جعفر رجب

لا جديد في أرض عدنان، ولا نجم جديدا سيبزغ في سماء قحطان، فكل من نتعامل معهم الان مخلفات من الماضي، مع قليل من اعادة التصنيع، أي laquo;بالعنجليزيraquo; الفصيح، مانشاهده مجرد عملية laquo;ريسايكلraquo; للوجوه، والاتجاهات!
التشاؤم صفة ملتصقة على جبهتي، فأنا لا أرى فرقا بين أن يحكم البلاد رجل بلحية أو بشوارب، بمسبحة أو بصولجان، بقبعة أو بعمامة، ببدلة إفرنجية أو بجلابية عربية قصيرة، فالجوهر واحد مهما اختلفت عروض الازياء!
العلمانيون، القوميون، الاشتراكيون، العسكريون، الاسلاميون، الليبراليون... العرب، لا يختلفون، لانهم نتاج مؤسسة واحدة، وتربية واحدة، وثقافة واحدة، وهي أن كل واحد منهم يملك الحقيقة والبقية على باطل، وانهم وطنيون والبقية خونة، وانهم ديموقراطيون والبقية اقصائيون، وانهم احق بادارة البلد لان البقية laquo;حوش، واوباش، وشلة صايعة، وشوية عيال...raquo; وقد يختلف الاسلاميون عن غيرهم بانهم الاتقياء والبقية كفرة مشركون...! ولهذا فالاخوان المسلمون بلونهم التونسي الذين اقتربوا من السلطة، وبلونهم المصري الذين يقفون على سلم القصر الجمهوري، لا يختلفون كثيرا عن غيرهم، فهم في النهاية مخلفات لماض عربي بليد، ونتاج لمؤسسات فاسدة، وثقافة محنطة!
الاميركان حفظهم الله، ساهموا في تنمية الشعور الديني في مواجهة الخطر الشيوعي السوفياتي، ودربوا حتى كوادر الجهاد في افغانستان، ليحاربوا بالنيابة عنهم، وبعدها حاربوهم وقتلوا التنين قبل ان يكبر، وتحملوا مسؤولية تربية laquo;افراخraquo; التنين، ودجن التنين الاسلامي، واصبح وديعا، وستتحول الحركات الاسلامية الى حركات باليه، وبدلا من سير سفينة الجهاد على بحيرات الدم والشهادة، سيكتفون بالرقص على انغام بحيرة البجع!
عندما يصل الاسلاميون إلى الحكم، بقبول ضمني من laquo;الاعمامraquo;، سيفعلون كما فعل غيرهم، سيتحولون من حركة معارضة الى حكومة تأمر وتنهى، تمنع وتلزم، تعاقب وتواجه، وبدلا من ان يطالبوا الناس بالانجاب كي يباهوا الامم، سيطلبون من الناس وقف الانجاب لزيادة الرخاء والتنمية ووقف الضغط عليها كحكومة مسؤولة عن تقديم الخدمات، لا الى تقديم المواعظ، وستضطر الى ان تغمض عينيها على الفنادق الفاسقة، والشوارع الملهية، والشواطئ العارية من أجل مزيد من الاستثمار والرخاء والتنمية!
لن يتغير شيء، رغم اختلاف الاحزاب العربية في ألوانها وإعلامها وشعاراتها، الا انها تتشابه في الظلام!