جاسر عبدالعزيز الجاسر

تكشف وثيقة (خارطة الطريق) التي وضعتها جهات التخريب، التي أنشأها نظام الملالي الصفوي في إيران والتي تعد أهم مكونات الحرس الثوري الذي يدير السلطة في إيران - أنه لا بد من الاستفادة مما تحقق في العراق من تطويع الأحداث لصالح مد نفوذ (جمهورية الخميني) التي هي تجسيد معاصر للحكم الصفوي الذي ابتدع أساليب غريبة على الفكر الإسلامي واعتبر كل من لا يؤمن بتوجهات وتعليمات مرشد الثورة الذي يقوم مقام ولي الفقيه خارجاً عن ملة الدين.. طبعاً الدين الذي يعتمده المذهب الصفوي، والذي يجد رفضاً حتى من أتباع المذهب الشيعي، وقد فنده الكثير من المراجع الكبار مثل الخالصي والراحل حسين فضل الله، وعلى الرغم من تصدي هؤلاء العلماء، إلا أن المخابرات الإيرانية والعناصر الموكل إليها تنفيذ مخطط فرض ونشر الفكر الصفوي من خلال ما سيمونه تصدير الثورة الإيرانية استطاعوا النفاذ إلى المجتمعات العربية وبالذات في منطقة الخليج العربي وأقاموا خلايا نائمة وهيأوا أنصاراً جاهزين لتنفيذ مخططاتهم، وقد كشفنا ما خُطط لمملكة البحرين من ترتيب ينتهي باقتطاع هذا القُطر العربي وضمه إلى (إمبراطورية الصفويين).

والبحرين لم تكن سوى المحطة الثانية بعد العراق، أما المحطة الثالثة فقد خصتها (خطة الطريق) الصفوية بـ(السيناريو التالي): (الكويت، هي محطتنا الثانية بعد البحرين في دول مجلس التعاون، لأنها مؤهلة للسقوط بين أيدينا إذا أحسنّا التصرف، وعلينا استثمار قضية (البدون) ودفعهم للتظاهر لأن ما حدث في مصر وتونس يساعد على تلبية مطالبهم الآن وعلينا استثمار ذلك لأقصى حد وتشجيع مواصلة التظاهر ورفض إنهائه حتى تتحقق المطالب كلها، كما أنه توجد مشكلة (السلفيين) مع رئيس الوزراء ورفضهم له وعلينا أن نوسع شقة الخلاف بدعم السلفيين أو على الأقل من نستطيع التأثير عليه منهم خصوصاً من أعضاء مجلس الأمة، وتقديم أي دعم يطلبونه منا عن طريق جماعتنا في المجلس وهم ليسوا قليلين، وتطوير رفض رئيس الوزراء بتنظيم مظاهرات شعبية ضده نقوم بدعمها بما نملك من جماهير في الكويت بحيث نضع الأسرة الحاكمة أمام خيارين، إما إقصاء رئيس الوزراء أو مواصلة الاحتجاجات والمظاهرات وزيادة حدتها وقوتها وإيصالها إلى حد الاصطدام مع رجال الشرطة، وإذا نزل الجيش فإن استفزازه كما طلبنا في البحرين واجب لأجل تصعيد عدم الاستقرار وتسخيره لجعل أغلبية الكويتيين مع التغيير؛ خوفاً من المجهول والاضطرابات التي ستصيب أصحاب المال بخسائر كبيرة.

أما إذا استجابت الأسرة الحاكمة وأقصت رئيس الوزراء فإنها فرصتنا التاريخية لتقسيم الأسرة الحاكمة واللعب على خلافاتها بكافة الطرق لإضعاف قبضتها على الكويت ودفعها لارتكاب أخطاء تؤدي لعزلها وضم أغلب (السنّة) إلينا.

ويجب عدم نسيان الأجانب في الكويت فانضمامهم للانتفاضة ضروري جداً.

إن (السلفية) الكويتية متوترة بشدة وتريد الانتقام من الأسرة الحاكمة وهذه فرصتنا التي ربما لن تتكرر لتوجيه ضربات متتابعة ومنظمة ومدروسة للحكم وإسقاطه في النهاية بالتعاون مع (السلفية السنية) التي يجب أن نعطيها دوراً كبيراً وفعالاً في المرحلة الأولى وجعلها واجهة لعملنا لأجل ضمان إقامة جمهورية الكويت الإسلامية التي ستكون من الناحية الفعلية تحت تأثيرنا الكامل).