موسكو

نشرت صحيفة laquo;روسيسكايا غازيتاraquo; مقالة يتناول كاتبها بالتحليل ما تقوم به قناة الجزيرة الفضائية من نشر الوثائق السرية، التي هي عبارة عن محاضر لجلسات تفاوضية جرت بين المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويحذر من أن تلك التسريبات يمكن أن تُـلحق أضرارا كبيرة ليس بهيبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقط، بل وبسمعة السلطة. الوطنية الفلسطينية بشكل عام. وفي المقابل تصبُّ هذه التسريبات في مصلحة ما سماها الكاتب بـ{التنظيمات الفلسطينية المتطرفةraquo;، وفي مقدمتها laquo;حركةُ حماسraquo;.
ان تسريب تلك المعلومات يثير ردة فعل غاضبة في الشارع الفلسطيني. الأمر الذي يجعل المفاوض الفلسطيني مضطرا لاتخاذ مواقف متشددة وبالتالي يزداد تعثر المفاوضات المتعثرة أصلا.وسوف تجتمع الرباعية الدولية، الخاصة بالتسوية السلمية في الشرق الأوسط في الخامس من فبراير القادم في ميونخ. ومن المتوقع أن يحضر ذلك الاجتماع ممثلون عن جامعة الدول العربية..
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن بعض الأطراف المشاركة في العملية السلمية وفي مقدمتها روسيا كانت ولا تزال ترى ضرورة إشراك قيادة الجامعة العربية في العملية التفاوضية. لكن أطرافا أخرى في الرباعية تخشى من أن إشراك الجامعة العربية في العملية التفاوضية يمكن أن يؤثر على مزاج الأطراف الداعمة للعرب داخل الرباعية. من هنا فإنه ليس من المستبعد أن يكون للأطراف التي تخشى من مشاركة الجامعة بشكل مباشر في العملية التفاوضية يد في تسريب تلك الوثائق السرية. ذلك أنه من الواضح أن المعلومات التي كشفت عنها الجزيرة تهدف قبل كل شيء إلى نسف الثقة التي تتمتع بها السلطة الفلسطينية وتحديدا نسف الثقة التي يتمتع بها محمود عباس في العالم العربي. وعلى خلفية هذه التسريبات سوف يكون تأثير انضمام الجامعة العربية إلى عملية التفاوض محصورا في حدود ضيقة.
وهذه اللعبة الدقيقة المتقنة التي انطلقت فصولها عشية انعقاد المفاوضات في ميونخ، لا يمكن أن تمر دون أن تفهم مدلولاتها كل من واشنطن وموسكو وبروكسل. ومن الصعب في الوقت الراهن معرفة الأشخاص أو الجهات التي تقف وراء تسريب تلك الوثائق السرية لقناة الجزيرة ومعرفة الجهات التي تهيئ نفسها لجني ثمار تلك التسريبات. لكن من الواضح أن هذه الجهة بذلت جهودا جبارة لإفشال اجتماع الرباعية الموسع في ميونخ. وقد تكون تلك التسريبات مجرد محاولة لإرغام أطراف النزاع.

روسيسكايا غازيتا