاتحاد السوفيتي، وعلى انهيار سلطة الحزب الشيوعي، عشرون عاماً، وعلى الرغم من ذلك، فما زال الحزب الشيوعي الروسي مصراً على إعادة الشعب الروسي إلى الوراء. ويتابع تشيسناكوف: إن روسيا إذا أرادت أن تتطلع نحو المستقبل وتسير بخطى ثابتة إلى الأمام فلا بد من إيجاد حلول نهائية لعدد من القضايا، منها إخراج جثمان لينين من الضريح، الذي يقع في قلب العاصمة، ودفنه كما يدفن جميع الأموات.
والنقاش حول إعادة دفن جثمان الزعيم الشيوعي فتح باب التباحث في قضايا أخرى فقد بدأت النقاشات تدور حول إخراج قبور القادة السوفيت الآخرين من الساحة الحمراء، وإخراج الزجاجات التي تضم رماد رفات القادة العسكريين البارزين، التي وضعت في حائط الكرملين، تكريماً لمآثرهم وإعادة دفنها في المقبرة العسكرية الفدرالية التذكارية، التي كان من المقرر الانتهاء من بنائها بحلول الذكرى الستين للنصر على النازية، ومن ثم بحلول الذكرى الخامسة والستين، لكن ذلك لم يحدث في حينه.

نيزافيسيمايا غازيتا